النظام الإقتصادي

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: -مدخل الى الحضارات القديمة- الشرق
Livre: النظام الإقتصادي
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Friday 3 May 2024, 14:58

Description

أولا:الزراعة.

تعتبر الزراعة المورد الأساسي لمصر، أما النيل فهو المورد الوحيد لهذه الزراعة، ولقد كتب الرحالة الإغريق عن العمل الزراعي في مصر وكيفية العمل وطبيعته وغنى الأرض المصرية، وكان الفلاح المصري يعاني الكثير من التعب بسبب طبيعة البلاد الزراعية لاسيما فيما يختص بوقت فيضانات النيل، كما أن العوامل السياسية والاجتماعية التي أحاطت بالفلاح جعلته أكثر تعبا وضيقا، وبالرغم من ذلك فإن ما شهدته مصر من تطور زراعي إنما يعود فضله إلى هذا الفلاح، وكانت الحبوب لاسيما الشعير والقمح من أهم المحصولات الزراعية، ويرافقها تربية الماشية والصيد، وكانت المواد الزراعية والماشية والطيور الأسس الغذائية للشعب المصري

1. الصناعة

                                                                                                                     

       كانت مصر تفتقر إلى الحديد وخشب البناء ولم ينتشر الحديد إلا نتيجة التجارة الخارجية قبيل الألف الثالثة قبل الميلاد، بينما أشجار النخيل المتوفر، لم تكن صالحة للصناعة الخشبية، ولهذا استورد المصريون الأخشاب من بلاد النوبة ومن فينقيا أخشاب الأرز والصنوبر، وكانت كلها نواة لصناعة السفن.

أما الأحجار الصلبة الصالحة للبناء فكانت متوفرة بكثرة في مصر، ولهذا ازدهر فن البناء لاسيما الضخم منه، كما  أن وجود الطمي الناجم عن الفيضانات سهَّل مهمة البنائين المهندسين الذين وجدوا مادة أولية للبناء، كما صنع المصريون الكثير من الأدوات النحاسية نظرا لتوفر النحاس في سيناء وقاموا بصناعات أخرى مثل الحلي والأساور والعقود بسبب توفر الزمرد والفيروز في سيناء والنوبة.

ولُوحظ بأن المصريين توصلوا إلى صناعات النسيجية والكتانية، وتوصل الصانع المصري إلى صناعات متعددة سواء في مجال التجارة أو الصناعة أو النقش على الأحجار أو على النحاس أو على الذهب.

2. التجارة

                                                                                                                 

انقسمت التجارة في مصر إلى تجارة داخلية وتجارة خارجية، فقد كانت الصناعة المصرية كلما ازدادت نموا كلما ازدادت الحاجة إلى تصريف هذا الإنتاج بين المصريين أنفسهم أو للخارج، ولقد عثر في الأماكن الأثرية المصرية لاسيما في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد على عملات أجنبية غير مصرية مما يشير إلى اتساع نطاق التجارة الخارجية مع الإشارة إلى أن نظام المقايضة كان لا يزال معمولا به أيضاً، وكان الملك السيد الحقيقي للتجارة الخارجية، خاصة وأن البلاط الملكي كان هو أحد الأماكن التي تحتاج إلى موارد ومستهلكات لا توجد في مصر، لذا كان الملك يقرر إرسال بعثات تجارية إلى الخارج لغاية ملكية، ثم تطور هذا الهدف من نطاق ملكي إلى نطاق عام.

بعد أن كانت الصخور تعترض مجري نهر النيل وتجعل الملاحة غير صالحة في منطقة الشلال الأول بأسوان ، قام الملك ( ويني) بِحفر مجموعة من القنوات حولها بهدف تسهيل سير السفن النهرية والتبادل التجاري بين مصر وبلاد النوبة السفلى والعليا.

