العلاقات الاجتماعية حقيقة فطرية سارية منذ القدم، فسم المجتمع العراقي القديم إلى طبقات اجتماعية، كل أسرة تنتمي إلى طبقة معينة تعلو بعضها بعضا من حيث الصيت، القوة والنفوذ، لكل طبقة اهتماماتها هو بين الطبقات المختلفة في التفكير والشعور والميول والأذواق فانتماءه إلى طبقة معينة يطبعه بطابع خاص يحدد أسلوب حياته ولقد تباينت الآراء حول الطبقات التي ظهرت في المجتمع العراقي بسبب اختلاف المواد القانونية الواردة في الشرائع فقط قسموا إلى 3 طبقات حسب المفهوم الاجتماعي والقانوني: قسموا طبقتين على أساس مفهومها الاقتصادي هما:

أ‌-                 طبقة الأحرار:     تتألف من جميع أفراد المجتمع العراقي باستثناء طبقة العبيد، ويمكن أن نميز بين طبقتين من الأحرار هما الطبقة العليا او طبقة الأحرار، والطبقة الوسطى ذات الحرية المفيدة (الموشكينوم). وتتألف الطبقة العليا من القادة والنبلاء، بينما تتألف الطبقة الوسطى من عامة الشعب العمال، وكان الكثير منهم متعلمين وكان بعضهم أعظم ثروة من الطبقة العليا وتعني موشكينوم الفقراء والمساكين في اللغة العربية أما المختصون في الدراسات المسمارية فقد ترجموها بمعنى ''رجل نصف حر'' و الواقع أن هذه الترجمة قريبة للمعنى الحقيقي إلا أن عدم دقتنا في تحديد المعنى الحقيقي لهذه الكلمة جعلنا نعتقد أن المجتمع العراقي كان يتألف من ثلاث طبقات، ومهما يكن الحال ، فقد كانت طبقة الأحرار بفئتيها الغنية والفقيرة وتضم جميع المواطنين من غير الرقيق وكانت تتألف من فئات صغيرة تختلف الواحدة عن الأخرى ببعض الصفات والامتيازات حيث أنها ضمت الطبقة الحاكمة والارستقراطية والكهنة والتجار والصناع والفلاحين والكتبة، وقد ورد في التشريعات تسميات معينة لبعض هذه الفئات وأحكام خاصة لبعض شؤونها، غير أن هذه التشريعات لم تفرق بينهما في فرض العقوبات ولا الجرائم أو تعطيها حقوقا وامتيازات خاصة على حساب الفئات الأخرى، كما لم تفرق بينها في قضايا الأحوال الشخصية من زواج وطلاق ومن هنا فإن الحالة الاقتصادية هي السبب في تصنيف طبقة الأحرار التي تنقسم، إلى قسمين الأوبلو والموشكيتموم في العراق القديم

ب‌-            طبقة العبيد:

     عرفت بلاد الرافدين الرق منذ العصور القديمة وطلق عليهم لفظ ( واردو للعبيد وأمتو للآمة) وتمثل الفئة الدنيا للمجتمع وليس لهم أهمية اقتصادية كبيرة وبدأ يزداد عددهم بازدياد الحروب والمعارك وقد أشارت إحصائيات أن عدد الإناث أكبر من عدد الذكور وكان المجتمع العراقي يحصل على العبيد من مصدرين أساسيين: أحدهما من داخل البلاد والثاني من الخارج، أما المصدر الداخلي فمنشأه أفراد من الطبقة الوسطى للأحرار ومصيرهم إلى الاسترقاق في حالات منها: أن يباع الأطفال بسبب الفقر أو لعدم إمكانية تربيتهم أو يلقى الأطفال غير الشرعيين في الشارع ، أما المصدر الثاني للحصول على العبيد من الخارج فقد كانوا يحصلون على عدد كبير من الأرقاء بطرق كثيرة من بينها أسرى الحروب حيث استفادوا منهم في البناء والأعمال الزراعية وكانت أسعارهم تختلف حسب جنس الرقيق وشكله وكان العبيد من ممتلكات مالكه له الحق بالتصرف به يبيعه بأجره أو يهديه أو يمنحه الحرية ولم ينتسب إلى والده بل إلى اسم مالكه وبالرغم من وضعهم السيئ إلا انه كان لهم بعض الحقوق كالزواج وتكوين عائلة كما كان يحق له في العهود الآشورية: أن يشتري حريته بأمواله التي يجمعها من خلال عمله ويصبح حرا وتشير بعض النصوص المسمارية إلا أن بعض الرقيق وصلوا الى المركز امتلكوا فيه رقيقا يقومون على خدمتهم وراحتهم.

Modifié le: Thursday 23 February 2017, 11:26