تمهيد :
استقل علم النفس عن الفلسفة عام 1879 على يد العالم الألماني "وليام فونت " حيث بنى أول مخبر لعلم النفس بمدينة لابزيغ الألمانية ، حيث قام بدراسة الخبرات الشعورية وبعض أشكال العمليات المعرفية كالانتباه والذاكرة ، وقد اعتمد المنهج الاستبطاني ، ولهذا يعتبر فونت هو مؤسس علم النفس العام.
ويعتبر علم النفس من أكثر العلوم تعقيدا وغموضا لأنه يختص بدراسة النفس البشرية ، هذه النفس من الصعوبة بمكان معرفة أغوارها ومكنوناتها ، فهي بمثابة لغز حير الكثير من العلماء والباحثين في كشفه من حيث أن هذه النفس البشرية مزيج بين جوانب بيولوجية ونفسية وبيئية ، وفي هذا الاطار فهي كائن يرغب ويفكر، يقدر ويصمم، وينفذ ، يتعلم ويعي ما تعلمه ويحل المشكلات التي تواجهه ....الخ من السلوكات .
- تعريف علم النفس:جزء من محتوى1
1-1 التعريف اللغوي: يعود أصل هذا المفهوم إلى اللغة اليونانية وهو عبارة عن مقطعين هما :المقطع الاول هو (PSYCHE) ويعني الروح أو النفس والمقطع الثاني فهو (LOGOS) ويعني علم أو دراسة ، والأصل اللغوي في اللغة اليونانية هو (PSYCHELOGOS) وترجمت إلى اللغة الانجلزية بكلمة (PSYCHOLOGY) وإلى اللغة الفرنسية (PSYCHOLOGIE) .
1-2 التعريف الاصطلاحي : هو ذلك العلم يدرس سلوك الكائن الانساني ، وقد اختلف العلماء في تحديد مفهوم السلوك ومعناه ، فمنه من يقتصره على النشاط الحركي الظاهر الذي يمكن أن يشاهده أشخاص آخرون ، كالمشي والكلام والأكل,,,,،أو نشاط باطني كالتفكير والانفعال والتذكر...في وسط بيئة يحاول التكيف معها .
ويعتبر هذا التعريف ليس دقيقا إذا ما اعتبرنا أن الحيوان هو أيضا محل الدراسة في علم النفس وبالتالي يعرف علم النفس بأنه:
ذلك العلم الذي يدرس سلوك الكائن العضوي والسلوك هو مختلف الانشطة التي يقوم بها الكائن العضوي .(محمد بني يونس، 2009، 17)
ويعرفه "وليام جيمس" علم النفس: بأنه علم الحياة العقلية .
وعرفه سكنر: هو دراسة علم السلوك الملاحظ.
وعرفه واطسن: هو دراسة الاستجابات القابلة للملاحظة عند الفرد أثناء تفاعله مع البيئة.(يوسف محمود قطامي، 2009، 11)
يتلخص نموذج السلوك في ما يلي:
المنبهات |
كائن عضوي |
الاستجابة |
حركية لفظية انفعالية معرفية الكف عن النشاط |
فيزيائية: (موجات صوت ضوضاء) اجتماعية:سماع مناقشة ،مقابلة فزيولوجية: انخفاض نسبة السكر في الدم...... نفسية: الذكريات ، الاوهام..... |
ملاحظة: من خلال هذا النموذج نستنتج أن السلوكات المختلفة التي تصدر عن الانسان بالخصوص تحكمها مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية فقد تكون بيولوجية أو اجتماعية أو فيزيائية أو نفسية ( شعورية أو لاشعورية) وكل هذه العوامل قابلة للتغير والمرونة وبالتالي تساهم في تغير السلوك حسب شدتها أو ضعفها
2- أهداف علم النفس : جزء من محتوى2
لعلم نفس أربعة أهداف أساسية هي :
2-1 وصف السلوك: جزء 1
هو تقرير شامل عن الظاهرة أو السلوك القابل للملاحظة وبيان علاقته بالسلوكيات الاخرى ، أي جمع الحقائق عن السلوك وإعطاء صورة دقيقة عنه ، أي معرفة الاسباب والدوافع الكامنة وراء السلوك ،وذلك عن طريق استخدام أدوات القياس المختلفة كالملاحظة والاختبارات والمقابلات .
فالأرق المتكرر والصداع العنيف والقلق المستمر يصنف على أنه سلوك عصابي غير سوي.
2-2 تفسير السلوك: جزء 2
يعد وصف السلوك وجمع الحقائق عنه نستطيع تفسيره ، فعن طريق الوصف نتمكن من معرفة العوامل والأسباب الكامنة وراء السلوك ، والتفسير هو عبارة عن فرضية ، أي التفسير المحتمل للظاهرة وبالتالي نحن بحاجة إلى اختبار صحة هذه الفرضية.
مثال : دراسة سلوك التمرد عند الابناء.
الفرضية المحتملة هي : توجد علاقة ارتباطيه بين المعاملة الوالدية السلبية وسلوك التمرد عند الابناء.
2-3 التنبؤ بالسلوك: جزء 3
يؤدي التفسير إلى امكانية التنبؤ بالسلوك ، أي معرفة العلاقة بين المنبه والاستجابة ، وكلما زادت المنبهات انخفضت دقة التنبؤات، والتنبؤ يتطلب مهارة وحكمة يمارسها من لديه الخبرة ، ومن أخضع نفسه إلى تجارب كثيرة فتصبح لديه قدرة على استبصار الأسباب قبل حدوث أو غياب السلوك.(يوسف محمود قطامي ، 2009، 12)
مثال: التنبؤ من العلاقة بين نوع التربية في الطفولة والشخصية في الكبر.
2-4 ضبط السلوك:جزء 4
عالم النفس هنا يحاول التنبؤ بالسلوك على ضوء الظروف المحددة التي تسبقه، وعندما يتوصل إلى ضبط السلوك والتحكم فيه يعني أن عالم النفس قد فهم الشروط المهمة التي يحدث في ضلها السلوك ، وتزداد قدرتنا على التحكم بزيادة قدرتنا على الفهم والتنبؤ كما أنه لا يحدث الا اذا فهمنا الظروف والمتغيرات تحدد حدوث الظاهرة .
ملاحظة: لابد للمتخصص في علم النفس وهو يحاول التنبؤ بالسلوك وضبطه أن يدرس مختلف الجوانب لدى الفرد الذي صدر عنه ذلك السلوك وهذه الجوانب هي:
- البيئية التي قد تسبب السلوك.
- الدوافع البيولوجية والاجتماعية .
- إدراك الفرد لبيئته.
- التعلم وتغيير الفرد سلوكه كي يناسب مطالب البيئة الجديدة.
- تذكر الحوادث السابقة ومدى تأثيرها في ادراك الموقف.
- طريقة الفرد في التفكير وحل المشكلات.(أحمد محمد عبد الخالق، 2000، المنبهات 33)