1. لاستيطان الفينيقي - البوني في المغرب الأقصى

انطلق الفينيقيون في توسعاتهم نحو المحيط الأطلسي متجاوزين أعمدة هرقل، كتجار وكمكتشفين لمناطق النفوذ، لذا عرفت تلك المنطقة ظهور مستوطنات باكرة فكانت ليكسوس، من أهمها والتي أسست خارج حوض البحر المتوسط، حيث أشار إلى (Strabon) بقوله: إن الفينيقيين الذين أجتازوا أعمدة هرقل، كانوا قد أسسوا مستوطنات على شواطىء البحر الخارجي بعد وقت قصير من حرب طروادة، كما يذكر بلين القديم أن مستوطنة ليكسوس أقدم من أوتيكا.
لقد استمر الحضور الفينيقي بمدينة ليكسوس، سواء قبل تأسيس قرطاج أوبعدها، حيث أخذت هذه الأخيرة زمام الريادة في حوض البحر المتوسط، وفي هذا يذكر الباحث عزت زكى حامد قادوس قائلا: " منذ القرن الخامس قبل الميلاد سيطرت قرطاجة على المنطقة المغربية من الساحل الأفريقي وانطبعت هذه المنطقة بالطابع القرطاجى، سواء في الناحية الاجتماعية أو الدينية، حيث استمرت هناك عادة حرق الأولاد الصغار في محرقة الوفاة وتقديمهم كقرابين للآلهة وخاصة بعل حمون الإله الرئيسي والإلهة تانيت".
ويذكر الباحث محمد رضوان العزيفي: أن علاقة منطقة المغرب الأقصى مع الفينيقيين كانت قد انطلقت باكرا مع الإبحارات الفينيقية الأولى نحو أقصى الغرب المتوسطي، أما تأسيس مدينة ليكسوس فكان إبان القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
في حين يطرح البعض قضية الاختلاف بين التواريخ التي تقدمها المصادر الأدبية، وتلك التي تفرزها المصادر الأثرية، حيث لاتتجاوز المكتشفات الأثرية القرن السابع قبل الميلاد في ليكسوس، وفي طنجة.
نستطيع تفسير هذا بتعرض المغرب القديم للعديد من حملات التهديم خلال مراحل عديدة من تاريخه. فضلا عن قلة الأبحاث الأثرية في مجال الحضارة الفينيقية.
ويمكن لنا تلمس معالم الحضور الفينيقي البوني في منطقة المغرب الأقصى من خلال مجموعة من المواقع هي على الشكل الآتي: