1. الاختصاصات الممهّدة لعلوم التربية

 علم النفس    

مثل علم النفس إحدى المرجعيات الأساسيّة التي اعتمدها المربون والبيداغوجيون لتطوير الممارسة  

التعليميّة وللتفكير في الاشكاليات المرتبطة بالتعليم.

يُردّ هذا الارتباط إلى ثلاث فرضيات :

1-  منذ  نهاية القرن التاسع عشر قطع علم النفس نظريا مع المقولات والأطروحات الفلسفيّة ومنهجيا                      

مع الطريقة الاستبطانية ليؤسس استقلاليته باعتباره مجالا معرفيا يدرس تصرفات الأفراد وأنماط

سلوكهم بطريقة علميّة عبر مقاربة الوقائع الميدانيّة القابلة للملاحظة والقياس     

2-  تجتمع التربيّة مع علم النفس والبيداغوجيا في موضوع البحث باعتبارها تندرج ضمن الاهتمامات                                     

المعرفيّة المتعلّقة بتصرفات الأفراد وبتغير أنماط سلوكهم وبأساليب تعاملهم مع محيطهم  .

3- تمثل النتائج التي توصل إليها علم النفس قاعدة موضوعيّة لبناء المعرفة في المجال التربوي          

و تواصل اهتمام علماء النفس بخصائص المتعلّمين بحثا عن أرضيّة علميّة تتأسس عليها الممارسة        

التربوية وتحسن مردودها وتساعد على انتشار التعليم النظامي..

  البيداغوجيا      

ساعدت  البيداغوجيا باعتبارها نظرية علمية على بروز أفكار جديدة في تطور الفعل التربوي وتوجهه و

اعتبرت إطارا نظريا مناسبا لتصور رؤى جديدة وصيغ من الممارسة التعليمية المستحدثة و ساهمت،

باعتبارها نظرية علمية، في ايجاد نماذج تعليمية وأطر للعمل التربوي وحلولا لمشكلاته لتجويد الممارسة

المدرسية

يقول دوركايم " ما البيداغوجيا سوى التفكير المطبق بأكثر منهجية ممكنة على مواضيع التربية بهدف

ضبط تطورها".       

  علم التربية   

يهتم علم التربيّة بموضوعين :

نشأة الأنظمة التربوية وتطورها واشتغالها للخروج بنمطية تصف الأنظمة بعد تحديد خصائصها

ونشأتها وتطورها وربطها بالمجتمعات التي تنتسب إليها. كما يستهدف هذا العلم تحليل اشتغال هذه

الأنظمة وسيرها ليستخرج القوانين التي تفسر تطورها والأسباب الكامنة وراء ذلك وما تبعها من نتائج.

يجمع علم التربيّة، حسب مقاربة دوركايم للأنساق التربوية، بين الصبغة التاريخية المؤسسيّة

والصيغة الاجتماعيّة

بين دوركايم أن التربية تتوافق في بعض الأسس النظرية مع البيداغوجيا غير أن التربية

تتضمن الشروط التي تجعل منها موضوعا قابلا للمعالجة العلمية ومجالا تطبق فيه المنهجيات العلمية

الاحصائيّة والاستقرائيّة التي تفضي إلى التعميمات والقوانين المفسرة للظاهرة التربوية.  

1-4 علم الإجتماع    جزء

بين دوركايم أن التربية باعتبارها جملة من الأفعال و العادات لها نفس الطبيعة تخص بها الوقائع الإجتماعية

الأخرى

استفادت التربية من علم الاجتماع منذ السنوات الخمسين

خلاصة 

خلاصة القول أن مقاربات علم النفس والبيداغوجيا وعلم الاجتماع رغم ما قدمته من اسهامات

ساعدت على فهم الظواهر التربوية وتحليلها من منظور علمي غير أنّها لم تتوصل إلى إدماج مختلف

التساؤلات والمعطيات في اشكالية مشتركة وذلك لأن كل مقاربة سعت إلى تفضيل عوامل معينة دون

أخرى اعتبرت محدّدة دون سواها في تفسير الظاهرة التربوية وفي معالجتها

مثلت علوم التربية البديل العلمي والمنهجي التنظيمي الذي بإمكانه تجاوز حدود كل من البيداغوجيا

وعلم النفس وعلم الاجتماع