لقد ظل الكاراتيه محاطا بالسرية حتى القرن العشرين وتتبع تاريخ تلك الرياضة يعتبر بالغ الصعوبة و ذلك بسبب نقص الوثائق و المستندات التاريخية .
- و تبدأ نشأة الكاراتيه منذ مئات السنين فقد بدأ يتعارف عليه في القرن السادس الميلادي في أرض الهند و عرف باسم ( فجرموتشى vajera mushti ) و تعنى قبضة اليد و اهتم بهذا الأسلوب القتالي رجال الدين و طوروه ، و يعتبر أول من نقل هذا الأسلوب القتالي إلى الصين هو (بودهيدراما) حين قام برحلة من الهند إلى معبد شاولين في الجنوب الوسط من الصين خلال حكم أسرة سونج الصينية
- ثم أصبح ( بودهيدراما ) بوذيا واستهدف جعل المهتمين به أقوياء و قادرين على تحمل التدريب البدني ووضع تدريبات تعمل على ذلك بلغت 18 وضعا و بذلك نشأ فن قتالي أطلق عليه ( شورينجي كيمبو – shorinji kempo ) و الذي يعتبر احد أنواع أساليب ( الووشو – wai cahi ) وهو المدرسة الخارجية للملاكمة الصينية .
- انتقل بعد ذلك فن الشورينجي كيمبو إلى اليابان خلال أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ، وكان باليابان فن قتالي يسمى ( الوتنج – watung ) وقد اندمج الفنين القتاليين معا بأساليب الدفاع عن النفس ، وأصبح فن أكثر خطورة أطلق عليه ( ني شي –Nei She ) و يعنى المدرسة الداخلية للملاكمة الصينية ، و بذلك نجد أن هذا الفن القتالي قد وصل إلى اوكيناوا منذ خمسة عشر قرنا
العديد من الدراسات والأبحاث حاولت التعمق التاريخ للوصول إلى تطور الكاراتيه بعد وصوله إلى جزيرة أوكيناوا وكان ذلك ضربا من ضروب الجنون أو المستحيل وذلك للنقص الشديد في الوثائق والمخطوطات التاريخية ولكن من بعض الأقوال المتناثرة داخل أوكيناوا عن أسطورة هذا الفن الخيالي وبعض الروايات المتوارثة والتي يحافظ عليها الأسر اليابانية التي عنيت بتطوير هذا الفن وتوارثه والحفاظ على أسراره و بعض الشواهد التاريخية ، و بالطبع ما ذكره ( جيشين فوناكوشي ) الرجل الذي عرف العالم على الكاراتيه وحمل على عاتقه نشر الكاراتيه في العالم من خلاله ومن خلال تلاميذه وانشأ مدرسة الشوتوكان التي تعد أقدم واعرق بل و أقوى مدارس الكاراتيه حتى الآن ، وأمكن التعرف على بعض أشكال التطور والتعرف على كيفية وصول الكاراتيه إلي هذا الشكل المعروف الآن
- غيشن فوناكوشي (1868-1957) هو مطورو مؤسس رياضة الكاراتيه شوتوكان "الكاراتيه الحديثة". حيث يعرف عن فوناكوشي إحضاره لرياضة الكاراتيه من أوكيناوا إلى جزر اليابان الرئيسة. ولد في ياماكاوا، شوري، أوكيناوا (جزر ريوكيو، اليابان) و هو سليل خط البوشي (الساموراي) أسرة كانت في الماضي تابعة للالنبيلة جزر ريوكيو سلالة الابن الثالث، جيغو فوناكوشي، و سلك متابعته.
