المصطلحات الأساسية لمقياس الاستشراق
- الاستشراق :
يختلف المدلول الاصطلاحي للكلمة بحسب الزاوية التي تُتناوال من جهتها. حدّه عادل الألوسي في تعريف شامل فقال: "الاستشراق هو علم الشرق أو علم (العالم الشرقي)، وكلمة (مستشرق)(Arabist) أو (Orientalist)، بالمعنى العام تُطلق على كل عالم غربيّ يشتغل بدراسة الشرق: لغاته أو آدابه أو حضارته وأديانه"[1]. والاستشراق بحسب إدوارد سعيد هو تلك الصورة الأنطولوجية الأوربية عن (الشرق) الجغرافي. ويعني (الشرق) ذاك الكيان ذو المكانة الخاصة في الخبرة الأوربية، وهو أيضا الموقع الغني بالثروات، والذي مثّل أفضل مستعمرات أوربا، وهو "مصدر حضارتها ولغاتها، ومنافسها الثقافي، وهو يمثّل صورة من أعمق صور الآخر وأكثرها تواترا لدى الأوربيّين. أضف إلى ذلك أن الشرق قد ساعد في تحديد صورة أوربا أو (الغرب) باعتباره الصورة المضادة، والفكرة والشخصية والخبرة المضادة. ومع ذلك فلا يعتبر أيّ جانب من جوانب هذا (الشرق) محض خيال، فالشرق جزء لا يتجزأ من الحضارة المادية والثقافة الأوربية. والاستشراق يعبّر عن هذا ويمثّله ثقافيا، بل وفكريا باعتبار الاستشراق أسلوبا للخطاب، أي للتفكير والكلام، تدعمه مؤسسات استعمارية وأساليب استعمارية"[2].
على أن إدوارد سعيد كسا مصطلح (الاستشراق)مسحته الأكاديمية، فاعتبر أنه:"مبحث أكاديميٌّ، بل إن هذا المفهوم لا يزال مستخدما في عدد من المؤسسات الأكاديمية، فالمستشرق كلُّ من يعمل بالتدريس أوالكتابة أو إجراء البحوث في الانسان أو علم الاجتماع، أو التاريخ، أوفقه اللغة، وسوءا كان ذلك يتصّل بجوانب الشرق العامة أو الخاصة، والاستشراق وصف لهذا العمل"[3].
-الظّاهرة الإستشراقية.
كان للإستشراق دورا كبيرا في الكشف عن التراث الشرقي، الذي ربّما من الصعب أن يكتسي طابعا عالميا إلا بفضله . وقدمرّت الظّاهرة الإستشراقية بمراحل مختلفة .
مدارس الاستشراق : هي المدارس الغربية التي شكلت الظاهرة الإستشراقية فنجد نجيب العقيقي أحصى في كتابه "المستشرقون" عشرين مدرسة، تنتسب إلى عديد الدول نذكر منها: فرنسا ، إيطاليا ، إنجلترا ، إسبانيا ، البرتغال ، النمسا ، ألمانيا.
- مؤلفات تاريخ الأدب العربي: هي هذه الكثرة الكثيرة من كتب تاريخ الأدب العربي التي أُلِّفت في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، إنها عناية خاصة أولاها المستشرقون بهذه المادة النفيسة والمؤثرة في مجال التربية والتعليم، بل وحتى السلوك حيث سارعوا إلى صنع النموذج الذي يظنونه الأفضل بالنسبة لأهدافهم ومآربهم البريئة أو غير البريئة.
الانتحال عند المستشرقين: من أهم الآراء التي ارتبطت بالمستشرقين حول الشعر الجاهلي، هي قضية "الانتحال"، وهي قديمة حديثة، تناولها النقاد القدامي، بيد أن المسلك الذي تم تناولها وفق المنظور الاستشراقي فهو يختلف عن مسلك النقد القديم .
الاستشراق واللغة العربية: تنوع وتعدد اهتمام المستشرقين باللغة العربية من جوانب عديدة ، وغدت إنجازاتهم مراجع أساسية في اللغة والأدب العربي . وهذا ما اعترف به أكثر الباحثين والكتّاب العرب الذين لهم صلة مستمرة بهذه المراجع.
مناهج المستشرقين: تنوعت مناهج المستشرقين حسب الظاهرة التي يدرسونها، منها التاريخي، والتحليلي، والأسقاطي، ومنهج الأثر والتأثر.