5. المدرسة الحتمية

Grain1 المدرسة الحتمية :Determinism

 ويطلق على هذه المدرسة كذلك المدرسة البيئية، وهي تعطي الطبيعة الوزن الأكبر  في مجال العلاقة بين البيئة من ناحية  وتنظر هذه المدرسة إلى  الإنسان باعتباره  كائن سلبي تجاه قوى الطبيعة  وهو ومن خلال الحتمية البيئية مسير وليس مخير، ويقوم الفكر الحتمي أو البيئي على مفهوم أساسي  وهو أن الإنسان يتواجد في بيئته  التي تؤثر فيه تأثيرا أكيدا  وممن الضروري ان يتكيف معها  ويعيش في حدود إمكانياتها  وهذا الاعتماد الوثيق يقتضي تدفقا ذا إ تجاه  واحد من البيئة غلى مكوناتها اي ان هناك  حركة  مركزية  جاذبة  من البيئة غلى الكائنات الحية والمجتمعات  الإنسانية 

وتؤكد المدرسة البيئة على ان المنظومة البيئية  هي العامل الوحيد في نشاة  وتشكيل  الثقافة والنظم الإجتماعية  وان الإختلافات القائمة  بين المجتمعات  الإنسانية  مردها غلى الإختلافات المتباينة  في الظروف البيئية والجغرافية   وتذهب هذه المدرسة غلى ان النظم  الثقافية والإجتماعية تنشا  وفقا للتربية  الفيزيقية

ومن رواد هذه المدرسة القدامى  هيبوقراط وأرسطو  فقد ربطا بين المناخ  وطبائع الشعوب  وعاداتهم ، وظهر  الاتجاه الحتمي في مقدمة إبن خلدون  في العصور الوسطى  فقد بين أثار اختلاف البيئات في حياة سكانها  وربط بين المناخ وطبائع الشعوب ، ووصف أثر الهواء في  أخلاق البشر والمناخ في طبائع الشعوب، فالمعمورة من هذا  المنكسف  إنما هي وسط لفرط الحر في الجنوب ، والبرد في الشمال ، فأقاليم الوسط تمتاز باعتدال مناخها  وسكانها أكثر اعتدالا  في اجسامهم وألوانهم  وأخلاقهم ومعاملاتهم ، والبيئة في هذه المناطق أكثر عطاء  وتنوعا في هذا الغطاء  من أراضي الشمال الباردة  والجنوب الشديدة الحرارة . أما المناطق الحارة فيسكنها السود من البشر ، وبيوتهم من الطين والقصب  وأقواتهم من درة وعشب  وملابسهم من أوراق الشجر أو الجلود ، وأكثرهم عرايا من اللباس ، وهم متوحشون  غير مستأنسين ، يأكل بعضهم بعضا  وهم يتسمون بالخفة والطيش والتأخر .

 ووصف إبن خلدون أهل الشمال  بأنهم في تأخر حضاري  وتدهور في البناء الاجتماعي القبلي ،  ويعيشون على  الصيد والرعي   والزراعة البدائية ، أما مجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط فيتسمون بالجرأة والشجاعة  والمعرفة .

والواقع أن ما قررته المدرسة الحتمية  قد ينطبق بشكل كبير  على مختلف اشكال الحياة  النباتية والحيوانية ، ولكنه أقل إنطباقا على الحياة الإنسانية ، فالإنسان أقل الكائنات خضوعا للبيئة ، وكلما تقدم العلم وتطورت التكنولوجيا زادت درجة التحرر من تلك الحتم