2. التجارة

                                                                                                                 

انقسمت التجارة في مصر إلى تجارة داخلية وتجارة خارجية، فقد كانت الصناعة المصرية كلما ازدادت نموا كلما ازدادت الحاجة إلى تصريف هذا الإنتاج بين المصريين أنفسهم أو للخارج، ولقد عثر في الأماكن الأثرية المصرية لاسيما في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد على عملات أجنبية غير مصرية مما يشير إلى اتساع نطاق التجارة الخارجية مع الإشارة إلى أن نظام المقايضة كان لا يزال معمولا به أيضاً، وكان الملك السيد الحقيقي للتجارة الخارجية، خاصة وأن البلاط الملكي كان هو أحد الأماكن التي تحتاج إلى موارد ومستهلكات لا توجد في مصر، لذا كان الملك يقرر إرسال بعثات تجارية إلى الخارج لغاية ملكية، ثم تطور هذا الهدف من نطاق ملكي إلى نطاق عام.

بعد أن كانت الصخور تعترض مجري نهر النيل وتجعل الملاحة غير صالحة في منطقة الشلال الأول بأسوان ، قام الملك ( ويني) بِحفر مجموعة من القنوات حولها بهدف تسهيل سير السفن النهرية والتبادل التجاري بين مصر وبلاد النوبة السفلى والعليا.

ولم تقم تجارة في مصر على المقايضة كما يعتقد البعض بل استعملت منذ الألف الثالثة قبل الميلاد حلقات من الذهب تسمى الشاتسSHATS وتزن كل واحدة حوالي 7.50 غرامات، أما في بداية عصر الدولة القديمة، فقد ظهرت مسكوكات تعرف باسم الدبنDEBEN تصل قيمتها  12 شات.

كانت العلاقات المصرية- الفينيقية إحدى العاقات المميزة في تاريخ التجارة المصرية الفينيقية لاسيما مع مدينة( بيبلوس- جبيل)، وقد وجدت أثار مصرية متعددة في جبيل تؤكد هذه العلاقات، وبين هذه الآثار وجدت تماثيل لآلهة مصرية ولصناعات مصرية متعددة كما وجدت في مصر بعض الصناعات الفينيقية، كما أقامت مصر علاقات تجارية مع شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر وخليج السويس.