الخطوط العريضة للقسم

    •  الأستاذ: لعـزازقــة حـــــمزة

      الرتبة: أستاذ محاضر أ

      التخصص: علم النفس العيادي

      القسم: قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا

       المؤسسة الجامعية: جامعة سطيف 2 محمد لمين دباغين

       البريد الإلكتروني المهني :h.lazazga@univ-setif2.dz

      البريد الإلكتروني الشخصي :laazazga@gmail.com


    • مقدمة:

      يمثل الاتصال العلاجي وضعية هامة يعيشها العميل مع المختص، بفضلها يستطيع التفاعل مع مجمل المدخلات التي يرغب المختص للوصول إليها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتشخيص واقتراح البروتوكول العلاجي اللازم، هذه الخطوات التي لا يمكن أن تتأتي إن لم تنشأ علاقة اتصالية جيدة بين المختص والحالة، ونظرا لأهمية الاتصال في الممارسة الإكلينيكية وجب على العاملين في مجال علم النفس العيادي إدراك مفهوم وخصائص الاتصال واهم النظريات المفسرة له إلى جانب شروطه ومكوناته لفعل أدق للوضعية الاتصالية التي يمارسها المختص الإكلينيكي في سياق عمله المتخصص.

      والمتتبع لتطور علم النفس يلاحظ جليا أن مجمل التيارات النظرية والتطبيقية ركزت على نوعية الاتصال، ففرويد مثلا بنى نظريته التحليلية على أساس تحليل اللغة ورمزيتها وأشار إلى فلتات اللسان وزلات القلم إلى مؤشر دال على اللاشعور، ثم اقترح التداعي الحر كألية علاجية للتكفل بالاضطراب النفسي على أساس تحرير المشاعر والمكبوتات عن طريق الكلام والذي هو فعل اتصالي بامتياز.

      وينظر عامة إلي علم النفس على أنه علم مبنى على الإتصال وأن العلاج النفسي شكل من أشكال العلاج بالكلام والذي قد يعطي انطباعا بأن العلاج النفسي يتعلق بشكل من أشكال التواصل اللفظي بين العميل والمعالج، ومع ذلك فإن الإتصال هو عملية أكبر وأعقد من كونها علاجا أو قاعدة يبنى عليها العلاج، فالمقابلة العيادية هي في المقال الأول عملية اتصالية بالفعل لكن من الخطأ الجسيم اقتراض أن الإتصال فيها يكون لفظيا فقط دون الاهتمام بالتعبيرات والإيماءات  والإشارات اللفظية للعميل، أو ما يصطلح على تسميته بالإتصال الغير لفظي ، من هذا  الأساس يشكل الإتصال محورا أساسيا في علم النفس عموما وبالأخص في مجال علاقة المختص بالعميل في إطار الممارسة النفسية العيادية. 

      • أصل كلمة إتصال communication  لاتيني communicare والذي يعني أخذ شيئين وجعلهما مشتركين.
      • يعتبر الإتصال ظاهرة تشترك فيها جميع الكائنات الحية، وبرزت أهميته منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض، وأحذ في التطور إلى مستويات عليا معقدة، حيث ساهم في تطور الحضارات الإنسانية وإنتقالها من حيز جغرافي إلى آخر، من حقبة زمنية لأخرى.

      • ويتعبر الإتصال من أهم المعايير التي تقاس على أساسها جودة الحياة الإنسانية ومدى تطور وازدهار الحضارات، إلى جانب كونه وسيلة وآداة لتأريخ حياة ومعاش الإنسان والمجتمعات.


  • تعريف الإتصال:
    يمكن تعريف الاتصال بعديد التعريفات باختلاف التخصص والمجال المعالج في إطاره، لكن في الغالب يعرف على أنه تفاعل بين طرفين أو أكثر حول موضوع معين، بغية تبادل المعلومات أو الخبرات، للوصول إلى هدف معين.
    وهو أيضا تبادل رسائل معينة بين أكثر من طرف، باستخدام وسائل تواصلية لفظية وغير لفظية.
    كما يعرف الإتصال على أنه عملية هادفة لنقل المعلومات من إنسان إلى آخر بهدف الوصل إلى حالة من الإتفاق والانسجام والتفاهم.

    أو هو عملية يحدث فيها نقل للخبرات والمعارف والتَعَلُمَات من شخص لآخر بغية إحداث تغير على مستواه، وقد يكون عملية شرح وضعية أو موقف أو حالة أو شكوى من وضع معين، بغية طلب المساعدة أو إلتماس المشورة أو للبحث عن حل أو مجموعة من الحلول.
    ويتنوع الإتصال بين الطريقة المباشرة بوسائط أو بدون وسائط وعلية يمكن الوصول إلى تعريف شامل وكامل بأن الإتصال هو:
    " عملية منسفة تتضمن إنتاج ونقل للمعلومات أو الأفكار أو المشاعر من إنسان لآخر أو من جماعة لأخرى بهدف التأثير و إحداث إستجابة معينة" 
     
    Pratiquer la communication non-violente | Santé Magazine

    • شروط الإتصال:
      الإتصال عملية منسقة لا يمكن بمكان أن يتأتي دون توفر جملة من الشروط، كونه عملية تفاعلية يتم نقل أفكار أو معلومات يجب أن تتميز ب:

      الوضوح
      بمعنى أن يكون المحتوى الإتصالي واضحا وغير مبهم.

