4. فعالية الجماعات:

لقد كانت مسألة فعالية الجماعات تحتل مركز اهتمام أبحاث علم النفس الاجتماعي الأساسي،وخاصة مقارنة إنجازات الجماعات وإنجازات الأفراد،والإجابة على السؤال التالي : هل الأشخاص الكثر يكون لهم وزن أحسن من الفرد الواحد ؟،هذا السؤال الذي تم تناوله من قبل Moscovici et Paicheler (1973) يضعنا أمام نتائج متناقضة،هذه التناقضات توصلنا إلى التعرف على صعوبة إعطاء إجابة بسيطة لمسألة مقارنة الفعالية بين الأفراد والجماعات.وقد اعتقد Steiner(1972) نقلا عن Guimond(1994)    أن الأمر ،في الواقع،يرجع إلى المهمة،وهو يحدد أربعة أنواع من المهام :

  • -المهام المكملة:بمعنى أن إنجاز كل عضو هو عبارة عن إضافة ،وبالتالي فإن نتيجة الجماعة تمثل مجموع نتائج كل عضو داخل الجماعة.فمثلا إذا أردنا ملء شاحنة بالرمل فإن إنجاز الجماعة يكون أكبر وأفضل ،بينما الإنجاز الفردي لذات المهمة يكون فيه نقص.وفي الوضعيات الجماعية يميل الأفراد إلى تخفيض إنتاجهم من خلال الاختباء وراء الجماعة.
  • -المهام المشتركة :حيث كل أعضاء الجماعة تكون لهم نفس الوظيفة ،غير أن مساهمة كل عضو تتوقف على مساهمة الآخرين.في هذه الظروف،مردود الجماعة لا يمكنه أن يتجاوز مردود العضو الأقل إنتاجا ،مثلا بالنسبة لمتسلقي الجبال ،فإن تقدم الجماعة يتوقف على إنجاز أضعف عضو في الفريق.
  • -المهام المنفصلة :هذه المهام تتميز بأن نجاح الجماعة يتحقق عند نجاح عضو من أعضائها،بمعنى أن مردود الجماعة يتوقف على عضو واحد،وهذه المرة،وعلى العكس من الوضعية السابقة لأن الأمر يتعلق بالعضو الأكثر إنجازا.إذن،فمردود الجماعة يساوي مردود العضو الأفضل والأحسن داخل الجماعة.
  • -المهام التقديرية :وهي المهام التي يقوم فيها أعضاء الجماعة بتنسيق جهودهم ،إضافة إلى وجود العديد من الطرائق الممكنة.في هذه الحالة،يرىGuimond (1994) أن الكيفية التي تم بها تقسيم وتنسيق الجهود هي التي تحدد نتيجة الجماعة.
  • والأبحاث التي أجريت في إطار السياق التنظيمي قدمت دعما كبيرا لتحديد معايير الفعالية،وكذا كشف عوامل نجاح الفرق في نشاطهم.(Claude louche,2012,144)