محاضرة يوم 17 ماي 2020 مقياس السلوك التنظيمي ماستر 1 علم النفس العمل و التنظيم أ د لونيس علي
مقياس السلوك التنظيمي ( سداسي الثاني )
تخصص : ماستر 1 علم النفس العمل و التنظيم و تسيير الموارد البشرية
محاضرة بوم : 17 ماي 2020
محاضرة بعنوان : الثقافة التنظيمة و الفعالية التظيمية
إعداد : البروفيسور : لونيس علي
قسم علم النفس كلية العلوم الإنسانية الاجتماعية جامعة سطيف 2
اولا : الثقافة التنظيمية :
1- مفهوم الثقافة التنظيمية : هو من المفاهيم الأساسية في مجال البحث و الدراسة في السلوك التنظيمي . و لقد كانت مرحلة الثمانينيات هي مرحلة ظهور هذا المصطلح و تناوله من الناحية العلمية و البحثية و الأكاديمية . و يرى المختصون أن لكل منظمة مهما كانت أهدافها لها ثقافة تنظيمية خاصة بها تميزها عن باقي المنظمات الأخرى الموجودة في المحيط
2- تعريف الثقافة التنظيمية : هناك تعاريف عديدة يمكن ذكر البعض& منها في ما يلي :
- تعريف جمال الدين مرسي : " هي مجموعة القيم و الاتجاهات و التقاليد و الأعراف التي تسود في المنظمة و تنعكس على السلوك اليومي للعمال و يتم تنازلها عبر الأجيال و هي التي تصنع شخصية الفرد واتجاهاته "
- تعريف هيجان : " الثقافة التي تعبر عن القيم التي يؤمن بها الأفراد في منظمة معينة و التي تؤثر فيهم و في قيم الإنسانية الملموسة في المنظمة نفسها "
- تعريف الكبيسي : " هي مجموعة المعاني المشتملة على المشاعر، القيم ، الاتجاهات التي تتحكم بسلوك الفرد "
- تعريف القريويتي : " منظومة من المعاني و الموز و الممارسات و المعتقدات التي تطورت مع مرور الزمن لتصبح من السمات الخاصة بالتنظيم و التي ساعدت في فهم أعضاء التنظيم للسلوك الذي يتوقعونه من أعضاء المنظمة "
- تعريف شين : " المبادئ الأساسية التي اكتسبها الأفراد و عملوا على تطويرها واستعملوها لحل مشاكلهم التي ترتبط بالتنظيم الخارجي واندماجهم الداخلي "
- تعريف هاندي : " المعتقدات الراسخة التي تشير إلى الكيفية ممارسة السلطة في المنظمة و كيفية مراقبة العاملين و عمل نظام مكافئتهم "
3- أهمية الثقافة التنظيمية : يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
- المساهمة في إنشاء و خلق انواع نمطية من السلوك و شبكة من العلاقات الإنسانية و الاجتماعية داخل المنظمة .
- ضمان توفير ديناميكية على مستوى عملية التغيير و التحول الايجابي للمنظمة في إطار شامل تماشيا و التغيرات الداخلية و الخارجية .
- آلية مهمة في ضبط و تحديد سلوك الأفراد و الجماعات داخل المنظمة إضافة إلى التأطير الهيكل العام للعلاقات بين الأفراد و مختلف المستويات الإدارية .
- التحكم في عوامل الاستقرار و القضاء على فرص دوران العمل في المنظمة
- خلق فرص للابتكار ، الإبداع و التمكين في المنظمة لدى العمال بمختلف مستوياتهم الوظيفية,
- توجيه و حوكمة العمال في المنظمة من حيث عملية إنشاء مختلف الوظائف و الأنشطة المسندة إليهم و هذا ما يسهل عمل الإدارة و يضمن عملية تحقيق الأهداف النهائية المحددة ,
4-مكونات الثقافة التنظيمية :
- القــــيم : من الناحية العملية هناك سهولة في تحديد مجموعة في إطار تشكيل الثقافة التنظيمية لأية منظمة ، و ذلك من خلال تلك التقارير التي غالبا ما تتضمن مهام ووظائف المنظمة . و نوعية أهدافها و غاياتها و كذا إستراتيجية تحقيقها و كيفية ضبط مخططاتها التنموية لضمان استمراريتها في المحيط .
- المعتقدات: هي من أهم المواضيع و القضايا الدقيقة و المحددة و التي تحوز على نسبة كبيرة من اهتمامات العمال بالخصوص ما يتعلق بتقديم خدمات للمجتمع و المساواة في فرص العمل .
