5. الكشيون
من الأقوام الجبلية التي جاءت من أقليم لورستان Lorestan وهي المنطقة الوسطى من جبال زاكروس، والتي عرفها اليونانيون باسم بلاد (كاسّايا (Kassaya، واللغة الكاشية لغة الصاقية تعود الى مجموعة آسيوية واسعة تتصل من بعيد باللغة العيلامية، ويؤكد سامي سعيد الاحمد عدم المعرفة بالضبط الى أي العائلات اللغوية التي تنتسب لها اللغة الكاشية، لكنها تعد خليطاً من بقايا اللغات القديمة ولا توضح أي ترابط مع اي من لغات آسيا المعروفة، ويعتقد أن الكشيين من العناصر الاسيوية التي امتزجت بالعناصر الهندو-أوربية وأحتكت بها، ويبدو أن الكشيين من الاقوام الهندو-اوربية التي كانت تسكن بين زاكروس وميديا ومن ثم انحدرت الى بلاد الرافدين، والذي يؤكد هذا الرأي وجود آلهة هندواوربية في مجمع الآلهة الكاشي، مثل شورياش (سوريا في الهندواوربية) وماروتاش (ماروت) وبورياش (بورياس إله الريح الشمالية عند الإغريق) جنباً الى جنب الآلهة الكاشية.
أما تسمية (الكاشيون) فهي مشتقة من الكلمة البابلية (كشو Kassu) والتي تعني البأس والقوة، ومن الباحثين من يرى أن التسمية أطلقت على هذه الأقوام نسبة الى أحد آلهتهم وهو الإله كشو (Kussu) الذي كان يعبد الى جانب آلهة أخرى منها "أنداش" (Andas) "وبكاش" (Ba gas) "وبورياش" Burias)) "وماروتاش" (Marutas).
لقد كانت المدة الطويلة التي حكم خلالها الكشيون أرض بلاد الرافدين من أكثر عهود التاريخ البابلي غموضاً، نظراً لقلة المعلومات الواردة عن مدة حكمهم والتي لا تتناسب طول المدة الزمنية التي حكمتها السلالة الكشية بالمقارنة مع المعلومات الوفيرة عن العهود السابقة لها، وعلى الرغم من ذلك اتبع الكشيون سياسة اللين والترضية تجاه السكان المحليين.