مر علم النفس بعدة مراحل نلخصها في ما يلي:

1-             1علم النفس عند اليونان :فرع 1

 يعتبر اليونان هم أول من أشار إلى دراسة النفس ، حيث كان موضوع علم النفس عندهم هو دراسة الروح ، وكانت تفسر الظواهر الغامضة من منظور فلسفي ميتافيزيقي ، وقد اعتبر "سقراط" أن الحقيقة موجودة لدى كل انسان ولا تنكشف هذه الحقيقة إلا بمعرفة الانسان لنفسه تحت شعار "اعرف نفسك بنفسك"لان معرفة النفس هي أساس الفضيلة ، والفضيلة تؤدي إلى السعادة .أما " أفلاطون" تلميذ "سقراط " فقد ركز على المنهج العقلي حيث اعتبر أن الاستدلال والتفكير هما خير موصل للمعرفة واعتبر أن النفس تعيش في عالم المثل والأفكار ولما ارتكبت الخطأ طردت من عالم المثل وبدأت تنتقل من جسد لآخر ، وقد قسم النفس إلى ثلاثة أقسام هي:

  • النفس العاقلة: وتميل الى عالم المثل.
  • النفس الغاضبة : تتجاذبها الاهواء والمنطق فهي في صراع.
  • النفس الشهوانية: عالم الغرائز والشهوات .

أما "أرسطو" فركز على الاستقراء والملاحظة الحسية في تفسير الظواهر و نظر لعلم النفس نظرة علمية ، حيث جعل علم النفس من العلوم الطبيعية وبذا يعد أرسطو المؤسس الاول للمعرفة السيكولوجية وقال أن الانفس ثلاث مستويات هي :

  • النفس النباتية: وظيفتها النمو والتغذية والتوالد.
  • النفس الحيوانية : وأساسها الاحساس والحركة.
  • النفس العاقلة: وظيفتها التعقل والتفكير.(أحمد محمد عبد الخالق،2000، 54- 56)

ومن أبرز مظاهر هذه المرحلة ما يلي :

  • ظهور اعتقادات أولية حول النفس.
  • ظهور المذهب الأرواحي.
  • تشكل معارف تجريبية حول العمليات العقلية (الاحساس والتفكير والإدراك).
  • الاشارة إلى الشعور الداخلي كأسلوب في المعرفة.

 3-2  علم النفس عند المسلمين:فرع 2

بعد ظهور الاسلام ازدهرت الحضارة العربية والإسلامية وقد استفادت من الحضارة اليونانية وتأثر بعض علمائها بها، و من بينهم "الفرابي" حيث اعتبر أن النفس حبيسة الجسد ويتم تطهيرها بالتغاضي عن رغبات الجسم لتصل إلى السعادة والكمال لتحد مع الله ، وقد قسم النفس إلى قسمين قسم موكل بالعمل وقسم موكل بالإدراك ، أما

"ابن سينا" فاعتبر أن النفس لها صلة كبيرة بالجسم واعتبر أن النفس تحكمها مجموعة من القوى ، قوى ظاهرة وقوى باطنية ، فأما الظاهرة فهي الحواس كالسمع والبصر أما الباطنية فهي قوة الادراك .في حين ركز " الغزالي" على دراسة الدوافع الفطرية والمكتسبة وعبر عن هذا بأسباب السلوك وصراع الدوافع ،وتوصل إلى مبدأ أساسي هو : وراء كل سلوك دافع ، كما درس الانفعالات بين اللذة والألم ويعتبر الغزالي أول من أشار الى مفهوم الفروق الفردية من حيث سرعة الاستثارة المختلفة عند الافراد ودورها في الاستجابة نحو المثير.

3-3  علم النفس في عصر النهضة والعصر الحديث: فرع 3

في هذه المرحلة استقل علم النفس عن الفلسفة وذلك على يد العالم الالماني "وليام فونت " سنة 1879 حين أنشأ أول معمل تجريبي لعلم النفس بمدينة "ليبزج" الألمانية حيث بدأ بدراسة الخبرات الشعورية عن طريق الاستبطان أو التأمل الذاتي للفرد ،ولهذا سمي علم النفس في هذه الفترة بعلم الوعي أو الشعور، كما اهتم بدراسة التفكير والتذكر والحواس والانتباه والتخيل والتعلم ، ونتيجة تطور المعارف في مجال فسيولوجيا الجسم وخاصة نشاط الجهاز العصبي وأعضاء الاستقبال والعلوم الطبية وعلم التشريح، هذا التطور انعكس على تطور المعارف في مجال علم النفس فانتقل علم النفس من دراسة الشعور إلى دراسة السلوك وقد تميزت هذه المرحلة بما يلي:

  • ظهور تطور أولي لعلم النفس كعلم مستقل.
  • التعمق في تطبيق طرق تجريبية في علم النفس.
  • تشكل برامج نظرية في علم النفس.
  • ظهور مفهوم الوعي والشعور.
  • ظهور نظريات لتفسير النشاط الانساني مثل النظرية السلوكية كتجارب "بافلوف و واطسن" ونظرية الجشطلت .
  • ظهور الاتجاه الفرويدي واكتشاف اللاشعور.
  • ظهور اتجاهات حديثة كالاتجاه المعرفي وظهور نظرية بياجيه.
  • ظهور المقاييس النفسية .
  • ظهور ميادين عديدة لعلم النفس.(أحمد محمد عبد الخالق،2000، 60- 62)
آخر تعديل: Saturday، 18 February 2017، 2:37 AM