- التقاليد : المتمثلة في تلك الأنشطة و الممارسات المتكررة العاكسة و المترجمة للقيم الاسمى في المنظمة و هي تكون في الغالب في علاقة بكل ما يتعلق بالأهداف و المراكز و كذا العمال .
- الطقوس : المتمثلة في مجمل الأحداث و المواقف المتكررة الممارسة من طرف العمال في المنظمة ،ذات العلاقة مع الأهداف المسطرة من طرف المنظمة و المراد تحقيقها .
- الرموز: هي دلالة واضحة للنظام الثقافي للمنظمة ، و هي تعبير عن معان يصعب إدراكها عن طريق الحواس و لكن تكون واضحة من خلال مؤشرات في أفعال و أشياء تكون الطريقة المثلى لنقل معان محددة للعمال( شعار المنظمة مثلا ) .
5-خصائص الثقافة التنظيمية :
- هي نظام مركب يضم عددا من المكونات الجزئية و المتكاملة منها الجانب المعنوي ( القيم ) الجانب السلوكي ( العادات ) و الجانب المادي ( ما ينتجه المجتمع من أشياء ملموسة )
- هي نظام متكامل لها توجيه مباشر و منحى مستقيم هدفه إيجاد الانسجام بين مختلف العناصر و المكونات فكل ما يظهر تغير في جانب يظهر على جوانب أخرى .
- هي نظام تراكمي مستمر يعني أن كل جيل هدفه الرئيسي هو تعليم و توريث ثقافته للأجيال القادمة من خلال عديد الآليات كالتعلم و المحاكاة بين الأفراد .
- هي نظام متكيف فهي تتميز بالمرونة و السرعة في تحقيق التكيف مع مطالب العمال و المحيط .
- هي نظام متغير و متطور بمعنى أن عملية الانتقال و الديناميكية لا تحدث كما هي بل تتخلى عن بعض الملامح القديمة و تكتسي ملامح جديدة.
6-أنواع الثقافة التنظيمية :
- ثقافة العمليات : تهم بشكل أساسي الكيفية الطريقة أو الأسلوب الواجب إتباعه لانجاز مختلف الأنشطة و الوظائف المسندة للعمال في المنظمة ,
-ثقافة المهمة : الفكرة الأساسية فيها هي التركيز على النتائج النهائية للعمل و مستوى الاستثمار و الاستغلال الجيد لمختلف الموارد المتاحة للعمال في المنظمة لتحقيق الأهداف ,
- الثقافة الإبداعية : تتمثل بالأساس في العمل على توفير مناخ محفز للابتكار و الإبداع و تمكين العمال من تأدية مهامهم على الشكل المطلوب ,
- ثقافة البيروقراطية : المتضمنة لمختلف المسؤوليات و الالتزامات التنظيمية و كذا البناء الهرمي للمنظمة في ظل توفر مبدأ الالتزام الوظيفي من طرف الجميع ,
-ثقافة الدور : تركز بشكل كبير على عامل التخصص لدى العمال في المنظمة ، و دور كل واحد منهم في القيام به بشكل صحيح و المتكامل مع ادوار العمال الآخرين في ظل الاستمرارية و الاستقرار الوظيفي داخل المنظمة .
7- محددات الثقافة التنظيمية :
- الأفـــراد : يشكل الأفراد عنصرا مهما في أية منظمة و بالخصوص في عملية بناء و تشكيل ثقافتها التنظيمية و عملية تحقيق الأهداف ، ذلك أن ثقافة هؤلاء التنظيمية ما هي في الحقيقة إلا مخرجات ثقافتهم الخاصة النابعة من الأسرة و المجتمع و هي تؤثر بشكل كبير بناء على مجموعة من القيم العادات ، التقاليد و التصورات ذات العلاقة مثلا بنوع المنظمة ( خاصة او عمومية ) يعني هذا انه لا يمكن ان نفرض نمط معين من الثقافة التنظيمية على العمال و هم غير مؤمنين بها .
