كانت الملكية في مصر رمز لِوحدة للبلاد، وكان الملك ( مينا) أوّل من حقق الوحدة السياسية للأقاليم المصرية، ونظرا لسلطة الملك و ارتباطها بالقوة والسيطرة فقد ألَّه المصريون ملوكهم، فالملك مثلا  في معتقدهم هو إله السماء وابن ( أوزريس)، كما أن الملك رعمسيس كان إلها نسبة للإله ( رع) إله الشمس، وكان الملك أو الفرعون المصري إلها في حياته وبعد مماته فهو مصدر الخير والارتزاق والماء وبفعله تخصب الأرض  وتستمر حياة المصريين.

وكان الابن الأكبر هو الوريث الشرعي لوالده الملك، وبعد وفاة والده يتوج في مدينة ممفيس وتٌجرى طقوس دينية في حفل التتويج تدل على وحدة البلاد المصرية أي مصر السفلى ومصر العليا، وقد وجد في بعض المقابر المصرية الملكية مقابر للملوك ووجد فيها الصولجان ، وهي إشارة من إشارات الملك، وباعتبار الملك المصري ذو صفات إلهية بِنظرة المصريين فإنه كان حريصا على الظهور باستمرار بمظهر الأبهة والشعارات المقدسة و المجوهرات الذهبية، كما أظهرت الرسوم الملوك وهم يصطادون التماسيح والفيلة وفرس النهر والأسود وهذا للدلالة على مدى قوة الملك.

وكان على الملك واجب الدفاع عن رعيته وحماية مصر من الأخطار الداخلية والخارجية على غرار ما حدث في مصر من ثورات أو هجمات خارجية كهجمات الهكسوس، لذا فإن الملك يتوسم أن يكون شجاعاً وقوياً.

أما فيما يختص بسلطات الفرعون فيعتبر مصدر السلطات وقراراته ملزمة لاَ لِأنها تصدر عن فرعون فحسب لكن لأنه كان ذو صفة ألوهية مقدسة ومن هنا انبعثت فكرة السلطة القائمة على الحق الإلهي، وكان الفرعون هو من يفصل في القضايا الكبرى.

وكان على الملك الفرعون أن يؤمن لمصر إدارة ملكية عادلة غير أن مشيئته وإرادته هي القانون ولهما ما للعقيدة الدينية من قوة، ذلك لأن الذائع وقتذاك أن الإدارة الملكية لم تكن تهدف إلا لخير مصر، ويمكن القول بأن الملك في مصر هو المرجع الأساسي لكل أمور مصر، وإليه وحده ترفع الأمور والبت فيها.

 

Modifié le: Tuesday 16 May 2017, 14:14