تقع بلاد المغرب شمال القارة الافريقية يحدها من الشمال البحر المتوسط و من الجنوب الصحراء الكبرى ومن الغرب المحيط الاطلسي ومن الشرق مصر.
تتميز تضاريس بلاد المغرب القديم بوجود نسبة كبيرة من المرتفعات فهي تبدو في نظر البعض في شكل رباعي الاضلاع غير منتظم ، حيث تمتد الجبال شمالا الى البحر ،يتجاوز ارتفاعها 2000م و غربا إلى المحيط و جنوبا الى الصحراء، هذه الجبال التي تعرف باسم الاطلس ، اما السهول فهي ضيقة نسبيا وتمتدعلى طول السواحل حيث نجد سهول مجردة و السهول الساحلية الشرقية في تونس، و السهول الساحلية الغربية في المغرب الاقصى و السهول العليا الجزائرية- المغربية التي تظهر في شكل احواض مغلقة ، فموقعها بين خطي عرض 18-38شمالا جعلها تخضع لتأثير البحر و المحيط و الصحراء، أن انتشار الكتل الجبلية مقارنة بالتضاريس الاخرى السهول و الوديان الدائمة ادى ببعض الباحثين امثال غوتييه و جوليان الى اضفاء صفة العجز على البلاد المغاربية او ما يعرف باللعنة الجغرافية و المتمثلة في نظرهم في صعوبة المواصلات و انعدام الاودية وعدم صلاحية الانهار وعداء البحر وقلة الاراضي .
ستنشأ الممالك الوطنية في مثل هذه البيئة الطبيعية ’وان لم تكن هذه الخاصيات الجغرافية سببا مباشرا في التطور التاريخي فإنها ستساهم فيه، و المؤكد ان الموقع الجغرافي لبلاد المغرب القديم كان أساس قيام ديناميكية التواصل و التفاعل مع مختلف الحضارات، فقد كانت بلاد المغرب بفعل موقعها هذا عرضة لتأثيرات الأحداث المتوسطية الكبرى التي شهدها العالم القديم.