يحرر الطالب/ الباحث ملخصا لبحثه باللّغة العربية وبلغة أجنبية أخرى،أو لغتين أجنبيتين.ومن معايير كتابة الملخص:

الملخص باللّغة العربية:

من حيث محتوى عناصر الملخص،فقد أكد المنهجيون على أن»الملخص باللّغة العربية يجب أن يشمل الملخص وصفا محددا لمشكلة الدراسة،ومنهجيتها،والنتائج والمناقشة. [1]«وبذلك ملخص البحث يُبيّن لما بإيجاز ودقة إشكالية البحث،وكيفية عرض هذه في خطة،مع إبراز معالمها الكبرى،ثمّ إبراز أهم النتائج المتوصل إليها،أو إضافة البحث.«ويجب أن لا يزيد حجم الملخص في الماجستير على 150كلمة في اللّغة الانجليزية وحوالي 300 كلمة في اللّغة العربية،وفي الدكتوراه على 350 كلمة في اللّغة الإنجليزية،وحوالي 600 كلمة في اللّغة العربية.»[2]

  1-مفهوم المناقشة :

محاورة ومساجلة علمية هادئة لا محاكمة اتهامية تجريحية وانتقامية. فقد عرفها خالد إبراهيم يوسف بقوله:«المناقشة على المستوى الجامعي،وفي عرفه هي جلسة مشافهة تعقد في الجامعات لاختبار الطالب الباحث عند ترشحه لنيل شهادة جامعيةعليا،وتدور حول شكل ومضمون البحث/ الرسالة أو الأطروحة المعدة لهذه المناسبة.»[1] لكن قد تتحول هذه الجلسة الهادئة،إلى ملاسنة حامية الوطيس،كما عاينته من حضوري للمناقشات جزائرية وعربية.وقد أنعم الله عليّ بحضور مناقشة علمية[2] عبر النت للباحث  "جوناثان غرانت غريفين"(Jonathan Grant Griffin)،وأطروحته الموسومة بـ: "سيمياء الدوافع: كينيث بيرك وديلي تارتو

"A semiotic of motives,Kenneth Burke and Deely –Tartu semiotic

في جامعة تارتو بإيستونيا،بتاريخ 14 مارس الساعة،الثالثة بتوقيت الجزائر[3]،واعتمدت اللّغة الانجليزية للمناقشة،وهي اللّغة التي كتبت بها الرسالة في مئة وأربع وأربعين 244صفحة،ولم أصدق أن المناقشين كانوا يستمعون للباحث في هدوء،وقبل تدخلهم،يحددون الأسئلة ونقاط المناقشة،اعتراضا واختلافا،بتقديم وجهة نظر مختلفة،أو طلبا للإيضاح،ويتلو ذلك عبارة ربّما تصوركم أكثر وجاهة من وجهة نظري.وكأنّ المناقشين حضروا ليستمعوا للباحث،ولنتائجه،وليس ليُحاكموه،أو ليظهروا تفوقهم العلمي،وما أدهشني حقا،هو لما أنهى أعضاء اللجنة تداول كلماتهم،أعلن مسير الجلسة الافتراضية عبر الزووم،إمكانية تدخل الحاضرين ليُناقشوا الباحث،يالها من أخلاقيات علمية عالية،ولم أصدق إلاّ بعد أن فتحت المايك وألقيت تحية متلعثة في انجليزيتي المرتبكة وشكرت هذه الروح العلمية المنفتحة على أخلاقيات الحوار .

إذا يتمثل أطراف المناقشة في الطالب واللجنة العلمية،المكونة من رئيسها،وعادة يُختار الأعلى درجة علمية،والأكبر سنا والأكثر تخصصا،والمشهود له بعلو الكعب في مجال تخصصه،والأعضاء المناقشين،الذين يُشترط فيهم التخصص الدقيق،أو قربهم من الرسالة أو الأطروحة المناقشة،من خلال ما قدّموه من بحوث وأعمال في هذا المجال،ويستطيع الباحث أن يستعد لمواجهة ما قد يعترضون عليه،فيما طرحه في بحثه،من خلال قراءة أعمالهم،وحضور مناقشاتهم،والنظر في كتبهم وأطروحاتهم التي أنجزوها،ومن ثمة يسهل على الطالب/الباحث المناقش على توقع محاور نقاشهم والتحضير الجيّد والمسبق لما سيعرضونه.

ويؤكد ميشال بو Beau Michel على تأثير المشافهة في تقدير الملاحظة للطالب،لأنّ العرض الجيّد في الدفاع عن الأطروحة،يؤثر على الحضور وعلى اللجنة،لكن في الوقت نفسه لن ينقذ رسالة ضعيفة،ولن يُطيح برسالة،مكتوبة بشكل جيّد[4] .

2-أهداف المناقشة :

تتغيا المناقشة تحقيق عدة نقاط منها :

1.   فحص الأطروحة/الرسالة وتبيان جوانب القوة والضعف فيها ،وبذلك تقييم وتقوييم مكامن الإعوجاج وجوانب القصور.

2.   منح الدرجة العلمية والتقدير المناسب لجهود الباحث/ الطالب .