      البساطة: 
      بمعنى أن يكون الاتصال بشكل بسيط يخلو من التعقيد ما يمكن من وصول المعلومة بشكل سلس.

      سلامة الوسيلة الإتصالية:
      أي أن تكون الوسيلة المستخدمة سليمة، وتحقق الهدف المطلوب وأن تكون مرافقة لمستوى المستقبل حيث لا يفسر تفسيرا خاطئا أو على خلاف ما هو مقصود.

      عدم التعارض أو عدم التناقض:  ويحدث ذلك عندما تتعدد وسائل الإتصال من مصادر مختلفة غير متوافقة ما يؤدي إلى إختلافها وتعارضها.

      الإيجاز:
      لأن الإطالة أو الإسهاب قد يخل بالمعنى أو يخرجه عن سياقه وقد يصاب المستقبل بالفتور والملل.

      الملائمة:
      وتعني أن يكون الإتصال ملائما من حيث الهدف و الوقت والوسيلة وطريقة التنفيذ.

      Marketing opérationnel - ppt télécharger






       

    • عناصر الإتصال:

      تتنوع وتتمايز عمليات الإتصال في مختلف الوضعيات، لكنها لا يمكن أن تَتَأَتَى إلا إن توفرت أربعة عناصر أساسية هي: المرسل - المستقبل- الرسالة - الوسيلة، ومؤخرا صار الكلام عن عنصر خامس هو التغذية الراجعة " الصدي" وعنصر سادس هو الأثر أو التأثير.

      المرسل:
      هو العنصر الأول في مخطط الإتصال والذي يقوم و ينتج الفعل الإتصالي وهو نقطة بداية عملية الإتصال.

      المستقبل ( المتلقى): وهو العنصر الأخير في مخطط الإتصال ويمثل نقطة إلتقاء أو نقطة وصول الرسالة أين يتلقاها ويتأثر بها ويتفاعل معها.

      الوسيلة أو القناة أو الأداة:
      و التي بإستخدامها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، والتي تختلف بإختلاف طبيعة ومستوى الإتصال.
      شروط إستخدام الوسيلة أن تكون  ملفتة الإنتباه، وتساعد المستقبل على التركيز في محتوى الرسالة وتكون الأسرع في نقلها.

      الرسالة: هي لب وأساس عملية الإتصال لأنها تمثل المحتوى وقد تكون في شكل كلام أو إشارات أو رموز، أو سلوكيات.

      التغذية الراجعة: هي رد الفعل المتوقع من الملتقى أثناء تلقى الرسالة وتكون مباشرة آنية أو غير مباشرة بعدية.
      وقد تكون ردة الفعل ----------› إجابية
                                    ---------- سلبية
                                    ---------- سالبة أو محايدية

      الأثر أو التأثير: وهو مجمل التفسيرات وردود الأفعال والاستجابات والأحاسيس والتغيرات التي تطرأ على المستقبل أو الملتقى بعد وصول الرسالة.




    • مستويات الإتصال:
      بعد تطرقنا في المحاضرات السابقة لمفهوم الاتصال وشروطه، نتكلم اليوم على مستويات أو أشكال أو أنماط الإتصال كون هذه المستويات ضرورية جدا في سيرورة عملية الإتصال ونجاحها إلى جانب كونها خاصية هامية في فهم خلل النسق الإتصالي، بالأخص عند العميل في إطار وضعية تحليل الكفاءة الإتصالية عندما يتعلق الأمر بالتكفل بحالات مرضية في المجال العيادي.

      المستوى الأول:
      المحتوى: يمثل جانب مهم في الإتصال كونه ضروري للقيام بالفعل الإتصالي وعلى أساسه يتم الحكم على نوعية الإتصال هل هو ناحج أم فاشل، سوي أم مضطرب. فالذهاني مثلا يكون محتوى الإتصال لديه أفكار غير عقلانية أو منفصلة، تتضمن محتويات مرضية مثل الهذاءات أو التعبير عن أحاسيس كاذبة مثل الهلوسات.

      ويشترط في المحتوى أن يكون بسيط وغير مركب، وإعتيادي في الغالب، لكن في بعض الأحيان يكون معقد وصعب الفهم في وضعيات الإتصال المتخصصة ( لغة البرمجة مثلا في المعلوماتية، لا يفهمها إلا المبرمجون).
       
      تقوم عملية فهم المحتوى على مجموعة من الأسس هي:
      - أن يكون متصلا غير منفصل أو مبتور أو منقطع.
      - أن يدرك صاحب الحتوى بدقة " فرد, جماعة, هيئة, منظمة"
      - أن يكون متسما بالبساطة وعدم التعقيد.
      - أن يكون متضمننا لغة واحدة
      - أن يعالج موضوعا معينا
      - أن يحترم قواعد اللغة ( من فاعل ومفعول به و أفعال وضمائر،.الخ)
      - أن يكون قابلا للتحليل والفهم وإعادة الصياغة.

      وعليه فاللغة يجب أن تكون موحدة بين العميل والمختص وأن تكون مفهومة وبسيطة وواضحة.