ولم تقم تجارة في مصر على المقايضة كما يعتقد البعض بل استعملت منذ الألف الثالثة قبل الميلاد حلقات من الذهب تسمى الشاتسSHATS وتزن كل واحدة حوالي 7.50 غرامات، أما في بداية عصر الدولة القديمة، فقد ظهرت مسكوكات تعرف باسم الدبنDEBEN تصل قيمتها  12 شات.

كانت العلاقات المصرية- الفينيقية إحدى العاقات المميزة في تاريخ التجارة المصرية الفينيقية لاسيما مع مدينة( بيبلوس- جبيل)، وقد وجدت أثار مصرية متعددة في جبيل تؤكد هذه العلاقات، وبين هذه الآثار وجدت تماثيل لآلهة مصرية ولصناعات مصرية متعددة كما وجدت في مصر بعض الصناعات الفينيقية، كما أقامت مصر علاقات تجارية مع شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر وخليج السويس.

                                  

2.1. المواصلات

 

وتقوم المبادلات على المقايضة، ولما اشتهرت مصر بمعبوداتها وتعدد ألهتها فقد كانت لها صلة بالتجارة و يتذرع إليها الملاحون بالدعاء قبل انطلاقهم في تنقلاتهم: ومن بين معبودات التجارة(ست) الإله المحلي للواحات وحامي طريق القوافل التجارية البرية والبحرية، وتعود شهرة مصر في التجارة لموقعها الاستراتيجي، فقد ساعدت الملاحة المباشرة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر منذ الألف الثانية قبل الميلاد على تنشيط التبادل التجاري بين أسيا وإفريقيا، وأدت إلى مراقبة الطرق التجارية بأسيا وموانئ فينقيا.

2.2. الثروة الحيوانية

                                                                                                                   

اعتنى المصريون بتربية الماشية كالغنم والماعز والجمال والخنازير والبقر من اجل البانها و مشتقاتها دون لحمها، بسبب قدرسيتها، أما الثيران فقد استخدمت في الأعمال الزراعية مثل حرث الأرض و دّرس القمح وجر الأحجار الضخمة، وتناول لحومها كما اهتمو بتربية النحل والطيور كالبط والإوز، كما أولوا  عنياية لصيد الطيور والأسماك كسمك  البلطي والبوري والقرموط والشال.

2.3. الصادرات والواردات

                                                                                                                    

1-الصادرات

كانت مصر تصدر الأقمشة المصنوعة من الكتان والأدوات الفخارية والزجاجية والعاجية والنحاسية والحديدية والسمك المجفف فضلا عن ورق البردي.

2-الواردات:

تتمثل وردات مصر في العاج والبخور والصمغ وجلود الفهود والأسود والذهب وريش النعام الذي يِرد إليها النوبة وأخشاب الأرز من فينيقيا، والنبيذ والزيت من جزيرة كريت، كما استوردت النحاس من أسيا الصغرى ، أما التوابل والبخور والمواد الثمينة فمن شبه الجزيرة العربية والهند وبلاد الرافدين وزيت الزيتون من شمال إفريقيا، والنباتات العطرية وأخشاب الأبنوس والجوز من الصومال وحتى عهد الدولة الحديثة ظلت مصر تستورد الذهب والفضة والأحجار الكريمة والخيل والماشية والأسلحة والآلات الموسيقية إلى جانب الزيت والنبيذ والبخور من سوريا.

 

2.4. ضريبة الجزية

                                                                                                                    

لم تنحصر الضرائب التي كانت تجنيها مصر من المناطق الخاضعة لها على مرٍّ العصور في المنتجات الزراعية والماشية والمعادن، بل تعدت ذلك لتشمل الأحجار الكريمة التي كانت ترسلها العديد من الدول التابعة لها أمثال حاتي  وروتونو، والعاج والخشب الأبنوسي والسندلي  ذو لجودة العالية بالإضافة إلى الأعشاب العطرية التي أرسلتها المناطق الإفريقية.ولم تقدم البلدان التي خضعت لمصر من ضرائب في شكلها الخام بل حدث وأن قدمتها في شكلها المصنع، وهذا نظرا لخبرتها ومهارتها في هذا المجال.