البعد النظري لتأثير وسائل الإعلام على الجمهور (copie)
يعد التأثير متعدد الأبعاد، فهو ظاهرة بسيكولوجيةترتبط بالحالات النفسية التي يكون عليها الفرد في العملية الاتصالية، لذلك فهي بالغة التعقيد حيث التنبؤ بسلوكات أفراد الجمهورغير متاحة للقائم بالاتصالأثناء تلقيهم للمحتويات الإعلامية، فيما يلي نقدم للطلبة بعض المقاربات التي حاول الدارسون تفسير ظاهرة التأثير من خلالها.
المقاربة الوظيفية: تعد فكرة البناء والوظيفة ليست جديدة، إذ نجد لها آثارا في كتابات الفلاسفة الأوائلخاصة عند تناول علاقة الفرد بالمجتمع ودوره في توازنه وتماسك مكونات النظام وكيفية قيام كل فئة من فئات المجتمع والمشاركين في الهيكل الاجتماعي بإنجاز الأنشطة التي تساهم في تحقيق التناسق الاجتماعي العام، كلها أبعاد تدور حول الوظيفة والبناء، ولعل أهم مساهمة في إرساء قواعد الاتجاه الوظيفي، تعود لروبرت ميرتون، في دراسة تحت عنوان: "الوظائف الظاهرة والوظائف المستترة" ملخصها
المجتمع نظام متكامل، يتكون من أجزاءمترابطة فيما بينها، يفترض أنها تؤدي وظائفلأجل استقرار النظام ككلوبقائه
البناء الاجتماعي الذي يتشكل منه المجتمع، عبارة عن عن مجموعة أنظمة مترابطة بعضها ببعض ومتكاملة في ارتباطها ومتكافئة في وظائفها، مكونةهيكلا متآلفا لنسيج من الارتباطات الرئيسية والفرعية بين هذه الأنظمة وأنساقها وأنماطها ومغطية وظائف المجتمع كافة
مثل هذا المجتمع يميل بشكل طبيعي نحو حالة من التوازن الديناميكي
جميع الأنشطة المتكررة في المجتمع تساهم بعض الشيء في استقراره. بمعنى، أن كل الأشكال القائمة من النماذج، تلعب دورا في الحفاظ على استقرار النظام
بعض الأنشطة المتماثلة والتكررة في المجتمع، لا غنى عنها، على الأقل في استمرار وجوده، أي أن هناك متطلبات أساسية وظيفية تلبي الحاجات الملحة للنظام وبدونها لا يمكن لهذا النظام أن يعيش
كما ألح ميرتون في تحليله الوظيفي على وجوب التفرقة بين الوظائف الظاهرة والوظائف المستترة وذلك لتفادي الخلط بين الأسباب والوظائف، أما الأولى فهي النتائج الموضوعية التي تساعد على توازن النسق وتكيفه، وهي مفهومة ومقبولة من طرف المشاركين في هذا النسق، أما الثانية، فهي تلك الوظائف المجهولة وغير المقبولة من طرف المشاركين
جعل التحليل الوظيفي وبمساهمة العديد من المفكرين والباحثين في عدة مجالات