مخطط الموضوع

    • نستعرض هنا الهدف العام للمقياس و أهدافه الخاصة

    • قيس الاختبار القبلي مدى تحكم المتعلم في الأهداف الخاصة للمقياس

    • يشمل كل المصطلحات ذات العلاقة بالمقياس

    • أثري معلوماتك عن الاعاقة

    • سنتناول في هذا الدرس الاضطرابات الفيزيولوجية والسلوك الاجرامي وكذلك النظريات الاجتماعية المفسرة للسلوك الاجرامي كنظرية التفكك الاجتماعي ونظرية نظرية تصارع الثقافات (الصراع الثقافي)

       

      1-6-الاضطرابات الفيزيولوجية والسلوك الإجرامي:

               يفترض بعض الباحثين أن بعض الاضطرابات الفيزيولوجية كزيادة إفرازات الغدد الصماء، أو نقصانها، أو الاضطراب في عمليات التمثيل الغذائي من شأنها أن تؤدي إلى السلوك الإجرامي أو الجنوح.

      فإن اضطراب وظائف الغدد الصماء يؤدي أحيانا إلى انحرافات عقلية خطيرة، كما يؤدي إلى خلل في جوانب شخصية الفرد وانفعاله وسلوكه، ومن ثم يعرضه للانزلاق نحو الانحراف والوقوع في الإجرام.

               ويربط بعض الباحثين كذلك بين السلوك الإجرامي وبعض إصابات أعضاء الحس كالإعاقات البصرية والسمعية وغيرها، وذلك نظرا للتأثير المباشر لعجز في الحواس على السلوك من جهة، والشعور بالدونية والنقص الذي يصيب هؤلاء المعاقين. ويترتب على ذلك العديد من المشكلات النفسية التي تؤدي بدورها إلى اضطراب الشخصية. واستنتج الباحثون أن التشوهات الجسمية، والعيوب الخلقية، ترتبط ارتباطا وثيقا بالسلوك الإجرامي.

      2-النظريات الاجتماعية المفسرة للسلوك الإجرامي:

      يعتبر عالم الاجتماع أميل دوركايم الجريمة جزء متكامل من كل المجتمعات، بمعنى أنها موجودة في جميع المجتمعات. وقد عرف الجريمة بأنها فعل يعاقب عليه صاحبه، وأن تخلص وخلو المجتمع من الجريمة هو أمر مستحيل. حيث يقول إميل دوركايم أن الجريمة موجودة في كل المجتمعات، وشكلها يتغير لأن الأفعال التي تحدد على أنها إجرامية ليست كذلك في كل مكان (عبد الرحمن محمد العيسوي، 2004، ص 88).

      وعليه يمكن دراسة الاتجاه الاجتماعي من خلال بعض النظريات التي نذكر منها ما يلي: 

      2-1-نظرية التفكك الاجتماعي:

      إن مفهوم التفكك الاجتماعي يشمل ظواهر اجتماعية وثقافية عديدة، فهو يشير إلى تناقض وصراع المعايير الثقافية، وضعف أثر قواعد السلوك ومعاييره، وصراع الأدوار الاجتماعية، وأخيرا إلى انهيار الجماعات وسوء أدائها لوظائفها.

      وقد ربطت نظريات اجتماعية عديدة بين التفكك الاجتماعي والسلوك الإجرامي. وافترضت أن السلوك الإجرامي ينشأ في ظل وجود مظهر أو أكثر

      من مظاهر التفكك الاجتماعي.

      ومن النظريات التي قدمت في إطار التفكك الاجتماعي، نظرية "شو

      Show " الذي افترض أن أكبر تجمع للمجرمين والجانحين يكون في أماكن تتسم بالتفكك الاجتماعي، بحيث يصبح المجتمع الكلي لهذه الأماكن مفككا، وتضعف رقابته على أعضائه وينعدم تكامل النظم الاجتماعية فيه، وبالتالي فمن من المتوقع أن تصبح الأنماط الإجرامية شائعة فيه وتنتقل بسهولة من شخص إلى آخر. (مؤمنة فيصل مبارك محي الدين، 2017، ص 65-66)

      2-2-نظرية تصارع الثقافات (الصراع الثقافي):

       صاحب هذه النظرية هو عالم الاجتماع والإجرام الأمريكي" تورستن سيلين" الذي نشر كتابا في عام 1938 يحمل عنوان " تنازع الثقافات والجريمة" حيث أكد فيه الدور الذي يلعبه تنازع الثقافات في تكوين الظاهرة الإجرامية.

