4. الدين كظاهرة اجتماعية
الدين كظاهرة اجتماعية
في كتابه الأشكال الأولية للحياة الدينية صاغ دوركايم أفكاره عن الظاهرة الدينية و حللها من خلال مناقشة فكرة كيفية ممارسة الأفراد للمعتقدات و الطقوس الدينية للسيطرة على بعضهم البعض.
و يلاحظ أن الصفة المميزة للدين هي تقسيم العالم إلى مملكتين المملكة الأولى تتضمن كل ما هو مقدس وروحي و المملكة الثانية تحتوي على كل ما هو مدنس
ويعرف دوركايم الدين بأنه " نسق موحد من المعتقدات و الممارسات تتحد في مجتمع أخلاقي واحد و فريد يسمى الكنيسة ويضم كل الذين يرتبطون به".
لكن الأسر المندمجة بقوة،كالمجموعات الدينية و الجماعات السياسية تتعامل كهيئات ذات ضمير جمعي قوي ولا تشجع الانتحار "الدين يحمي الإنسان من الرغبة في تحطيم الذات. ما يكّون الدين هو وجود عدد من المعتقدات والممارسات التقليدية المشتركة بين كل المؤمنين، و لذا فهي ملزمة. وكلما تعددت هذه الحالة العقلية الجمعية وقويت كلما ازداد الاندماج في المجموعة الدينية وكذلك ازدادت القيمة الواقية . الاعتبار الأول الذي يؤخذ فيهذه الوجهة أن دوركايم ناقش هذه القضية-
أي ظاهر الدين من منظور معاداته للدين . وليس كما هي موجودة في الواقع ,إذ لا يمكن تقسيم الظاهرة التي قام بها دوركايم على جميع الظواهر المتشابهة...وكان يفترض أن يدرس الظاهرة الدينية في جميع تجلياتها الاجتماعية كما هي موجودة في الواقع الاجتماعي ويترك للموضوعية وحدها فرض نتائج البحث أنى كانت , مما يجعل نتائج التحليل الاجتماعي تتمتع بالشروط العلمية ذات المصداقية والقابلية للتقييم.
يرى دور كايم في خصوصية المجتمع على أنه مجموعة من العلاقات والروابط الاجتماعية تعمل على ظهور توقعات حول أنماط السلوك ... والمجتمع بالنسبة لدور كايم هو نسق منظم يعمل على التوافق والتكيف وأهم صفة مميزة له هو التوازن حيث يشير أن المجتمعات تكون ثابتة ومنظمة إلى أن يقع حدث أو تغير آخر وعندما يحدث تغير يعمل المجتمع على التكيف مع الموقف الجديد لكي تقم عملية بناء التوازن وهذه الفكرة قائمة على افتراض أن المجتمع هو بمثابة كائن
حي .