      المستوى الثاني:
      الإتصال الماورائي " ميتافيزيقي": وهو نوع من أنواع التواصل بين الأفراد يتعلق بمشاركة المعلومات وتوصيل شيئ مخصص للإتصال، بمعنى أنه رسالة داخل رسالة، تنقل موقف المرسل إتجاه الذات وإتجاه الأخر، ويمكن من خلال هذا المستوى من الأصال نقل المواقف والمشاعر والنوايا إتجاه المستمع أو المستقبل، تم تقديم هذا المصطلح في علم النفس من طرف عالم الإنتروبولوجيا وعلم النفس النسقي، الأمريكي من الأصول البريطانية غريغوري باتيسون، في سياق مجموعة من الدراسات حول نسقية الإتصال، والتي توصل من خلالها أنه بالإمكان التطفل على المعلومات من خلال التواصل العادي، فالتواصل اللفظي يستخدم كلمات مكتوبة أو منطوقة، أما الإتصال الماورائي فهو وسيلة أعقد، يتم من خلال التعابير الغير لفظية، كالإشارات والإيماءات وتعابير الوجه، نغمات الصوت، حركات العينين، ولغة الجسد، وغيرها من الوسائل غير اللفظية.

      والإتصال الماورائي يعتبر عملية الاتصال ثانوية تستخدم جنبا إلى جنب مع الاتصال اللفظي وفي بغض الأحيان تصبح هذه الطريقة هي الطريقة التواصلية الأساسية بين شخصين أو أكثر، أين تعمل الإشارات الثانوية كإشارات أساسية تستخدم لتفسير الإتصال، ما يجعله عملية تعاونية لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات أثناء المحادثة.
      وقد استخدم دونالد كسلر Donald J. Kiesler عام 1988، الإتصال الماورائي كوسيلة علاجية لتحسين العلاقة الشخصية بين المعالج والعملي من خلال تجربة رائدة تم التوصل إلى فهم  معمق وقدم ملاحظات هامة حول الحالة العقلية للعميل، ما ممكن من وضع تصور أدق لطريقة التكفل.



    • مرحل تطور الاتصال الإنساني:
      يمكن القول بأن ظاهرة الاتصال الإنساني هي الظاهرة التي عرفت مراحل تطور كبيرة ومستمرة وبشكل متصاعد منذ نشأة الإنسان، ما يجعلها الظاهرة التي لا تتوقف عن التطور حيث تنشأ في كل حقبة زمنية أنماط جديدة من الاتصالات ومن أهم مراحل تطور الاتصال مايلي:

      1. مرحلة عصر الإشارات:

      تتميز بكونها الشكل البدائي للاتصال الإنساني، فالحضارات الأولى للبشرية لم تكن تعرف أساليب الاتصال المركبة ولم تتمكن من صناعة الأدوات اللازمة لإنشاء اللغة الرمزية المعقدة، فأكتفت بالإشارات والحركات المفهومة للجميع، لذلك فهذه المرحلة لم تشهد استخدام اللغات المنطوقة المستندة إلى تراكيب معقدة من الأصوات والنبرات و القواعد اللغوية النحوية،، حيث استمرت الأشكال الأولى للحياة الإنسانية عبر  عدد محدود من الأصوات كالصراخ والهمهمة فضلا عن الإماءات والإشارات المفهومة.

      2- مرحلة الاتصال اللفظي البسيط:
      هي المرحلة التي عرفت قفزة في حياة الإنسان، فبعد أن كان يشابه الحيوان في فعله الإتصالي دخل الإنسان إلى مرحلة الكلمة واللغة، وظهرت أولى اللغات الإنسانية وبدأ تشكيل وحدة الدال والمدلول.

       
      3- مرحلة الكتابة:

      تجسدت هذه المرحلة في الانتقال إلى مستوى الرمز باستعمال رموز والأشكال الدالة على الأشياء ومعانيها  وتطور  مفهوم الدال والمدلول إلى الرمز والمعنى، في هذه المرحلة بدأ التأريخ للغة والذي ترجم في شكل آثار قديمة للغات الإنسانية القديمة  مثل اللغة السومرية.

      4- مرحلة عصر الطباعة:

      إلى جانب الكتابة حقق الإنسان إنجازا هاما ساهمة في تطور الاتصال، تجسد في اختراع الطباعة ما فتح آفاقا عريضة في مجال الاتصال حيث أحدثت الطباعة تغيرات جذرية في إعادة إنتاج ونشر المعرفة والتي تطورت أكثر فأكثر عن طريقة الآلة وعتاد الطباعة الميكانيكي والذي ساهم في تقليص الوقت والجهد وسرعة انتشار المعلومة الاتصالية.




    • مراحل تطور الاتصال ( تابع) :

      مرحلة الاتصال السلكي:
      انتقل الاتصال إلى بعد جديد لم يعرفه الانسان من قبل عندما ظهر الاتصال السلكي وتم تحويل اللغة إلى ذبذبات سلكية وهنا انتقل الانسان ولأول مرة منذ نشأته إلى الفضاء التماثلي حيث أصبحت الرسالة التواصلية تنشأ عن طريق قناة تماثلية عن طريق أسلاك.  وهنا ظاهر الهاتف السلكي كوسيلة اتصالية جديدة.



      مرحلة الاتصال اللاسلكي:
      مثل ظهور الاتصال اللاسلكي تغيرا جذري في مستويات الاتصال الإنساني، الذي أصبح لا يخضع لاعتبارات الفضاء الجغرافي أو الشبكات السلكية، القديمة و في هذه المرحلة عرف الإنسان مفاهيم وأبعاد جديدة في الاتصال مثل الترميز والتشفير وفك التشفير.  

        

      مرحلة الواقع الإفتراضي:
      شهد النصف الثاني من القرن العشرين طفرة في مجال تكنولوجيات الاتصال عندما اندمجت الحواسيب الالكتورنية والعقل البشري ليظهر بعد رابع لم يعرفه الانسان من قبل هو البعد الافتراضي أين أصبحت تكنولوجيات الاتصال متعدد متنوعة وتضمنت بعد التفاعل الفردي وعلى عكس المراحل السابقة للاتصال التماثلي كأين كانت إمكانية التفاعل والتغيير محدودة تشكل اليوم تطور الفضاء الافتراضي ظهور تحديات اتصالية حديدة خصوصا بعد ولوج روبوتات الذكاء الاصطناعي بالأخص مظاهر التعلم الآلي والتعلم العميق، ما جعل الآلة تصبح كائن اتصالي يتفاعل مع الانسان ويتصل به.

      حدث أول إرسال للمعلومات في تاريخ الإنترنت من خلال شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة ARPANET، وهي من أولى شبكات نقل البيانات الحاسوبية في العالم. وكان ذلك عندما اتصل حاسوبان في 29 أكتوبر/تشرين الأول عام 1968، وأرسل كلٌّ منهما إلى الآخر "LO". كان الغرض الأساسي أن يرسلا "Logon"، لكن الشبكة فشلت في منتصف العملية.
      تم إنشاء البريد الإلكتروني (1972)، تم إنشاء الشبكة العنكبوتية العالمية WWW (عام 1990)

      يُعدّ روبوت المحادثة، في أبسط تصور له، برنامج كمبيوتر يحاكي المحادثة البشرية (المكتوبة أو المنطوقة) ويعالجها، ما يتيح للبشر التفاعل مع الأجهزة الرقمية كما لو كانوا يتواصلون مع شخص حقيقي. يمكن أن تكون روبوتات المحادثة بسيطة مثل البرامج البدائية التي تجيب عن استعلام بسيط من خلال استجابة مكونة من سطر واحد، أو متطورة مثل المساعدات الرقمية التي تتعلم وتطوَّر لتقديم مستويات متزايدة من التخصيص أثناء قيامها بجمع المعلومات ومعالجتها. تقوم روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي، والقواعد الآلية، ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، والتعلم الآلي (ML)، بمعالجة البيانات لتقديم استجابات للطلبات على اختلاف أنواعها.



    • وظائف الاتصال:
       تعتبر عملية الاتصال منظمومة مركبة من الوظائف الهادفة، تختلف باختلاف الوضعية ونوعية النسق إلى جانب العناصر الفاعلة على مستواها، وفيما يلي أهم الوظائف الاتصالية التي تؤديها العملية الاتصالية:

      أولا الوظائف الأساسية:
      الوظيفة الاختبارية:
      هي عملية التي يتم على مستواها فعل اتصالي بين المرسل والمستقبل بهدف تبادل معلومة خامة، تكون الغاية إعلام المستقبل بخبر معين أو نقل رسالة أو معلومة دون تدخل على مستواها بالتعديل أو التحريف أو التعليق عليها.


      الوظيفة التعليمية: تتمثل في نقل معلومات ومعارف للأخرين بهدف الرفع من مستواهم أو تعديل سلوكياتهم أو أفكارهم، والتي تكون في الغالب سلبية أو غير سوية، إلى جانب تكييف مواقفهم اتجاه وضعيات جديدة بهدف الرفع أو اكساب مهارات جديدة مطلوبة في مجال معين والتي تساعدهم شخصيا أو مهنيا أو تغير كلية من وضعهم القائم.
      Aucune description de photo disponible.

      الوظيفة العلاجية:
      تهدف إلى التغيير والتعديل أو التخفيف أو التكييف أو التوازن لدى العميل مع جملة الأعراض المرضية التي تطرأ على مستواه، وذلك عن طريق خطوات عملية ممنهجة ومضبوطة إمبريقيا وآدائيا، ويقوم بهذه الوظيفة أشخاص مؤهلين تلقوا تكوينا متخصص.
      120+ Therapeutic Communication Stock Photos, Pictures & Royalty-Free Images  - iStock | Medical communication

      الوظيفة الترويجية:  

      هي وظيفة تستهدف لفت انتباه المستقبل والتأثير في قرارته بشأن اختيار سلوك معين أو توجه خاص، يكون فيه المستقبل منبع ومنطق حدوثه، وتكون الوظيفة الترويجية في الغالب في بداية العملية الاتصالية لجعل المستقبل متشوق للحصول على الخدمة أو المعلومة من طرف المرسل.


      ثانيا الوظائف الثانوية:

      الوظيفة الترفيهية:
      من المهم جدا أن تتضمن الرسالة وحدات ترفيهية كون الاتصال في بعض الأحيان تختله مراحل مختلة تؤدي إلى فشله، ما ينتج ضرورة إعادة بناءها فتصبح الوظيفة ترفيهية وذلك عن طريق إدراج نشاطات إتصالية لانمطية بهدف الترويح أو ادخال السرور لدى المستقبل أو تخفيف الضغط مع الحذر إلى أن هذه الوظيفة لا يجب أن تتطغى على ما سبقها من وظائف فلا تؤدي الهدف المنشود من العملية الاتصالية.