      ويقصد بتصارع الثقافات تعارض وتضارب الثقافات وقيم معينة تسود في جماعة معينة مع ثقافات وقيم تسود في جماعات أخرى، ونقطة الانطلاق في هذه النظرية عندما تتعارض أو تتصادم هذه القيم الخلقية والاجتماعية التي يتكفل القانون الجنائي بحمايتها مع قيم أخرى تسود في جماعات معينة، ينشأ في هذه الحالة الصراع بين الثقافات فيجد الفرد نفسه أمام موقف محير ولابد أن يسلك أحد السبيلين : إما أن ينصاع لأوامر القانون الجنائي احتراما للقيم الخلقية والاجتماعية التي يعبر عنها، وبالتالي يتفادى الوقوع تحت طائلة الجزاء الجنائي الذي يقرره هذا القانون في حال مخالفته لها، بالرغم من أن الفرد في هذه الحالة يخالف المبادئ والقيم والتي تسود الجماعة التي ينتمي إليها.

      وإما أن يخالف تلك القيم والمبادئ التي يعبر عنها القانون الجنائي ويعرض نفسه للجزاءات الجنائية التي يحددها القانون في هذه الحالة استجابة لما يسود جماعته من قيم ومبادئ. فالصراع الخارجي بين قيم ومبادئ المجتمع وقيم ومبادئ الجماعة التي ينتمي إليها الفرد، يولد صراع نفسي داخلي يقود الفرد إلى الإجرام.

               وفي الأخير يمكن القول بأن أنصار هذه النظرية يرون أن السلوك الإجرامي ينشأ حين تتعدد الثقافات وتتضارب التأثيرات الاجتماعية على الفرد، أي عندما يقوم الصراع بين قواعد القانون الجنائي وبين قواعد السلوك التي تختص بها كل جماعة إنسانية. (محمد عبد الله الوريكات، 2009، ص 108-109)

       

      3-النظريات النفسية المفسرة للسلوك الإجرامي:

      تتفق النظريات النفسية في اعتقاد أساسي مفاده أن السلوك الإجرامي نتاج لبعض سمات الشخصية الفريدة للمجرم. وفيما يلي سنعرض نماذج من النظريات النفسية التي فسرت السلوك الإجرامي.

      3-1-أنماط التفكير الإجرامي:

      يرى كل من يوشلسن yochelson وسمناوsamenow أن المجرمين لديهم طريقة مختلفة في التفكير، حيث تحركهم مجموعة فريدة من الأنماط المعرفية التي تبدو بالنسبة لهم منطقية ومتسقة في بنائهم المعرفي، ومع ذلك فهي خاطئة طبقا للتفكير المسؤول. فالشخص المجرم يرى نفسه والعالم المحيط به بطريقة مختلفة عن تلك الطريقة التي يرى بها بقية الأفراد العالم المحيط بهم.

      3-2-اضطراب الشخصية:

      يميل العديد من المنظرين إلى تفسير سبب الجريمة على أنه أحد أشكال اضطراب شخصية المجرم، وهذا التفسير يشكل أساس النظريات التي افترضت الطبيعة المضادة للمجتمع لدى المجرم. وهذا التصور للسيكوباتية له تاريخ طويل من الاهتمام، ولكنه يشير وبوجه عام إلى الأشخاص الذين يقومون ببعض الأنشطة الإجرامية المتكررة. وحديثا تم التركيز على بعض المتغيرات التي تجعل مثل هؤلاء الأشخاص يدخلون في صراع مستمر مع المجتمع مثل سوء عملية التنشئة الاجتماعية وضعف الضمير، فهم غير قادرين على التعلم من خبراتهم السابقة، ولا يشعرون بالذنب أو تأنيب الضمير. كما لاحظ نيتزل Neitzel أنهم أنانيون بصورة كبيرة ويتسمون بالقسوة وغير مسؤولين. (نجيب بوالماين، 2007، ص ص 106-107 

      3-3-نظرية فرويد:

      لم يهدف فرويد بأبحاثه استخلاص نظرية مفسرة للسلوك الإجرامي، بل كل ما هنالك أنه أراد أن يظهر تأثير اضطرابات الجهاز النفسي للإنسان على السلوك البشري عامة ومنه السلوك الإجرامي. ونقطة البدء لدى فرويد هي كشفه أن للنفس البشرية مظاهر ثلاثة، هي:

      * الهو : ويقصد بها مجموعة الغرائز والنزعات والميول الفطرية لدى الفرد التي لا يتقبلها المجتمع بحالها. وهي مستودع الشهوات ومواطن التنازع بين الدوافع والغرائز الموروثة، وهي تنساق وراء اللذة وإشباع الشهوات دون أن تقيم وزناً للقيود الاجتماعية والقيم والمثل المتعارف عليها، وتكمن هذه الميول والنزعات في اللاشعور.

