مقدمة:
إن منظمات اليوم تستوعب أعدادا هائلة من الأفراد على اختلاف شخصياتهم وثقافاتهم وطموحاتهم، و بما أنهم يعدون أكثر العناصر أهمية في تحقيق الكفاءة والفعالية التنظيمية فإن الاهتمام قد زاد بدراسة سلوكهم التنظيمي فرديا وجماعيا بهدف تحقيق الانسجام بين الأهداف التنظيمية المسطرة وتلك السلوكات و هذا من شأنه أن يحافظ على بقاء المنظمات واستمراريتها.
:مفهوم السلوك التنظيمي
السلوك التنظيمي يتعلق بدراسة سلوك واتجاهات و أداء العاملين في وضع تنظيمي معين، ودراسة أثر المنظمة و الجماعة على إدراك و مشاعر وتصرفات العاملين، وتأثيرات البيئة على المنظمة ومواردها البشرية و أهدافها وكذلك تأثيرات العاملين على المنظمة و فعاليتها.
ويعرف بأنه دراسة سلوك و أداء العاملين في المنظمة وذلك باعتبار أن بيئة المنظمة لها تأثير كبير على سلوك وتصرفات العاملين ومن ثم انتاجيتهم.
ويعتقد "العديلي" أن السلوك التنظيمي هو المعادلة الشاملة لفهم سلوك العاملين في المنظمة أو المنشأة سواء كانوا أفرادا أو جماعات صغيرة أو أفرادا كثيرين كوحدة شاملة ومتكاملة، وكذلك تفاعل المنظمة مع بيئتها – المؤثرات و العوامل السياسية و الاقتصادية و التقنية و الاجتماعية و الثقافية و الحضارية – ومع سلوك العاملين بها وما يحملونه من مشاعر واتجاهات ومواقف ودوافع وتوقعات وجهود وقدرات...الخ بمعنى أدق ومختصر السلوك التنظيمي يكون نتاجا لتفاعل المتغيرات الانسانية مع المتغيرات التنظيمية (سلوك المنظمة أو مكان العمل و العوامل المؤثرة الأخرى).
ويرى Robbins أن السلوك التنظيمي هو مجال معرفة يهتم بدراسة التأثير الناتج عن الأفراد و الجماعات و الهيكل على السلوك داخل المنظمات بغرض تطبيق مثل هذه المعرفة في تحسين فعالية المنظمة.
ويعرف كل من Altman and Hodgtts السلوك التنظيمي بأنه ذلك الجزء من المعرفة الأكاديمية التي تهتم بوصف وتفهم وضبط السلوك الانساني في البيئة التنظيمية.
وفي نفس الإطار يعرف Davis and Newstorm السلوك التنظيمي بأنه دراسة وتطبيق المعرفة المتعلقة بكيفية تصرف وسلوك الأفراد في المنظمة وينطبق ذلك بشكل موسع على سلوك الأفراد العاملين في منظمات الأعمال الصناعية و التجارية و الحكومية و المدارس ومنظمات الخدمات العامة.
ويبدو من استعراض التعريفات السابقة ما يلي:
أن السلوك التنظيمي يمثل مجال دراسة يحتوي على جانب معرفي يهتم بفحص أثر ثلاثة محاور رئيسية وهي: الأفراد، الجماعات، الهيكل التنظيمي على السلوك داخل المنظمات.
يساعدنا السلوك التنظيمي على التعرف على المسببات المؤدية إلى السلوك الفردي و التنبؤ بهذا السلوك مستقبلا إذا ما توافرت هذه المسببات، فمعرفة المبادئ العلمية للدافعية مثلا تمكننا من معرفة كيف نحمس أو نثبط الأفراد من خلال عناصر معينة مثل تمكين العاملين، التحفيز المادي أو المعنوي وغيرها.