يمكن إيجاز العوامل السياسية في مجموع النقاط التالية
- لقد كان للأحداث المتردية إثر هجوم شعوب البحر تأثيراتها المباشرة، ومما لاشك فيه أن الظروف التاريخية التي عاشها الفينيقيون أثرها الهام في نشاطهم البحري، وإقامة مستعمراتهم على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط، فقد كان لانتقال الإغريق الدوريين وشعوب البحر دور في تدمير قوة الموكينيين البحرية
ومنه القضاء على دولة الإغريق الأخيين، فضلا عن ما شهدته صور من توتر نتيجة تزايد عدد السكان، وانحصارهم في شريط ضيق من الأرض بين الجبال والبحر، حيث شكلت الجبال حاجزا طبيعيا حال دون توسعهم نحو الجنوب.
كما أن صعوبة التنقل بين المدن جعلتها تعيش في عزلة عن بعضها،لذا اتجه الفينيقيون إلى البحر، وبدورها ساعد توفر الأخشاب على وفرة صناعة القوارب والسفن، ومع مرور الوقت تمكن الفينيقيون من إنتاج سفن مطورة كبيرة الحجم تستطيع الإبحار في المحيطات مبتكرين أساليب جديدة في ركوب عباب البحر مثل استخدام النجوم.
كما أن قيام حكومات المدن المنظمة مثل صور وصيدا وجبيل وبيروت بتنظيم هجرات منظمة للفائض السكاني قصد الاستثمار في مستعمرات بعيدة، أو في مراكز تجارية ترتبط بعلاقة تجارية بالوطن الأم.
فالمضايقات التي كان يعيشها الفينيقيون نتيجة الصراع على المنطقة أي منطقة صور، أدت إلى محاصرة الكلدانيين لصور قرابة الثلاثة عشر عاما بداية من عام585 ق م، مما أثر على النشاط الفينيقي في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة مع الإغريق دفعتهم بذلك إلى البحث عن منافذ جديدة