6. الأشوريون

هم فرع من الأقوام الآمورية الجزرية التي كانت تقطن أصلاً الجزيرة العربية ثم هاجرت منها الى بوادي الشام وبلاد الرافدين، وذلك في الألف الثالث قبل الميلاد، وقد استوطن الآشوريون المنطقة الشمالية الغربية من بلاد الرافدين في الأراضي الكائنة على جانبي نهر دجلة ومنطقة الزابين الأعلى والأسفل، ويشترك الآشوريون مع البابليين من ناحية الأصول العرقية الواحدة، إذ هم من الأقوام الآمورية وأصحاب هجرة واحدة جاءت بعد الهجرة الآمورية الأولى، كما أن الأشوريين تكلموا باللهجة الآشورية التي انحدرت مع اللهجة البابلية من لغة واحدة وهي اللغة الاكدية، وهنا تكمن في هذين العاملين الهوية الواحدة ما بين الاشوريين والبابليين.

لم تكن حدود الآشوريين ثابتة على الدوام نظراً لتغيرها المستمر نتيجة لتغير الظروف السياسية للدولة الآشورية والدول والبلدان المجاورة لها، على الرغم من وجود الآشوريين في هذه المنطقة يرجع الى العصر الاكدي غير انه لم يقم لهم أي كيان سياسي متميز بهم الا بعد سقوط سلالة أور الثالثة.

اشتهر الآشوريون بالكثير من العلوم والمعارف كأشقائهم البابليين، ومن هذه العلوم التي ابتدعوا فيها، الطب والفلك والجغرافية التي مكنتهم من وضع الخطط الحربية واختيار المواقع الحصينة، كما انهم اشتهروا بالأدب والفنون التي نجدها جلياً في مكتبة اشور بانيبال التي شملت الكثير من المؤلفات والمصنفات العلمية والرسائل والقضايا الادارية والقانونية، وبقى الاشوريون محتفضين بعظمة دولتهم حتى سقوط آشور في عام 612 ق.م على يد الميديين الفرس.