      الوظيفة التثقيفية:

      يسهل الاتصال في تعميق وتعميم الثقافات والمعالم ورسكلة الخبرات من مكون إلى متكون لأكساب معلومات جديدة وتقنيات مستحدثة من مختص إلى مختصين.

    • النماذج الاتصالية:
      عرف البحث في مجال الظاهرة الاتصالية بروز جملة من النماذج العامة والتي تفرعت إلى مجموعة من النماذج الإجرائية لكن يمكن حصرها بالأخص في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية إلى ثلاثة نماذج كبرى أساسية هي:  البنائية، الوضعياتية والنسقية.
      مفهوم النموذج:
      أصل كلمة نموذج modèle هو لاتيني ويعنى القالب أو الوحدة، والهدف من النمذجة في العم يكم في ابراز أهم المظاهر أو العناصر، بطريقة عملية بغية تحليل وفهم وتفسير الظاهرة المراد دراستها. 
      نموذج الوضعية:
      يقوم نموذج الوضعية أو النموذج الموضوعاتي في الاتصال الإنساني على جملة من الأساسيات هي فكرة التطور والتحول كون الاتصال يخضع إلى سيرورات منسقة تتغير من مستويات دنيا إلى مستويات عليا، والوضعياتية تميل إلى تكميم الظاهرة وتجريبها، فيعتمد النموذج الموضوعاتي إلى تفسير الظواهر في شكل نماذد مبسطة ورسوم بيانية تشبه الرسومات الفيزيائية والمخططات الرياضية، وفكرة التطور تظهر في البحوث من حيث مكونات معينة وجوانب تخضع لمبدأ التأثير والتأثر.
      النموذج البنائي: 
      إن العلوم تبني واقع ممكن من التجارب المعرفية المتتالية وهكذا في البنائي يتم بناء عالم يحيط بنا من خلال تماثلاتنا الشخصية والاجتماعية، أين تكون الحقائق بناءات للموضوع، وجميع الظواهر مرتبطة فيما بينها ويقوم النموذج البنائي على قواعد أساسية هي:
      - عدم التوافق بين البناء والمستقبل وذلك من خلال عدم تواقق بين ما يقدمه ويبنيه الملتقى للقائم بالفعل البنائي.
      - اللغة والتي تعني أن الفعل الاتصالي يتأسس على ظاهرة اللغة والتي تختلف باختلاف الوضعية الاتصالية.
      بناء على هذه البراديغمات ظهرت مجموعة من النماذج الإتصالية في مختلف العلوم الإنسانية والإجتماعية مثل: نموذج لاسويل الذي أشار إلى أن العملية الاتصالية يمكن توضيحها بطرح الأسئلة  التالية : من يقول – بماذا، لمن، بأي وسيلة، بأي أثر ؟   نموذج شانون وويفر والذي يصف عملية الاتصال بأنها خطية أي تسير في اتجاه واحد، ويذكر خمس مراحل لعملية الاتصال بالإضافة إلى عنصر التشويش الذي يعيقها وهي : مصدر المعلومات، المرسل، القناة أو الوسيلة .المستقبل، الهدف، التشويش، وكذا نموذج بيرلو من أربعة عناصر هي : المصدر، الرسالة، الوسيلة، المستقبل. 


      نموذج اتصال لاسويل
      Shannon–Weaver model - Wikipedia



    • النموذج النسقي في الإتصال:
      تعتبر المدرسة النسقية من أهم وأبرز المدارس التي تعمقت في دراسة الظاهرة الإتصالية حيث تعتبر نظرية الإتصال التي نشأة بمعهد البحوث العقلية MRI تحت إشراف العالم غريغوري باتيسون أبرز نظرية قامت في هذا المجال حيث أين لا يمكن تناول دراسة الاتصالات دون ذكر عمل (MRI) في معهد البحوث العقلية بـ (بالو ألتو) الذي قام بوضع هذا التحليل في مركز البحوث بالطب العقلي، وهو طاقم متعدد التخصصات جمع تحت رئاسة غريغوري باتسون (G. Bateson) ذو التكوين الأنتربولوجي وج. هالي  (J. Halay) طالب بالإتصال، وج. ويكلاند (J. Weakland) مهندس بالكيمياء المؤطر بالأنتربولوجيا والطبيبان العقليان د. جاكسون (D.Jakson) وفراي (W.Fry)، بالإضافة إلى الفيلسوف اللغوي النفساني  ب. فتزلافيك (P.Watzlawick) (  Rougeul, 2003:  p21)، بحيث أنهم درسوا التأثيرات العملية للاتصال البشري، بمعنى تأثيرها على السلوك بعلاقاته خاصة بالاضطراب، فقد اهتمت هذه المدرسة بدراسة اضطراب الاتصال والأنساق الأسرية (Marie Rose et Christan, 1996: p53)، كما ترى أيضا أن الظواهر الحية وغير الحية تتميز بتركيبة معقدة، والإنسان باعتباره خاضع لهذه النظرة فإن معالجة مشاكله لا تتم إلا في شكلها المعقد، فعلى المعالج أن يركز عمله على النسق أكثر من تركيزه على الاضطراب أو على العرض، وذلك في الإطار الجماعي، ويقصد هنا الأسرة، أحد أفرادها أو أي جماعة انتماء.

