لقد كانت الاكتشافات الكتابية ومنها الكتابة المسمارية خطوة هامة جدا في عملية التعرف على مصادر تاريخ بلاد الرافدين، إذ أن عملية فك رموز الكتابة المسمارية أعطتنا معلومات هامة عن تاريخ هذه البلاد، وكانت إنجازا وإرثا حضاريا لبلاد الرافدين.

 وفي هذا الصدد يمكن تصنيف مصادر بلاد الرافدين إلى نوعين هامين

1-مصادر مادية أثرية.

2-مصادر أدبية.

1-مصادر أثرية ومادية.

وهي جد متنوعة، وتعكس جوانب مختلفة من حياتهم وأساليب عيشهم، وتنقسم هذه المصادر إلى عدة أنواع: منها المصادر الأثرية المعمارية سواء كانت دينية أو دنيوية، التي يستطيع المؤرخ من خلالها تكوين فكرة عن الأحوال الاجتماعية والسياسية للمجتمع الرافدي القديم، فيستدّل من طبيعة المواد المستخدمة في البناء وحجم المباني على المستوى الاقتصادي أو الطبقي لهذا المجتمع، كما توضح المعابد طبيعة المعبودات السائدة ومدى الشعور الديني السائد خلال تلك الفترة .

وهناك كذلك المصادر الأثرية الفنية، وتتضمن جميع ما خلفه العراقي القديم في مجالات النحت والنقش والتصوير، وهناك كذلك الأدوات والأواني المصنوعة خاصة من الفخار، فقد كان بمثابة السلعة الأكثر استخدامًا في الحياة اليومية، وتشير كميات الفخار التي يُعثر عليها على مدى وجود حياة مستقرة من عدمه، ويُستدل كذلك من طراز صناعة الأواني الفخارية وزينتها على التطور الحضاري، كما أنها تُستخدم كوسيلة من وسائل التقويم الزمني للموقع الذي توجد فيه، وذلك عن طريق المادة المستخدمة في صناعتها وتقنيتها ونقوشها وزينتها ومقارنتها بالبقايا الفخارية المشابهة في المواقع الأخرى.

2- المصادر الأدبية( الكتابية):

   لقد كانت قصة اكتشاف الكتابة تطورا نوعيا في التعرف على تاريخ بلاد الرافدين وهي هامة جدا، إذ أنها أعطتنا فكرة عن الحضارة في هذه البلاد وتطورها، ومن هذه الكتابات النصوص المسمارية التي كتبت باللغتين السومرية والأكادية، وهى عبارة عن وثائق أو رسائل –مراسلات- أو مدونات قانونية، ولكن عملية الكتابة كانت تتم على ألواح فخارية أو رقم أو مسلات نقشت عليها النصوص الكتابية.

وهذه المصادر المكتوبة كانت نصوصا أصلية مقسمة إلى شرائع مدونة وأخرى تحوى أجزاء من هذه الشرائع ومن المصادر أيضا الرقم القانونية التي تتناول العقود والصكوك التي تهتم بالشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى النصوص المدرسية التي كانت تهدف إلى تدريب الطلاب وتعليمهم اللغتين السومرية والأكادية.

إن النصوص الأدبية لا تقل تنوعًا عن الآثار المادية، ولقد كشف التنقيب عن آثار العديد منها، ويمكن تقسيم تلك النصوص المنقوشة بالكتابة المسمارية على الرقم الطينية إلى مجموعتين: الأولى وتظم التراث الثقافي الفكري الذي يشمل الأعمال الأدبية والملاحم والأمثال والحكم والنصوص الدينية، والثانية وتضم ذات الصفة العملية وفيها ملاحظات حسابية وتقارير إدارية ورسائل عامة وخاصة ولعل أهمها رسائل وسجلات قلعة ماري.

هذا ولعل أهم تلك النصوص ما يُعرف بـ" قوائم الملوك" أو "جداول الملوك"، وهي عبارة عن قوائم تتضمن أسماء السلالات وملوكها مع فترات حكمهم في بلاد وادي الرافدين منذ أزمان ما قبل الطوفان، أي منذ الخليقة حتى زمن تأليفها  بالإضافة إلى الكتب المقدسة( كالتوراة) و(الإنجيل)، العهد القديم والجديد والقران الكريم، كتابات المؤرخين الإغريق والرومان.

Modifié le: Wednesday 17 May 2017, 01:29