كان الجيش من رموز الدولة وقوتها، وكان الملك هو القائد الأعلى للجيش، وارتبط النظام العسكري بالنظام الديني السائد، حيث كانت الآلهة تؤيد الملوك وتعدهم بالنصر، وكان على الملك أن يقدم الولاء للآلهة قبل قيادته للجيوش، كما كان عليه أن يقدم التقارير العسكرية لها، وكان من العادة أن يخوض الملك الحرب في كل عام تقريبا لإثبات قوته وقدراته، ويلاحظ بأن للملك معاونون عسكريون في مقدمتهم نائبه الذي ينوب عنه في المعارك، ولكن توليه لقيادة الحروب كانت قليلة وإن لم تكن نادرة، والنائب كان يبقى على الدوام إلى جانب الملك في المعارك.
بلغت قوة الجيوش أوج قدرتها في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وكانت من أقوى الجيوش المعاصرة لتلك الفترة، ويستدل على ذلك من أدواته الحربية ومن الحروب التي انتصرت فيها.
وكان جيش المشاة هو الأكثر عددا من فرق الرماة ، وقد ضم المشاة رماة المقلاع، كما وجدت فرق عسكرية بحرية، ويمكن القول بأن الاشوريون أوجدوا نظاما عسكريا قويا، لاسيما وأنهم فرضوا نظام الخدمة الإلزامية في الجيش، ويلاحظ أيضا بأن الممارسة العسكرية أوجدت لديهم الخبرة والجدارة، وكان هؤلاء يقبضون رواتب أيام الحرب، وكان النظام العسكري لا يمانع أن يتوجه الجنود أيام السلم إلى ذويهم أو لزراعة الأرض واستثمارها، ولكن في فترة السلم يلاحظ توقف الدولة عن إعطاء الرواتب للجنود المسرحين