المحاضرة6
المحاضرة 60 : مدارس علم المصطلح ونظرياته
لقد انتقل اهتمام الغربيين بعلم المصطلح من جهد فردي مبعثر خلال القرن التاسع عشر إلى جهد
منظم تجلت ملامحه مع بداية العقد الثالث من العشرين. وأبرز المدارس المختصة في هذا الشأن:
1 المدرسة الألمانية النمساوية: يعدّ أوجين فوستر الرجل الذي وضع الأساس النظري الذي تستمد منه هذه -
المدرسة أهم مبادئها وتتمثل أهم المبادئ النظرية التي توجه اهتمامها بالبحث المصطلحي فيما يلي:
أولا: اعتبار تحديد المفاهيم وتصنيفها أساس كل عمل مصطلحي.
ثانيا: تخصيص مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد وذلك بالتخلص من الترادف والاشتراك اللفظي وكل ما
يؤدي إلى الغموض أو الالتباس في اللغة العلمية والتقنية.
ثالثا: الانطلاق من المفاهيم والعلاقات القائمة بينها بدلا من الانطلاق من المصطلحات للولوج إلى المفاهيم.
رابعا: اعتماد مبدأ الاقتصاد في اللغة ومراعاة الاستعمال عن وضع المصطلح وذلك حتى يسهل تداولها بين
جمهور المتكلمين.
خامسا: عدم اعتبار السياق العباري للمصطلح أثناء وضع مفهومه أو تحديد خصائصه فالمفهوم مستقل عن
السياق.
سادسا: التسليم بأن الجهد المصطلحي ممارسة تقيسية غايتها تحقيق مطلب التوحيد المصطلحي
سابعا: القول بأن علم المصطلح هو علم منفتح على العلوم المجاورة في بناء مقولاته)علم المنطق اللسانيات - -
علم التصنيف والإحصاء الإعلامية( -
لقد مثلت المدرسة الألمانية النمساوية المهاد النظري المؤسس لعلم المصطلح، فمع ظهور مصنفات
روادها بدا هذا العلم مستقلا بذاته من جهة موضوعه وشروط مقاربته ومناهج النظر فيه.
2 المدرسة السوفيتة: -
ظهرت هذه المدرسة مع بدايات العقد الثالث من القرن المنقضي ومن أهم أعلامها: لوتي، وكتدلكي، ودريزن،
وقد عنيت بالتركيز على جملة من المحاور أهمها:
- التسليم بأن موضوع علم المصطلح ذو طابع لغوي وكل معالجة لا تخرج عن الحيز اللساني.
- ضرورة العناية في كل عمل مصطلحي بتحديد المفاهيم وتعيين ما يناسبها من مصطلحات.
- ضرورة مراعاة الاعتبارات الاجتماعية اللسانية عند القيام بالتوليد المصطلحي.
ومن ثمة فقد بدت هذه المدرسة مركزة على الوجه اللساني للظاهرة المصطلحية، حريصة على وصلها
بالسياق الاجتماعي.
3 المدرسة التشيكوسلوفاكية: تعود بدايات البحث المصطلحي في هذه المدرسة إلى بداية العقد الثالث من -
القرن العشرين وقد كانت محكمة الدفاع عن شرعية استمرار لغتين هما التشيكية والسلافية وأبرز أعلامها:
كيكوريك ودروزد وأهم المسائل التي استأثرت باهتمامها:
العناية بالتوحيد المصطلحي على الصعيد الوطني والدولي. -
التأكيد على خصوصية الوحدة المصطلحية)تمييزها عن الكلمة( وبيان العلاقة الضرورية بين المفهوم والتسمية. -
فتح الوحدة المصطلحية على النص ذلك أن دراسة الوحدات المصطلحية تستوجب في نظر دروزد اعتبار كل -
المظاهر اللسانية الملائمة أي المظاهر الصرفية والمعجمية والتركيبية والجملية والدلالية.
التسليم بأن اللغة العلمية التقنية لغة أحادية الدلالة تتسم بالدقة الدلالية والانتظام المفهومي والحياد الشعوري. -
أسهمت المدرسة التشيكوسلوفاكية في رسم معالم المنهج النصي الذي لا يلغي إمكان تنزيل المصطلح
ضمن سياق النص الذي ينتمي إليه، مما يجعل الوحدة المصطلحية منفتحة على الوحدات اللغوية المجاورة في
إطار علاقات تركيبية مخصوصة يمليها النص فيستثي باستدعاء السياق رفع الالتباسات المفهومية الناتجة عن
الاشتراك والترادف.
4 المدرسة الكندية: ظهرت بداية العقد السادس من القرن الماضي، وقد أفادت مما وضعه أعلام المدارس -
السابقة وأشهر رواد هذه المدرسة روندو وبولنجي وأهم مبادئها:
اعتبار المصطلح وحدة لغوية تتكون من تسمية ومفهوم. -
التفريق بين الكلمات العامة والمصطلحات. -
وصل مبدأ التوحيد المصطلحي بالسياق الاجتماعي اللساني. -
5 المدرسة البريطانية: -
انصرفت إلى التركيز على الظاهرة المصطلحية في بعديها النظري والتطبيقي، فقد اهتمت بالتميز بين
المصطلحات والكلمات العامة، وعنيت بمناهج تعليمية اللغات الخاصة ،كما سعت إلى تطوير شبكات بنوك
المصطلحات.