      مفهوم الإتصال وفق النموذج النسقي:

       لفهم معنى الاتصال لابد من التطرق إلى ثلاث زوايا:

      -الأولى: دراسة العلاقة بين عناصر النسق

      -الثانية: دراسة العلاقة بين العناصر ومعانيها، فالعلاقة هنا علاقة دلالة

      -الثالثة: دراسة العنصر من حيث  مدلوله، مقارنة بما يناسبه، فالعلاقة هنا علاقة مرجعية .

      الأهمية الأساسية للاتصال: يستند نموذج مدرسة بالو ألتو (Palo Alto) على المسلمة الأساسية التي مفادها أنه من  المستحيل عدم الاتصال، لأنه من غير الممكن أن لا يكون هناك سلوك، فالسكون، الصمت التام هما عبارة عن سلوكيات تعتبر كرسالة تستجيب لرسائل أخرى، لذا يعتبر السلوك جوهر كل الاتصالات  وفي رأي فرجينيا ساتير (V.Satir) " الشخص المختل وظيفيا هو الذي لم يتعلم كيفية الاتصال الملائم، وليست له إمكانيات لإدراك نفسه أو تأويلها بطريقة صحيحة ولا لتأويل الرسالات من العالم الخارجي بطريقة سوية، وبهذا الشأن تكون المفاهيم التي ستركز عليها أفعاله مشوهة، ومجهوداته للتكيف مع الواقع غير ملائمة ".

       المسلمات الخمس للاتصالات: المسلمات الخمس للاتصال، والتي تعني  المبادئ الموجهة للاتصال والمتمثلة في:

         المسلمة 01:

      - استحالة عدم الاتصال أو لا يمكن أن تتصل (L' impossibilité de ne pas communiquer): مفادها أن كل اتصال هو سلوك، وهذا الأخير ليس له نقيضه، بمعنى أخر من غير ممكن أن لا يكون لدينا سلوك، وإذا تقبلنا فكرة أنه داخل التفاعلات كل سلوك لديه قيمة رسالة، أي أنه عبارة عن اتصال، هذه المسلمة تقتضي أنه كل وضعية تتضمن شخصين أو أكثر هي وضعية اتصال، وأن سلسة من الاتصالات المتبادلة بين الأفراد تسمى التفاعل هناك ارتباط وثيق بين عمليتي الاتصال والتفاعل، فالأول شرط أساسي لحدوث الثاني، إذ لا يمكن للفرد التفاعل مع الأخر أو الجماعة، إذ هو لم يتصل بهم

      المسلمة 02:

      - مستويات الاتصال: المحتوى والعلاقة ( Niveaux de la communication : contenu et relation) : حسب المصطلحات المقتبسة من باتسون (Batson) نقول بأن هاتين العمليتين تمثل جانبي العلامة، وجانب النظام لكل الاتصالات، والرسالة من  جانب العلامة هي نقل خبر، وفي الاتصال البشري هذا المصطلح مرادف لمحتوى الرسالة، أما جانب النظام على العكس، فإنه يختار الطريقة التي بها نستمع إلى الرسالة، وبالتالي  هي العلاقة بين الشركاء وعليه، فإن كل اتصال يحتوي على جانبين: المحتوى والعلاقة لدرجة

       أن هذه  الأخيرة تشمل الأولى، وتصبح بدورها  ما بعد أو ما فوق الاتصال كما يمكن أن يكون هناك تناقض بين  المستويين وهذا ما يسمى بالاتصال المتناقض أو الرسالة المتناقضة، وهي التي تتضمن في نفس الوقت محتويين متعارضين، وتظهر خطورة هذا النوع من الاتصال عندما يتلقى الفرد محتواه، ولا تكون لديه القدرة للخروج من هذا الإطار المفروض عليه بحيث لا يمكن مناقشته، أو بإظهار عدم التوافق، وهذا ما سماه باتسون (Batson) بـ " المأزق المزدوج"  وهي أساس الفصام، وكنموذج للاتصال المتناقض .

        المسلمة 03:                                                   

      - تجزئة سلسة الأحداث (La ponctuation de la séquence des faits): إن طبيعة  العلاقة تعود إلى تجزئة سلسة الاتصالات مابين الشركاء بأمرين :

      - الطريقة التي من خلالها يقوم الشركاء بتجزئة اتصالاتهم عن طريق علاقة تفاعلية  
      - تتعين بوجهة النظر كل من سلوك المتفاعل وشريكه ، فالترقيم ينظم أفعال السلوكات، وبالتالي فهو أساسي لاستمرار التفاعل، وأن عدم الاتفاق في طريقة ترقيم سلسلة الاتصالات هي نتيجة لعدد معتبر من الصراعات حول  العلاقة.