- الحجم : يلعب حجم أية منظمة دور أساسي في التشكيل و التحكم في ثقافة الأفراد داخلها فبقدر ما كان هذا الحجم كبيرا بقدر ما ظهرت مشاكل و صعوبات و اختلالات في التشكيل الهادف و الصحيح لثقافة تنظيمية ناجحة و فعالة ,
- البيئة : هي بالأساس تلك الكيفية ، الأسلوب الذي تعتمده المنظمة في التعامل مع مختلف عناصر بيئتها الداخلية و الخارجية و هي تلعب دورا هاما و مؤثرا في عملية التنظيم الخاصة بمختلف المارد و كذا الشكل الشامل لثقافة العمال في المنظمة ,
- الأهداف : تؤثر الأهداف المحددة من طرف المنظمة على بناء و تشكيل ثقافتها التنظيمية و لكل نوع من الأهداف مراد تحقيقه يجب التعامل مع طابع ثقافي يتماشي و فلسفة انجاز هذا الهدف و اختيار الطريقة أو مجموعة المبادئ المناسبة لذلك ، فإذا كان هدف المنظمة هو الرفع من الكفاية الإنتاجية وجب التركيز على تنمية الوعي لقيم الإبداع و الإتقان لدى العمال لتحقيق الهدف بشكل ناجح
- التكنولوجيا : في الواقع نجد أن التكنولوجيا ساهمت بقدر كبير في تخصص و تنوع المنظمات من حيث تنوع طرق العمل فيها ، ذلك أن المنظمات المتخصصة مثلا التي تعتمد على هذه التكنولوجيا تقوم بشكل كبير على مجموعة من المهارات الفنية في ثقافتها التنظيمية إما تلك المنظمات الأخرى الخدماتية فهي تعتمد بدورها على مهارات شخصية في تعاملها مع العملاء و الزبائن .
ثانيا : الفعالية التنظيمية :
1-مفهوم الفعالية التنظيمية : يعتبر من المفاهيم الأساسية في مجال دراسة السلوك التنظيمي في أية منظمة ، و يرى المختصون في هذا المجال ( كاميرون 1973) أن مفهومها يتصف بالغموض و التعقيد و هذا ما صعب التحديد الإجرائي و العلمي لها بحيث يتم تحديده وفقا لمداخل الأهداف المراد تحقيقها هذا ما صعب عملية ضبط مفهومها و عموما فلقد حاول كاميرون 1987 من تناول مفهوم الفعالية التنظيمية من حلال اعتماد منظور علمي قائم على مدخل شامل و متكامل يضم المدخلات و المخرجات . على كل فانه من الناحية الاصطلاحية الفعالية التنظيمية هي مجموعة من التصرفات الإدارية التي تؤدي الى تجديد و تجميع الثروات الداخلية و الخارجية لتحقيق أهداف الوحدة الإدارية "( حاجي ابوبكر الصديق ، 2015،ً : 50)
2- تعريف الفعالية التنظيمية : هناك تعاريف عديدة نذكر البعض منها في ما يلي :
- يعرفها جورجوبولس و تانينيوم ( 1979)على أنها : " أي مدى تستطيع المنظمة كنظام اجتماعي له موارده ووسائله الخاصة أن يحقق أهدافه بدون عجز في موارده ووسائله بدون وجود ضغط على أعضاءه "
- تعريف ايتزوني : " النجاح في تحقيق الأهداف المسطرة من خلال الاستغلال الأمثل و المتوازن للموارد المتاحة في البيئة الخارجية "
- هي : " صحة التنظیم وقدرته علـى التفاعـل مـع العوامل و القــوى المــؤثرة فــي بیئتــه، والاســتفادة مــن طاقــات أفــراده لتحقیــق أهدافــه النهائیــة المتمثلة في استمرار بقاءه وتطوره ورضا بیئته عما ینتجه من سلع أو خدمات " .
- تعريف كاتس (1985) : " قدرة المنظمة على التكيف أو العلاج أو تحقيق توقعات البيئة الخارجية - تعريف كاميرون : " أي درجة تعتبر المنظمة مفيدة و مساعدة لكل الأطراف الخارجية و الداخلية في تلك المنظمة "
- يعرفها Donnelly : " درجة التطابق بين الأهداف و الموارد المتاحة "
3-أهمية الفعالية التنظيمية في المنظمة : يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
-إمكانية توفير فرص تشكيل أنواع سلوكية و شبكة من العلاقات الضرورية بين العمال ,
- الزيادة في مستوى قدرة المنظمة من حيث عملية التغيير و التماشي مع مختلف التغيرات الحاصلة ,
- إمكانية ضبط الأداء الوظيفي المتوقع من العمال ، نوعية العلاقات التي تربطهم مع بعضهم و مع الآخرين
- تشجيع ، تحفيز عوامل الإبداع ، الابتكار الوظيفي و الأدائي و كذا التوجيه الناجح و الصحيح للعمال و تسهيل وظائف و ادوار الإدارة لتحقيق الأهداف المسطرة ,
4- مداخل الفعالية التنظيمية :
- مدخل الهدف : يمثل المنطلق الأول في دراسة الفعالية التنظيمية في المنظمة باعتبار ان هذه الفعالية يمكن الوصول إليها من خلال تواجد القدرة و الإمكانية على تحقيق الأهداف كالتغلب على المنافسين مثلا ضف إلى ذلك ان مختلف النشاطات القاعدية لأية منظمة تعمل و تساعد بشكل مهم على عملية تحديد أهداف المنظمة سواء أكانت الأهداف رسمية ، عملية ، واضحة و قابلة للقياس كما و كيفا ,
- مدخل العمليات : تقوم دراسة الفعالية التنظيمية في المنظمات على مدخل لعمليات بالأساس على قياس الأنشطة و الممارسات التنظيمية و يمكن تحديد ذلك من خلال مدى تواجد مجموعة الخصائص التنظيمية المحددة أساسا في المرونة و الصحة التنظيمية ( دخيل الله حمد محمد الصرصيري ) و كذا الآليات لحركة المنظمة ككل .