- تعتبر جزيرة أوكيناوا Okinawa جزيرة صغيرة ضمن المجموعة الجنوبية في اليابان ، و هي الجزيرة الرئيسية من سلسلة جزر Ryuku وهى محاطة بالشعب المرجانية ويصل عرضها إلى 10كم وطولها 110كم وهى تقع على بعد 70ميل شرقا عن الجزر الرئيسية للصين ، كما تبعد 550كم جنوب اليابان و تبعد نفس المسافة عن شمال تايوان وكونها تقع على مفترق الطرق التجارية فإن ذلك جعلها بقعة هادئة للاستراحة و التي اكتشفت أولا على يد اليابانيين ، والتي تطورت بعد ذلك لكى تصبح مركز تجارى لجنوب شرق أسيا حيث تتم التجارة بين الصين واليابان وتايلاند
- - وفى إطار هذه الظروف والوضع الجغرافي ، وفى مراحلها الاولى فإن فنون القتال المعروفة بإسم الكاراتيه كانت الشكل الأصلي لقتال القبضة المغلقة و التي تطورت في Okinawa وأطلق عليها Te
- أو يد بدون سلاح و التي فرضت على سكان جزيرة أوكيناوا في العديد من الأوقات في تاريخهم ، حيث تعرضت الجزيرة للعديد من المطامع والاحتلال في بعض الفترات التاريخية ، وكان المحتل يفرض على سكان الجزيرة عدم حمل السلاح أو امتلاكه مما دفعهم إلى الاتجاه لتقوية انفسهم من خلال الفنون القتاليه التي تعتمد قوتها على قدرات الجسم البشرى ، والتي اسهمت في ظهور اساليب اليد الخالية و لهذا السبب تم استخدامها كأسلوب للتدريب سرا حتى العصور الحديثة ، و الجدير بالذكر فإن تطوير اللعبة قد صاحبه تأثيرات من الفنون القتالية الأخرى والتي جاءت على يد النبلاء والتجار الى هذه الجزيرة .
- - واستمرت اليد الخالية (الكاراتيه) في التطور على مر السنين بداية من ثلاثة مدن مراكز لشرائح مختلفة من المجتمع كالملوك والنبلاء والتجار والفلاحين والصيادين ، ولهذا السبب فإن أشكال مختلفة من أساليب الدفاع عن النفس قد تطورت داخل كل مدينة من المدن الثلاث الكبرى واصبحت تعرف تحت ثلاثة مسميات رئيسية وهى (Shorin-Te) او الأسلوب الغربي ، (Naha-Te) ، (Tomari-Te) وهم مجتمعين يعرفون بإسم (Okinawa-Te) أو اليد الأوكيناوي
- والجدير بالذكر أن مدن Shori ، Tomar ، Naha يبعدون عن بعضهم البعض مسافة قليلة ولهذا فإن الأساليب القتالية كانت مختلفة وكانت محك تأكيد ، وبالتدريج تم تقسيم الكاراتيه إلى مجموعتين رئيسيتين هما Shorin-ryu ، Shori-ryu ، وبعيدا عن الاختلافات السطحية فإن تلك الطريقتين و الهدفين في الكاراتيه الموجود في أوكيناوا هو وجهان لعملة واحدة وقد عبر المعلم (جيشين فوناكوشى) عن الاختلافات بين الأسلوبين قائلا أنها تعتمد على المتطلبات الجسمانية - نشأ الكاراتيه في أوكيناوا وقد قام العديد من الباحثين بالبحث و التقصي حول أسرار ونشأة هذا الفن من اجل معرفة و كتابة تاريخ هذا الفن السري للدفاع عن النفس ، و بدأت خلال عام 1905م تنقشع تلك السرية المحاطة بهذا العلم ، عندما أوصى احد المشرفين التربويين بإدراج الكاراتيه كأحد المناهج الدراسية بالمدرسة المعتادة في شورى(Shori) و المدرسة المتوسطة في أوكيناوا أيضا ،وذلك بشكل مبسط أو بمعنى أوضح أن يتم تعريف الطلاب على هذا الفن بشكل مبدئي دون الخوض في مهاراته القتالية التي من الممكن أن تتسبب في القتل أو توجيه الأذى للآخرين و كان هذا مؤشر دال على قدرة هذا الفن على التدمير ويجب أن يتم التعرف عليه إلى حد معين ،
- و قد تمت الإشارة إلي ذلك ببعض المصطلحات في ذلك الوقت كانت معبرة بشكل كبير وهى ( Reimyo Tote ) وهو يعنى الكاراتيه الإعجازى ، (Shimpi Tote) وهو يعنى الكاراتيه ذو الاسرار