4. البابليون

هم من القبائل الآمورية الجزرية التي دخلت بلاد الرافدين من القسم الشمالي الغربي من (الجزيرة الفراتية)، وسيطرت هذه القبائل على غالبية البلاد وتأثرت بحضارتها وشكلت فيها الكثير من السلالات والممالك التي توحدت تحت زعامة سلالة بابل الاولى 1894-1595 ق. م، التي أسسها الملك الاموري (سومو – أبوم) 1894 – 1881 ق. م، في مدينة بابل التي اتخذها عاصمة له، إذ كانت مدينة ذات أهمية ثانوية، غير أن تواريخ سني الملوك توضح فيها أن سومو-أبوم وخلفاءه اهتموا بنشاطين كان لهما الأثر في تغيير ذلك، وهما دفاعات المدينة، وإجراءات لإنماء وانعاش الزراعة من بناء القنوات وتنظيفها، وقد أصبحت هذه الخطوات أساسا لتوسع بابل فيما بعد.

ان أشهر الملوك البابليين، الملك حمورابي (1792 – 1750 ق. م) الذي حكم بعد ابيه (سين – مبلط)(1812-1793ق.م)  ولم تكن بابل سوى مملكة صغيرة تشمل كل من بابل ومدينتي سبار وكوثا، وقد مارس حمورابي سياسة توظيف الفرص في توسيع دائرة نفوذه في ظل الصراعات القائمة بين الدول المتنفذة، ونجح في مد سلطته الموحدة على بلاد الرافدين وأجزاء واسعة من الشرق الادنى القديم ، وقد بلغت حضارة بلاد الرافدين في هذه المدة اوج عظمتها وازدهارها وعمت اللغة البابلية بلاد الشرق الأدنى القديم قاطبة، كما شهدت حركة أدبية وعلمية تمثلت في تأليف المعاجم والشروح والقواعد اللغوية، وقطعوا أشواطا كبيرة في علم الحيوان والنبات والرياضيات والفلك، فضلاً عن أدب الملاحم والقصص والأساطير التي بدعوا فيها البابليون، وازدهرت التجارة في عهدهم واتسعت اتساعاً لا مثيل له في تأريخ هذه المنطقة، وكانت الإدارة مركزية تحكم البلاد بقانون واحد سنهُ الملك حمورابي لجميع شعوب المنطقة، لكن هذه النجاحات لم تدم في عهد خلفائه طويلاً، إذ دخلت البلاد في مراحل متعددة ما بين سيطرة الاقوام الاجنبية، وما بين سيادة الحكم الوطني الى سقوط بابل على يد الاخمينيين عام 539 ق.م.