لحديث عن الفينيقيين وتوسعاتهم الاستيطانية في مختلف أرجاء المتوسط يأتي في ظل إطار عوامل داخلية وظروف خارجية، كان لها أثرها الواضح في مسيرة الاستيطان والتوسع، والتي يمكن أن نوجزها في تفاعل العوامل الطبيعية والبشرية( ).
لقد كانت حاجة الفينيقيين إلى الجوانب الاقتصادية التي لم يكن بالإمكان أن توفر ها لهم "أرض لبنان" الضيقة، وإنما كانت الهجرة في شكل دفعات متتالية هي البديل لذلك، لذا كان تردد الفينيقيين على غربي البحر المتوسط منذ أواخر الألف الأولى قبل الميلاد، حيث أقاموا جسرا تواصل بين الحوضين مستفيدين من الظروف العسكرية والتقنية التي عرفتها المنطقة نذكر منها منها أفول نجم الأسطول الإيجي، مما جعل أبواب البحر مفتوحة أمامهم وهذا حوالي 1200 قبل الميلاد أي غداة زحف شعوب البحر.وانكفاء مصر على حدودها الطبيعية في إطار جغرافيتها وقد تمثلت في الدوافع التي أدت بالفينيقيين إلى الهجرة وهي