1. ماهية اقتصاد المعرفة

فيديو يوضح تطور التكنولوجيا وبروز اقتصاد المعرفة

1- تعريف اقتصاد المعرفة: لقد عملت تكنولوجيا المعلومات على نقل المجتمعات عبر الزمن إلى عصر انفجار المعلومات وبروز المعرفة الجديدة وخاصة في مجال الخدمات الالكترونية حيث استطاعت تكنولوجيا المعلومات أن توجد ما يطلق عليه حالياً (اقتصاد المعلومات Information Economic ) الذي أنهى الاقتصاد الذي يعتمد على الصناعة ، لأن المعرفة وليست الصناعة هي مفتاح النمو الاقتصادي في العصر الحديث ، وأصبحت ( المعرفة Knowledge ) من أهم الموارد لأي نشاط اقتصادي وأن تدفق المعرفة هو العامل الأهم لنجاح هذا النشاط والاستمرار فيه .

   ويمكن أن نشير إلى أبسط وأوضح تعريف للمعرفة إلى أنها المرحلة الأخيرة من مراحل تحول البيانات إلى معلومات وتحول هذه المعلومات إلى معرفة من خلال توافر بيئة معرفية محيطة بهذا التحول مع ضرورة وجود ترابط أو علاقة عضوية متداخلة بين البيانات والمعلومات والمعرفة .

   ومن هنا تبنى أهمية (اقتصاد المعرفة – KE ) والذي بدأ ينال اهتمام علماء الاقتصاد لتغير جميع النظريات السائدة والتي يتعذر بواسطتها فهم دور المعلومات والمعرفة ، ولكي يتسنى لنا الاستفادة عن ما ينتج من ظهور هذا المورد الجديد وآفاقه المستقبلية ، وكانت أول دراسة (لاقتصاد المعرفة – KE) للاقتصادي -
Fritz Machlup ) واقتصاد المعرفة – هو فرع من العلوم الأساسية يهتم بانتاج وصناعة المعرفة بالبحث والتطوير وعدد براءات الاختراع وبالتالي فأن الاقتصاد المعرفي يهتم بـ:

 1- انتاج المعرفة          ابتكار واكتساب ونشر واستعمال وتخزين المعرفة

2- صناعة المعرفة        التدريب والتأهيل والمؤتمرات والكتابة والبحث والتطوير هي صناعات معرفية .

   هذا ما يؤكد عليه الاقتصادي (روبرت سولو) حيث يشير إلى أن أهم عامل للنمو الاقتصادي هو ابتكار ونشر المعرفة الحالية وانتاج ونشر معارف جديدة ويقول بأن (50%) من النمو الاقتصادي يتعلق بالمعرفة (34%) منها يعزي إلى نمو معارف جديدة يضاف إليها (16%) من النمو الاقتصادي ينتج عن الاستثمار في رأس المال الإنساني من خلال التعليم .

   وبذلك يكون الاقتصاد المبني على المعرفة هو الاقتصاد الذي يدرك أهمية المعرفة والتكنولوجيا ويعمل ويهتم بتطبيقها في النشاطات الاقتصادية وحتى الاجتماعية ، والاستفادة من الترابط بين تكنولوجيا المعلومات ومختلف القطاعات ليصبح الاقتصاد مبنياً على المعرفة والتعليم .

فيديو يوضح ماهية اقتصاد المعرفة 

1- أهم سمات وخصائص اقتصاد المعرفة :

   كما ذكرنا سابقاً أن المعلومات والمعرفة هي من الملامح الأساسية لاقتصاد المعرفة باعتبارها من أهم الموارد الاقتصادية الحديثة وتحاول المنظمات والدول الاستفادة منهما لأستدامة النمو الاقتصادي ومن أهم سمات الاقتصاد الجديد :-

1 – التجارة الالكترونية : E – Commerce

   باختصار يشير مفهوم التجارة الالكترونية إلى مجمل عمليات البيع والشراء والتسويق والخدمات المختلفة للسلع والمنتجات والخدمات المتنوعة عبر شبكة معلوماتية حاسوبية هائلة ، والإطار العام للتجارة الالكترونية (E- C) يتمثل من خلال القيام بالنشاطات التجارية الاقتصادية المختلفة باستخدام الوسائل الالكترونية الحديثة ، أي الانترنيت ، الحواسيب … الخ ، وهكذا سيتم التعامل المصرفي وخدمات الزبائن والاعلانات وكل ما يتعلق بخدمات البيع والشراء بوسائل تقنية الكترونية حديثة وهذا يتطلب قدرات عقلية تتميز بمستويات عالية معتمدة على المعرفة وكيفية تطويرها .

2 – الزبائنية : Consumerisim

   هو ما يحفظ حق الزبون في (النوعية والامان) وفي جميع مجالات الخدمات العامة والمنتجات السلعية وهذه أهم مميزات مجتمعنا المعرفي الجديد الذي يعتمد على اقتصاد المعرفة وذا خصوصية البحث عن الاستثمار في رأس المال المعرفي لانتاج وأبتكار أشياء جديدة تلبي دائماً وأبداً رغبات الزبائن .

