1. في مصطلحات تسمية البلاد و السكان

1.2. Numide نوميدي

 ترمز كلمة نوميديا لمنطقة بعينها وسكان نوميديا هم النوميديون ، وهم جيران لقرطاج ، وقد انتشر النوميديون في الاقليم الممتد مابين المور و قرطاجة .

وجدت هذه اللفظة في النصوص اليونانية منذ القرن الخامس ق.م ، إذ نجد هيرودوت (Hérodote) يميز صنفين من الليبيين: الرحل(Nomades)  والمزارعين.

  بعد هيرودوت بكثير نجد كلاّ من بلينوس وسترابون يربطون هذه التسمية بحياة الترحال والرعي فبلينوس يقول : " أن النوميديين سموا بالرحل لأنهم يغيرون أماكن الرعي وكذلك ينقلون منازلهم على العربات"، وخص سترابون شعب الماسيسيل بتسمية النوميد، "

استعمل كتاب الإغريق القدامى لفظ نوماديس أو نوماد كوصف من اللغة الإغريقية يدل على طريقة  في العيش،ورد بهذا المعنى عند هيرودوت ،بلينوس الكبير وسترابون .

 ولكن لفظ  نوماديس أصبح اسما علما يطلق على احد الشعوب أو على مجموعة منها ، فنجده بهذه   الدلالة في تاريخ الحروب البونيقية التي رواها بوليبيوس ،وقبله بكثير نجد أن ديودور الصقلي في   نقله عن احد كتاب أواخر القرن الثالث قد ذكر النوماديس في الحروب التي جرت في  نهاية القرن  الخامس و الرابع ، إلى جانب ديودور نجد كاتب أخر وهو اراتستين عند نهاية القرن الثالث عرف هو أيضا النوماديس بإفريقيا .

 أما الكتاب الرومان فقد استعملوا على خلاف الإغريق صيغة نوميداي التي نجدها عند جستينيان الذي إختصر طروك بومبي بمناسبة ذكره لإحداث وقعت في القرن الخامس  ونجدها عند  سالوستيوس في كتابه عن يوغرطة  ،كما استعملها تيتوس ليفوس في روايته عن الحرب البونيقية الثانية، ولقّب القائد الروماني ميتيلوس بعد انتصاراته على يوغرطة بنوميديكوس.

ويحتمل أن لفظ نوميداي قد استعمله الرومان منذ القرن الثالث أي من العهد الذي جعلتهم حروبهم ضد قرطاجة يتصلون بسكان المنطقة .

والمؤكد هو أن اسم نوماديس  نوميداي، قد أطلقه كتاب متعددون على جميع سكان شمال إفريقيا حيث شملت تسمية النوميد الموريين و الجيتوليين باستثناء سكان المنطقة البونيقية ،ثم سكان الولاية الرومانية، فديودور الصقلي نقلا عن تيمي يقول إنّ النوميديين كانوا في نهاية القرن الرابع ق.م يشغلون قسما كبيرا جدا من ليبيا حتى الصحراء، واعتبر كل من بوليبيوس وتيتوس ليفيوس الموريين  كفئة من النوميديين.

كما نجد ارتيميدور (Artémidore) من القرن الثاني ق.م يعتبر الليبيين الذين يسكنون بجوار أعمدة هرقل نوميديين ،وكذلك حنيبعل في ﺃحد النقوش باللغة الإغريقية يصف الموريين بانهم نوميديين.

 فإن الإغريق أولوها تعسفا إلى ما يترادف في آدابهم حياة الرحال وعدم الاستقرار، ومع ذلك يبقى هذان الاسمان مدينان للإغريق وللرومان بالانتشار المتغير حسب حدود الولايات