الهدف الاجرائي: التعرف الشروط المحددة التي وضعها دوركايم لدراسة الظاهرة الاجتماعية دراسة موضوعية دقيقة
وفي تحديده لأسس الظاهرة الاجتماعية يعطي دوركايم بعض العناصر المهمة التي على باحث في علم الاجتماع أن يلتزم بها وهي كالتالي:. يجب على الباحث أن يتحرر من الأفكار السابقة التي يعرضها عن الظاهرة محل الدراسة خاصة تلك الأفكار الشخصية السطحية الفكرية والمتوارثة لأن هذه الأفكار مهما كانت قيمتها إلا أنها لم تخضع لمنهج وصفي، بل هي نتيجة تجارب حياتية وتحت تأثير الحياة العلمية.. يجب على الباحث أن يعالج الظاهرة الاجتماعية كما تعالج أي ظاهرة أخرى بشكل وضعي.. على الباحث قبل الشروع في دراسة الظاهرة أن يعرفها ويميزها على الظواهر الاجتماعية المتداخلة المشابهة لها وذلك بقصد الوقوف على عناصرها الأساسية وتحديد خواصها العامة.. أن يبذل الباحث أقصى جهد في ملاحظة الظاهرة محل الدراسة من الناحية التي تبدو فيها مستقلة عن صورها الفردية وبالتالي عدم التأثر بالحالات الفردية التي تتجسد فيها الظاهرة.. أن لا يتأثر الباحث بتجربته الخاصة ولا بمشاعره الذاتية عند دراسة الظاهرة في تجسداتها الفردية.
يوصف جوهر منهج دور كايم بأنه نزعة سوسيولوجية واقعية بمعنى أنه قد منح الجماعة واقعا ً اجتماعيا ً مطلقا ً بدلا ً من الفرد ، و يرجع ذلك إلى أن دور كايم يقرر أن الظواهر الاجتماعية لا يمكن إرجاعها إلى ظواهر فردية .
و الظواهر الاجتماعية كما يقول دور كايم : طل وسيلة أو كل أسلوب للتصرف تمارس فرضا ً أو إجبارا ً خارجيا ً على الفرد، أو كل وسيلة للتصرف تتصف بالعمومية في مجتمع ما ، و هي توجد في نفس الوقت مستقلة بذاتها .
فقد وجد دور كايم ظواهر معينة في الحياة الاجتماعية يتعذر تفسيرها في ضوء التحليل السيكولوجي أو الطبيعي فهناك أنماطا من السلوك و ضروب التفكير و التصور تتميز بأنها خارجة عن الفرد ، كما تتمتع بقوة وقهر
و لقد أدى ذلك بدور كايم إلى أن يؤكد أنه من العسير أن ندرس الظواهر الاجتماعية اعتمادا على منهج الاستبطان ذلك أنه ليس هناك ما يدلل على أن أفكارنا عن الأشياء تطابق الأشياء ذاتها ، و الغاية الأساسية لعلم الاجتماع هي تحقيق الموضوعية بمعنى أن عالم الاجتماع حينما يدرس المجتمع يتعين أن يتخذ موقفا ً يماثل موقف العالم الطبيعي الذي يفترض أنه يرتاد ميدانا ً غير معروف و غير مكتشف و حينما يقوم بإجراء بحثه على هذا النحو يستطيع أن يتعرف على الظواهر من خلال ملاحظة الظواهر الخارجية الملموسة مثل الولاء الديني و المكانة الزواجية و معدل الانتحار و المهنة الاقتصادية و غيرها .
و الظواهر الاجتماعية في نظر دور كايم هي انعكاسات أو تعبيرات عن أخلاقيات الجماعة و الأخلاقيات بالنسبة لكايم تشمل كل المدى المعياري ابتداء ً من القواعد البسيطة للسلوك الاجتماعي ( الاتيكيت ) حتى أكثر العادات الاجتماعية صرامة وشدة