      المسلمة 04 :

      - الاتصال اللفظي وغير اللفظي (Communication dégitale et analogique): الكلام اللفظي يجتاز النمو المنطقي والمعقد جدا أو الملائم، لكنه يفتقد إلى علم الدلالة الملائم للعلاقة، على غرار الكلام غير اللفظي فهو يجتاز علم الدلالة، وليس النحو الملائم بتعريف غير مبهم لطبيعة العلاقات 

       المسلمة 05:                                                                                   

         - التفاعلات التناظرية والتكاملية ((les interactions symétriques et complémentaire: يتسم التفاعل التناظري بتصغير الفروق، فالشركاء هم في نفس المستوى، ويمكن القول بأنهم يتخذون وضعية مرآتية، فكل منهم يتبادل مع الآخر نفس السلوك، فالعدوانية مثلا ترد على العدوانية، ويلاحظ هذا أيضا في التبادلات اللفظية حيث تكون الإجابة على السؤال بطرح سؤال آخر، أما في ما يخص التفاعل التكاملي فهو على العكس تماما حيث، نجد حدة الفروق، فأحد الشركاء يأخذ وضعية تسمى (القمة) أو (العليا) والأخرى تسمى بالوضعية (الدنيا) أو (السفلى)، وهي تخص علاقة (أم - طفل) (معلم - تلميذ)، (طبيب - مريض) وهنا يجب أن تكون الوضعية العليا هي القوية والسفلى هي الضعيفة، ذلك لأنه ليس هناك وضعية دنيا أكثر من وضعية الرضيع حديث الولادة، ومع ذلك كل حياة الزوجين تنظم بفضله، وكلا النوعين من السلوكيات يؤدي دورا تكامليا وتعاقديا في العلاقات الإنسانية، وما هو مرضي هو التصلب في نوع معين من هذه التفاعلات فالتصلب هو علاقة تناظرية يمكن أن تتطور إلى تنافس وانفعال، وبالتالي إلى تصاعد والاضطرابات المتتابعة للعلاقة التكاملية - المرضية - هي ذات طابع أكثر لإنكار الآخر  في حين أن العلاقات التناظرية هي ذات طابع مرفض.

        [2]- ما بعد الاتصال، ما وراء الاتصال، ما فوق الاتصال: بالنسبة إلى فلافيل (J.H.Flavell) يحيل ما وراء الاتصال إلى معرفة الفرد للعوامل التي تتدخل في سلوك، سواء كان كلام أم لا، يشارك بنشاط اتصال معين، وخاصة معرفة العوامل المرتبطة بالأشخاص المتفاعلين في المهمة المراد إنجازها في استراتيجية المتحدث، ويفترض كتاب آخرين أن معناها يستند فقط إلى السيطرة الواعية على الأوجه غير الكلامية للوضع الاتصالي.


      المرجع: لعوالي, فاطيمة. 2015: التناول النسقي للارجاعية لدى إخوة الطفل التوحدي، رسالة ماجستير جامعة وهران.

    • العلاج الإتصالي:
      العلاج عن طريق الإتصال متعدد التسميات والأنواع وفقا للبراديغم المعتمد والعينة محل التدخل، والملاحظ لتطور حركة العلاج النفسي يلاحظ جليا وجود تقنيات متعددة للعلاجات النفسية قائمة على أساس العملية الإتصالية، فهناك من يتكلم عن العلاج النفسي المختصر، أو العلاج السيبنطيقي الاتصالي أو العلاج التواصلي.
      العلاج السيبرنطيقي الإتصالي يركز على الخلل الوظيفي لطبيعة الإتصال داخل النسق، تم تطويره من طرف مدرسة بالو ألتو في الفترة الزمنية الممتدة من 1956-1958، أين قام رواد هذه المدرسة بدراسة سيرورات الاتصال والتعبير لدى أسر المدمنين والمرضى الفصاميين، وتوصلوا إلى أن هذه العائلات تتميز بالميل إلى عدم التعبير ومواجهة أي تغيير تفرضه القيود العائلية أو خارج العائلة، عن طريق اللجوء إلى ميكانيزم المقاومة، ووجد فريق بالو ألتو خاصة مميزة تكمن في أن هذه العائلات يظهر لديها اضطراب على مستوى الأنماط الاتصالية كالتناقض والرسائل المزدوجة وعدم وضوح الرسائل إلى جانب خلل في الوظائف داخل الأسرة.


      مبادئ العلاج الاتصالي:
      لب المشكلة حسب المقارنة الاتصالية يكون على مستوى الوظيفة أين يحدث خلل في سيرورة الاتصال داخل النسق، فيظهر العرض كنتيجة للضرر الذي يكون على مستوى العنصر الأكثر هشاسة أو ما يطلق عليه بالعميل المعين أو المحدد Le patient désigné  والذي يصبح كبش فداء bouc émissaire يضحي به النسق من أجل بقاءه، وعليه يتم التركيز في العلاج الاتصالي على تحديد نوعية التواصلات المختلة، طبيعة المقاومات، نوعية الأعراض وخصوصية القيود المزدوجة حيث يطلب المعالج من العميل تحديد عرضه وتغيير سلوكه بنفسه كون إرادة العميل هي أساس عملية التغيير، وفي حالة ما إن صرح العميل بعدم قدرته على التغيير فهي نوع من المقاومة، ومحاولة لإخفاء الأعراض، كما أن الفرد أو العميل يرفض فكرة العلاج والتعبير عندما يكون العرض وسيلة لحل الصراع أو لفت للإنتباه أو الإستمتاع برؤية الأسرة تهتم به، أو انتقاما من النسق الأسري الذي يعيش فيه، في هذه الحالة يطلب المعالج من العميل ذكر الميزة التي تجعل العرض مرغوبا فيه وعلى أساسها يتم تحديد نوعية التدخلات كون العلاج النسقي الاتصالي يركز على الإتصالات المضطربة والمتناقضة والتي تسبب اختلال الفرد داخل نسقه و على أساسها يتم تصميم البروتوكول العلاجي اللازم.