3.   امتحان قوة الطالب النفسية،وأخلاقه العلمية،فهل يغضب إذا نوقش،أو أخذت عليه هنات وجوانب قصور،كيف يحلل ويجيب على أسئلة لجنة المناقشة .

 3-جوانب المناقشة :

لا يوجد أنموذج ثابت للمناقشة غير أنّ هناك تقاليد مرعية في المناقشات.سنحاول أن نتوقف عندها :

 وبناء عليه «الحوار يجري حول أفكار متعددة ومتنوعة، ومن ثمة يمكن تصور أنّ الحوارَ يدور حول:

- فكرة خاطئة: ويبيّن المناقش أوجه الخطأ أو عدم الصواب.

- فكرة غير واضحة:ويستجلي المناقش ماهيتها، أو يرغب رفع الغموض أو اللبس عنها.

-فكرة ناقصة:وبتعاون المناقش يبدي من الآراء ما يكمّل النقصان،وحينئذ يستفيد الطالب الباحث فائدة جمة.

-فكرة منسوبة للباحث بينما قال بها غيره: ويعد المناقش الحق إلى نصابه، ويذكره بالأمانة العلمية وأخلاقيات البحث العلمي.

-فكرة متكاملة، وفي هذه الحالة يشيد المناقش بجهد الباحث ويبرز نواحي اكتمال الفكرة النظرية.»[5]  

حاول هذا المنهجي تصور بعض من جوانب المناقشة،ولاسيما فيما يتعلق بحوار الأفكار في التخصصات الإنسانية،وفي البحوث الوثائقية؛لأنّ توظيف اللّغة باعتبارها وسيطا للفهم والإفهام،تؤدي إلى التأويل وإساءة التأويل،وهذا ما يتطلب فحصا للأفكار،من حيث وضوحها ونقصها وخطئها في النسبة أو توهم الفهم،إلى غير ذلك.غير أنّ المناقشة قد تمس جوانب أخرى شكلية في إخراج البحث،والتوثيق العلمي،فتسائل أمانته،ودقته في النقل والعزو .

3-1الأخطاء المعرفية :

ويقصد بالخطأ المعرفي،مدى استيعاب الباحث لموضوع بحثه،و مقدرته في التحكم فيه من ناحية الفهم والاطلاع العميق،وليس مجرد النقل،وهنا قد يصل الباحث إلى استنتاجات خاطئة بناء على مقدّمات لم يحسن وضعها في التأسيس،كأن يقفز لنتائج مخالفة لمنطلقاته،فنقول :الباحث ارتكب خطأ معرفيا،وتتمايز الأخطاء،بين أخطاء هينة يمكن التجاوز عنها،وأخطاء شنيعة تنزل بحثه إلى دركات،يصعب الاعتذار عنها،أو تبريرها،وهذا ما قد يجرّ لجنة المناقشة،إلى تعليق الأطروحة أو الرسالة،وحرمانه من الدرجة،واشتراط التعديل والتصحيح.

«ويمكننا هنا أن نشير إلى فائدة عملية هامة لطلاب الماجستير والدكتوراة،فبإمكان كلّ منهم أن يضع –في نسخته الخاصة-لكلّ فقرة عنوانا جانبيا معبرا عنها بدقة ،حتى يمكن أن يستفيد منها أثناء مناقشته الرسالة،فيكون متيقظا لكلّ ملاحظة،وجاهزا للردّ السريع عليها،بدلا مما نلاحظه من الحيرة و(التوهان) الذي يبدو عليه بعض الباحثين في أثناء المناقشات العلنية.»[6] وإن كان هذا العمل يُساعد الباحث على ترتيب أفكاره،ليُحسن دفاعه عنها،حتى لا يفاجأ،ويسقط في يده،ويعجز عن تحضير بناء منطقي سليم لما تمّ عرضه في البحث .

3-2الأخطاء اللغوية :

ضرورة أن ينتبه الطالب إلى بعض الأخطاء ولاسيما الشائعة كقول أحدهم:النجاح قاصر على المجتهدين أم النجاح مقصور على المجتهدين.استلمت دعوة أو تسلمت دعوة.اتصلت بمدراء المدارس.يبيع الفلاحون أغلالهم أم يبيع الفلاحون غلاتهم .تشمل كذلك الأخطاء الإملائية التي تتعلق بالنحو ككتابة( امرؤ القيس بالرفع والنصب امرأ القيس والجر امرئ القيس)،وكتابة الظاء والضاد،ف«فأمّا الظّال،بالظاء:فهي الحالُ التي يكون عليها الرّجل.فتقول: فلانٌ ظلَّ عالما، وظلَّ المريض وَجِعًا(...) والضّالُّ بالضاد:فهو ضِدَّ المهتدي،والضّالُّ:الجائرُ عن الطّريق في مقصده.»[7]

واستعمال واو العطف مع كلّ كلمة معطوفة،مع ضرورة الانتباه إلى عدم ورودها متأخرة .وكذلك الانتباه إلى الرسم الصحيح للهمزة،بمختلف صورها،وكذلك ينبغي كسر الهمزة في "إنّ"في مواضع محددة،من مثل: بعد حيث،وإذ،وفي افتتاح الكلام وغيرها.