3 – العولمة : Globalization

   وهي الظاهرة التي حولت اقتصاد العالم إلى سوق اقتصادية واحدة ، وبدأت أدوات العولمة وأذرعها المهمة في إزالة العوائق والحدود على كافة المستويات والوصول إلى أوسع مدى من خلال تطور التكنولوجبا خاصة في مجال المعلومات والاتصالات ، وهكذا أوجد الانترنيت اقتصاداً عالمياً بلا حدود يعمل على مدار الساعة .

4 – الخدمات الذاتية : Self Services

   إن من أفضل الوسائل لخدمة الزبائن والأكثر جدوى هي تطبيقات (الخدمة الذاتية S- S) مثل أنظمة الأستجابة الضوئية والشبكات العنكبوتية والتي يستطيع الزبون من خلالها تقديم الخدمة لنفسه .

5 – قلة الكادر والمهارة : Skill – Staff Shortage

   إن من أهم ميزات اقتصادنا المعرفي الحديث اقتصاد المعلومات IE هي قلة الكوادر المحلية والمواهب والطاقات المؤهلة للوظائف الشاغرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات هو القطاع الأهم في اقتصادنا المعاصر .

 -هو التحول من اقتصاد ومجتمع صناعي تقليدي إلى اقتصاد حديث معرفي حيث المعلومات أكثر اتساعا وتنوعا وتشكل القوة الدافعة والمسيطرة.

-الاقتصاد الذي تستخدم فيه المعلومات بكثافة كموجه للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وهو الاقتصاد الذي يعتمد أساسا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري، وكسلعة إستراتيجية وكخدمة وكمصدر للدخل القومي، وكمجال للقوى العاملة.بعبارة أخرى يمكن القول أن اقتصاد المعرفة هو الاقتصاد الذي يلعب فيه تحقيق واستثمار المعرفة دورا أساسيا في خلق الثروة فالثروة في الحقبة الصناعية تم تحقيقها باستخدام الآلات والطاقة.

 2-خصائص اقتصاد المعرفة: يرى كالبريث أن خصائص اقتصاد المعرفة هي:

1-العالمية: لم يعد سوق العمل محصورا داخل بلد بعينه، فقد أوجدت الانترنت اقتصادا بلا حدود وأصبحت الدول الناهضة للتو تتحدى العمالقة الصناعيين في الوصول إلى المستهلكين، والحصول على حصة من السوق في كل مكان في العالم.

-التكيف الموسع لموافقة رغبات الزبائن: إن الميزة التنافسية في الاقتصاد القائم على المعرفة تكمن في تحديد خصوصية كل مستهلك، والبحث عن إنتاج أشياء جيدة وخدمات مصممة خصيصا لاحتياجات ورغبات خاصة لدى المستهلكين.

2-نقص الكوادر والمهارات: مما يثير الاهتمام في ضوء النمو الاقتصادي الحالي أن العديد من الوظائف لا تجد من يملؤها، ولعل قطاع تقنية المعلومات هو القطاع الأكبر الذي يصارع لإيجاد المواهب والطاقات.

3-التركيز على خدمة المستهلك: أصبح المستهلكون أصحاب القرار والرأي.

4-التجارة الالكترونية: كلما تزايد عدد مستخدمي الانترنت أصبحت التجارة الإلكترونية أكثر رسوخا.

3-متطلبات اقتصاد المعرفة:هناك مجموعة من متطلبات اقتصاد المعرفة سيتم توضيحها فيما يلي:

-الاعتراف بالمعرفة ورأس المال المعرفي كموجودات جوهرية وأكثر أهمية من الموجودات المادية الملموسة.

-وجود هياكل تنظيمية ونماذج وأنماط إدارية جديدة واستبدال الوحدات المركزية واللامركزية بوحدات معرفية مستقلة.

-الإنتاج المتميز والمتنوع للسلع والخدمات.

-مواجهة الأزمات الاقتصادية كأولوية حاسمة وتفضيلها على خيارات التحسين أو التعديل والإصلاحات التدريجية الروتينية.

-التركيز على مهارات وقدرات وخبرات الموارد البشرية.

-تكاملية النظرة لدى الزبائن والمجهزين والمساهمين والمستخدمين وضرورة دمجها بمصالح مشتركة.

-الاهتمام بالمواهب البشرية أو رأس المال الفكري المتنوع معرفيا.

-بناء واعتماد نظم حوافز ومكافآة جديدة تركز على توليد معرفة جديدة وتكون بديلا عن النظام التقليدي المعتمد على العمولة.

-إقامة بيئة تنظيمية تعتمد على نشر المعرفة والمشاركة بها.

وأخيرا يتوقف استثمار المعرفة في النظم المؤسسية على قدرتها على توجيه المعلومات المناسبة إلى الأفراد المناسبين والمحتاجين إليها في الوقت المناسب والظروف المناسبة.

فيديو يوضح خصائص اقتصاد المعرفة