- مدخل موارد النظام : يمكن تحديد فعالية المنظمات في جانبها التنظيمي من خلال مدى قدرتها على ضمان تامين الموارد اللازمة لعملية الإنتاج ( اليد العاملة المواد الأولية ) إضافة الى التنظيم المؤهل لاستثمارها و استغلالها ,
- مدخل البيئة : ذلك من خلال مدى تحقيق التنظيم لأهداف بيئته الخارجية و الداخلية و ما تتضمنه من متغيرات و عوامل اقتصادية اجتماعية و سياسية و يكون ذلك أيضا من خلال التعدد في التناولات ( عمال، إدارة ....الخ. فقط تجدر الإشارة إلى ان هذا المدخل رغم ايجابياته إلا انه أهمل الجوانب التنظيمية الأخرى للمنظمة كالمدخلات العمليات و هو لا يصلح دوما لجميع المنظمات .
5-قياس الفعالية التنظيمية : يمكن قياسها من خلال محاولة الإجابة على التساؤلات التالية :
- هل أن أهداف المنظمة مفهومة وواضحة بدقة من حيث : الموارد المالية ، أهداف المشاركين ، البيئة...الخ . ؟ .
- هل ان مجموعة العلاقات المتداخلة بين هذه الأهداف مفهومة وواضحة أيضا ؟ .
- هل تم بالفعل تحديد و ضبط الفترات الزمنية الضرورية و الكافية لعملية التحقيق و هل يتم احترام هذه المواقيت و تحمل مسؤوليات كل طرف للتأخير ؟ .
- هل للمنظمة القدرة على اعتماد مؤشرات دورية و نسبية لتقييم الظروف البيئية ؟ ( خليل محمد حسن الشماع ، ص : 349)
بعض المراجع ذات العلاقة بالحاضرة :
-محمد الطاهر بوياية : دراسة الفعالية من خلال بعض المؤشرات التنظيمية ، أطروحة دكتوراه جامعة منتزري قسنطينة ( 2003-2004) .
-محمد بن غالب العوفي ، الثقافة التنظيمية وعلاقتها بالالتزام التنظيمي، صفحة 9-12.
-عيساوي وهيبة، أثر الثقافة التنظيمية على الرضا الوظيفي، صفحة 16-17.
- عيساوي وهيبة، أثر الثقافة التنظيمية على الرضا الوظيفي، صفحة 13.
-محمد بن غالب العوفي، الثقافة التنظيمية وعلاقتها بالالتزام التنظيمي، صفحة 19-21.
-محمد بن غالب العوفي، الثقافة التنظيمية وعلاقتها بالالتزام التنظيمي، صفحة 12-13.
- أمينة صديقي، تأثير الثقافة التنظيمية على أداء الموارد البشرية، صفحة 9-10.
-خميس ناصر محمد، تأثير الثقافة التنظيمية في تبني نظام الإدارة البيئيةISO 14001 ،مجلة جامعة الأنبار للعلوم الاقتصادية والإدارية، العدد الثامن، ا
-جوى عبد اﷲ الطبلاوي، تأثير ثقافة المنظمة على الفعالية التنظيمية بالتطبيق على منظمات صناعة الدواء فيمصر، مذكر ة ماجستير، )غير منشورة(،بالعلوم التجار ية، جامعة عين شمس، سنة1996، ص27
-عمر محمود عبد اﷲ، تقييم مدى ملائمة الثقافة التنظيمية لتطبيق نظام إدارةالجودة الشاملة بالمستشفيات الجامعية، مذكرة الماجستير، )غير منشورة(، بالعلوم التجارية، جامعة عين الشمس، سنة2003، ص64
-زين الدين بروش ولحسن هدار، دور الثقافة التنظيمية في إدارة التغيير في المؤسسة الاقتصادية ،مجلة أبحاث اقتصادية وإدارية، جامعة فرحات عباس، العدد1، سطيف، جوان 2007