      *الذات المثالية أو الضمير (الأنا الأعلى) : هي التي تضم المبادئ الأخلاقية والمثالية المستقاة من القيم الدينية والقواعد الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية. ويعتبر "الأنا الأعلى" أو ما يعرف بالضمير القوة الرادعة للنزوات والشهوات. 

      *الذات الشعورية أو الأنا: تشمل مجموعة الملكات الفطرية أو الفكرية المستمدة من رغبات النفس بعد تهذيبها بما يتفق مع مقتضيات الحياة الاجتماعية والقيم الأخلاقية. ووظيفة "الأنا" عند فرويد هي محاولة التوفيق بين متطلبات الأنا الأعلى من جهة وبين النزعات الفطرية الغريزية التي تصعد من الهو من جهة أخرى.

      يرجع فرويد في تفسير السلوك الإنساني عامة ومنه السلوك الإجرامي أن هناك صراع بين الذات الدنيا بما تمثله من غرائز ونزعات وميول فطرية، والذات المثالية "الأنا العليا" أو الضمير بما يمثله من قيم مكتسبة ومبادئ سائدة في المجتمع. وهو صراع للذات الشعورية "الأنا" دور فيه يتمثل في محاولة التوفيق بين الرغبات الصادرة عن شهوات الذات الدنيا وبين أوامر الذات المثالية وقيم المجتمع. (محمد شحاتة ربيع، 1994، ص ص 109-111)

      3-4-التفسير السلوكي لأيزنك:

                قدم هانس أيزنك Hans Eyzenck تفسيره للجريمة في إطار نظريته العامة للشخصية الإنسانية والتي يفترض فيها أنه يمكن وصف الشخصية الإنسانية في ضوء ثلاثة أبعاد أساسية مسؤولة عن قدر كبير من التباين في السلوك وهي: الانبساط-الانطواء، والعصابية-الاتزان الوجداني، والذهانية-الواقعية. وأوضح أيزنك أن بعدي الانبساط-الانطواء، والعصابية-الاتزان الوجداني، هما أكثر أبعاد الشخصية استقرارا وقابلية لإعادة الإنتاج لدى عينات متباينة الخصال وثقافات مختلفة. كما افترض أيزنك أن هذه الأبعاد مستقلة عن بعضها البعض، بمعن أن وضع الفرد على بعد الانبساط لا يحدد وضعه على بعد العصابية أو بعد الذهانية، والعكس صحيح. فمن الضروري تقدير درجة كل فرد على كل من هذه الأبعاد بصورة مستقلة بالمقياس الخاص بكل منها. والشكل التالي يوضح استقلال بين بعدي الانبساط والعصابية ومكان المجرمين على البعدين.

                                       

      الانبساط

                                المجرمون

                      العصابية                                      الاتزان الوجداني                              

                       الانطواء

      وطبقا للشكل السابق نجد أن الأشخاص المنطويين يكونون عرضة لحالات المخاوف المرضية وعصاب القلق والوسواس، بينما يكون الانبساطيون عرضة للإصابة بالهستيريا والسيكوباتية أو يصبحون من المجرمين. ويتسم هؤلاء الأشخاص بضعف قدرتهم على تكوين الارتباطات الشرطية وسهولة حدوث الكف لديهم. وهذا ما يجعل من الصعب على هؤلاء الأشخاص تعلم القيم والمعايير الاجتماعية، وإذا تعلموا قليلا منها فسرعان ما يتلاشى ما تعلموه لسهولة حدوث الانطفاء لديهم.

                من الانتقادات التي وجهت لنظرية أيزنك، أنها لم تركز إلا على أصحاب الشخصية السيكوباتية، وهؤلاء لا يمثلون إلا نسبة محدودة من المجرمين.