كذلك الانتباه للأخطاء الشائعة التي يمكن أن يتغاضى عنها بقولهم"خطأ شائع خير من صواب مهجور"،إلاّ أنّ أهل اللّغة لا يجوز منهم التساهل مثال ذلك جمعهم النية على النوايا بدل الصواب النيات الوارد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :إنّما الأعمال بالنيات .وهنا قد يعمد الباحث نفسه/الطالب ولاسيما المختص في اللّغة والأدب إلى مراجعة بحثه وتدقيقه،والتأكد،مما يكون قد اعتوره من نقص أو هنات،أو يمكن أن يدفع به إلى مدقق لغوي بارع ولا يبخل عليه بالمال،حتى ينقيه مما يشوبه من أخطاء تثلبه أمام اللجنة .علما أنّ كتابة الباحث/الطالب في زمننا بحثه،وحرصه على الإلمام بقواعد اللّغة،يجنبه كثيرا من الأخطاء،ككتابة الهمزة،ومواضع علامات الوقف،ورسم الشدّة في مكانها الصحيح.

 3-3الأخطاء المنهجية:

أمّا المأخذ المنهجية فتشمل كلّ ما يمس بتوثيق البحث في الهامش،وما يتعلق بمتن البحث،من نقاش للأقوال،والتزام حد الاقتباس،وعدم رصف الأقوال رصفا،وحضور شخصية الباحث الموضوعية،والصياغة العلمية في حالة الاقتباس غير الحرفي،من غير تحوير أو تغيير لأصحاب الاقتباسات،لأنّ المناقش،قد يرغب في معاينة قدرات الباحث في إعادة الصياغة،فيرجع للكتاب،المقتبس منه اقتباسا غير حرفي،وخصوصا إذا كان المناقش يملك الكتاب نفسه،وذات الطبعة وهو تحت يده،فيمتحن جهد الباحث،ويعرضه على الميزان .بالإضافة إلى عدم دقة نقل الاقتباس.

ومن الأخطاء المنهجية غياب حسن التقسيم،وبناء الخطة،وكذلك العودة إلى كتب ثوان دون مراجعة الكتب الأصول،وأخذ المصطلحات العلمية من معاجم وقواميس غير متخصصة،مثلا،كأن يأخذ مصطلحا فلسفيا من قاموس لغوي،أو في علم النفس .

كذلك ربّما إطالة بعض المباحث في غير مسوغ لذلك،أو الإيجاز المخلّ،لمباحث أخرى،بسبب ضيق الوقت،أو سرعة الباحث/الطالب ليتخلص من عمله،فيكون المبحث مقتضبا،قليل المادة،مع ضعف التمحيص،وضحالة النتائج المستنبطة

صفوة القول:

 مما تقدّم اتضح أنّ المناقشة آخر محطة للباحث في إنجاز بحثه،لكنها هي مرحلة جديدة في البحث،حيث يكون أمام الباحث إصدار مقالات ومؤلفات والقيام بأبحاث أخرى.لكن قبل هذه الخطوات الجديدة،على الباحث/ الطالب،أن يستفيد مما عُرض عليه،من آراء وتصويبات،فيعمل على تداركها للاستفادة منها مستقبلا،قبل وضع نسخ في المكتبة،ليتصفح هذا البحث غيره من الباحثين .

 



[1]  خالد إبراهيم يوسف، المرجع السابق،ص.132

[2]  أنوه بجزيل الشكر للسيميائي الليبي،محمد عبد الحميد المالكي، مدير مخبر بنغازي للسيميائيات وتحليل الخطاب الذي نشر الرابط عبر صفحته والتوقيت .

[3] يجري الدفاع في زووم: https://ut-ee.zoom.us/j/92975863528... معرف الاجتماع: 929 7586 3528 رمز المرور: 529651

 

 

 

[4] «La présentation orale n’est pas sans effet sur le résultat final.il ya certe peu de chance de sauver une mauvaise thèse,ni de couler une excellente thèse ;mais en cas de thèse moyenne ou d’incertitude subsistant après la lecture , la prestation orale peut faire basculer le sentiment du jury-en bien comme en mal . »Voir Michel Beau,l’art de la thèse,comment préparer et rédiger un mémoire de master,une thèse de doctorat,ou  tout autre travail universitaire à l’ère du Net,ed.la découverte (France),2006,p.171

[5]  عبد القهار داود العاني،المرجع السابق، ص.102

[6]  حامد طاهر،منهج البحث،بين التنظي والتطبيق،مع دليل عملي لكتابة البحوث والرسائل العلمية، نهضة مصر(مصر)،ط2،2008،ص.190

[7]  ابن الصّابوني الصّدفي،أبي بكر محمد بن أحمد،معرفة الفرق بين الضاد والظاء،دار نينوى(سورية)،ط1،2005،ص.26



[1] ذياب البداينة،المرجع السابق،ص.16

[2] ذياب البداينة،المرجع السابق،ص.17

Last modified: Thursday, 5 May 2022, 11:20 PM