      كيفية تطبيق الاتصال العلاجي:
      تمثل عملية الاتصال من المنظور العلاجي خطوة بالغة الأهمية في المسيرة العلاجية، أين يكون الأخصائي أمام مفترق طريقين أم النجاح أو عدم النجاح، وهو الأمر الذي تحكمه جملة من الاعتبارات تتعلق بطبيعة الاتصال وحسن سيرورة العملية، فالتفاعل بين المختص والعميل عن طريق الاتصال يهدف في نهاية الأمر إلى فهم وتعديل وتصحيح وتصويب كل الاختلالات التي من الممكن أن تتمظهر على مستوى العميل، ونمط الاتصال العلاجي هو خطوة علمية تهدف الى جعل الاتصال ايجابي يمكن من التحكم في وضعية العميل وتغير كل المظاهر اللاسوية على مستواه ومن هذا الأساس هناك جملة من الشروط الوجب إحترامها وأخذها بعين الاعتبار في العملية الاتصالية العلاجية هي:
      - أن تقوم على التعاطف واللطف.
      - أن تعزز التجارب الايجابية وتقلل من وطأة التجارب السلبية.
      - أن تقوى ثقة العميل في المعالج من جهة وثقته بنفسه من جهة أخرى.
      - أن تؤسس إلى تحالف علاجي.
      - أن يقوى التحالف العلاجي و يحسن من رضى العميل على الجهد الذي يبذله المعالج معه.
      - أن تخفف من حدة الصراع وتجعل محيط العميل محفز وصحي.
      - أن ترفع من جودة حياة العميل وتقلل من مخاطر الارهاق التعب.

    • نماذج العلاج الإتصالي:

      لتطبيق مبادئ وأساليب العلاج الاتصالي أو الاتصال العلاجي هناك جملة من النماذج العلاجية، تقوم على عدة مبادئ إنطلاقا من مرجعيتها الفكرية أو منهجيتها التطبيقية، فهناك علاج إتصالي مستوحى من التحليل النفسي مثل التنويم الإيحائي الإتصالي، وهناك علاج إتصالي  جدلي سلوكي مرجعيته سلوكية، وهناك الحوار السقراطي مرجعيته معرفية، إلى جانب توفر نماذج عابرة للتخصصات يمكن تطبيقها ليس فقط في مجال علم النفس العلاجي بل حتى في الطب والصحافة والتحقيقات الجنائية، وأبزر نموذج معتمد في تصميم بروتوكول الإتصال هو نموذج كالقاري calgary  كالجاري كامبريدج هو طريقة لهيكلة المقابلات الطبية. وهو يركز على إعطاء هيكل واضح لبدء الجلسة، وجمع المعلومات، والفحص البدني، وشرح النتائج والتخطيط، واختتام الجلسة. تحظى بشعبية في التعليم الطبي في العديد من البلدان.

      يتضمن نموذج كالقاري كامبريدج مايلي:

      • بدء جلسة: يتضمن ذلك إعداد الطبيب، وبناء علاقة مع المريض، وفهم سبب الحاجة إلى المقابلة.
      • جمع المعلومات:يمكن تقسيم هذا إلى تركيز على منظور طبي حيوي، وتجربة المريض، ومعلومات سياقية عن المريض. قد تشمل المعلومات السياقية التاريخ الشخصي والتاريخ الاجتماعي والتاريخ الطبي الآخر
      • الفحص البدني للمريض: يختلف هذا باختلاف الغرض من المقابلة.
      • شرح النتائج والتخطيط: يهدف هذا إلى ضمان فهم مشترك، والسماح باتخاذ قرارات مشتركة
      • اختتام الجلسة:[ وقد ينطوي ذلك على مناقشة خطط أخرى

      تم تصميم هذا لإعطاء هيكل واضح للمقابلة، وللمساعدة في بناء العلاقة بين الطبيب والمريض.تمت الإشارة إلى أهمية التواصل غير اللفظي.

      يعتمد النموذج على 71 مهارة وتقنية تعمل على تحسين مقابلات المرضى وتشمل على:

      - الحفاظ على التواصل البصري،
       -الاستماع النشط (عدم المقاطعة، وإعطاء الإشارات اللفظية)

      -تلخيص المعلومات بشكل متكرر

      -السؤال عن أفكار المريض ومعتقداته،

      -إظهار التعاطف.

      ويشير أيضا نموذج كالقاري إلى مهارات إضافية لفهم العميل مثل إعادة هيكلة المقابلة لجعل النسق العلائقي واضحا وهادف والاهتمام بمسار المقابلة وبناءها إلى جانب التوضيح والتخطيط لإعطاء القدر المناسب من المعلومات والتأكد من دقة الفهم والاسترجاع للوصول إلى فهم مشترك ومن ثم التخطيط لإتخاذ قرار مشترك، وبعدها يتم إغلاق المقابلة حيث يتم التخطيط إلى مستقبل العميل أو المآل الذي ستؤول إليه الحالة ومن المهم جدا في حالة عدم القدرة على تطبيق الاتصال العلاجي اللفظي، اللجوء إلى الاتصال العلاجي الغير لفظي مثل اللعب ، الفنون، المسرح وكل التقنيات العلاجية التي تمكن من وضع العميل في إطار اتصالي واضح وسلب وإيجابي وفعال.
      Image result for calgary cambridge model