      4-النظريات النفسية الاجتماعية المفسرة للسلوك الإجرامي:

      تفسر النظريات النفسية الجريمة على أنها سلوك متعلم، يتم اكتسابه من خلال مختلف عمليات التفاعل الاجتماعي. وتحاول التفسيرات النفسية الاجتماعية أن تقف كحلقة وصل بين التفسيرات البيئية للجريمة كما قدمتها النظريات البيئية، وبين التفسيرات الفردية الضيقة للنظريات النفسية والبيولوجية. فهذه الفئة من النظريات تؤكد أهمية العلاقات والتفاعلات المتبادلة بين الناس وبيئتهم الاجتماعية، والتي تفسر لماذا يقدم بعض الأشخاص على ارتكاب السلوك الإجرامي ولا يقدم البعض الآخر.

      ويمكن تصنيف هذه النظريات إلى نظريات الضبط ونظريات التعلم، وذلك على النحو التالي:

      4-1 نظريات الضبط:

          تفترض نظريات الضبط أن دافع الانحراف يكون ساكنا لدى جميع الناس، لذلك نجد أن بعض الناس يمكن أن يسلكوا سلوكا مضادا للمجتمع إذا لم يتعلم أو يتدرب على أن يفعل عكس ذلك. وبعض الناس لا يمكنه تكوين علاقات أو روابط أو صلات مودة مع الناس ذوي التأثير الإيجابي، وفيما يلي عرض لنموذجين من نماذج نظريات الضبط:

      4-1-1 نموذج هايرشي Hirschi:

      يؤكد هايرشي أن هناك أربعة متغيرات للضبط يمثل كل منها رابطة اجتماعية رئيسية، وهي المودة والالتزام والاندماج والاعتقاد. وهذه المتغيرات من شأنها أن تساعد على عدم تفشي الجرائم في المجتمع. ويرتبط الشباب الصغير بالمجتمع بمستويات عديدة، ومن ثم فهم يختلفون فيما بينهم فيما يلي:

      -     الدرجة التي يتأثرون بها بتوقعات وآراء الآخرين

      -     المكافآت التي يحصلون عليها نتيجة لسلوكهم المحافظ

      -     مدى التزامهم بالمعايير السائدة

      4-1-2 نظرية الاحتواء:

      قدمها "ريكلز W.Reckless "الذي افترض انه كلما كان هناك احتواء خارجي كبير في المجتمع (متمثلا في الضبط الاجتماعي) أمكن التحكم في معدل الجرائم. فإذا كان المجتمع متكاملا بصورة جيدة، مع تحديد دقيق للأدوار الاجتماعية، وحدود السلوك، والنظام العائلي الفعال والإشراف وتدعيم الأفعال الإيجابية، فيمكن إذن احتواء انتشار الجرائم. ولكن إذا كانت أساليب الضبط الخارجية هذه ضعيفة أو غير موجودة، فإن الاحتواء الداخلي (ممثلا في القيود الداخلية والأنا الأعلى) يصبح هو المهم في الوقاية من الانزلاق نحو الانحراف والجنوح.

      ويبرز وجود الاحتواء الداخلي الفعال من خلال مجموعة من المؤشرات أهمها قوة الأنا، والقدرة على تحمل الإحباط، ومقاومة التشتت، والقدرة على إيجاد إشباعات بديلة، وخفض التوتر عن طريق التبريرات العقلية المناسبة والاحتفاظ بالمعايير الاجتماعية.

      ورغم محاولة نظرية الضبط أن تقف موقفا وسطا بين الحتمية البيئية والتفسيرات المحدودة للعوامل الشخصية في تفسيرها للسلوك الإجرامي دون افتراض وجود عوامل فطرية وراثية، فإنه يؤخذ عليها (وبالذات نظرية الاحتواء) أنها تفسر جوانب محدودة من السلوك الجانح أو الإجرامي كما يدعى أصحابها.

  • القسم الاول: تعريف الاعاقة و انواعها


  • القسم الثاني

    القسم الثاني: أسباب الإعاقة الذهنية

  • القسم الثالث

    القسم الثالث: تصنيف الاعاقة العقلية

  • القسم الرابع

    القسم الرابع: خصائص المعاقين

  • القسم الخامس

  • نظام الخروج

    اختبار الخروج: يهدف هذا الاختبار لمعرفة ملمح خروج الطالب و قياس تحقيق الاهداف الخاصة و العامة للوحدة