2. الاتجاهات النظرية وتطبيقاتها في المنظمات

2.1. نموذج التوحد الاجتماعي

وتمثل هذه الفئة من النظريات أحد الاتجاهات النظرية والبحثية الحديثة للاهتمام بأشكال السلوك المختلفة بين الجماعات، وقد وضع ملامحها وصاغها بشكل عام Tajfel خلال السنوات 1974، 1981 و1988، وكانت اهتماماته في البداية تدور حول موضوع إدراك الأشخاص والتحيز والعلاقات بين الجماعات

وتؤكد هذه النظريات أهمية الدور الذي تؤديه العمليات المعرفية في تحديد أفكار الأفراد عن الجماعات الداخلية (جماعة الانتماء) والجماعات الخارجية الموجودة في المجتمع، ومن بين هذه النظريات نجد نظرية التصنيف إلى فئات وهي تفترض أن العمليات الإدراكية للعالم الفيزيقي يمكن تطبيقها على الفئات الاجتماعية وأعضائها، بحيث تضفي مجموعة من القوالب النمطية على كل فئة من الفئات، أي أن القوالب النمطية تنشأ أثناء قيامنا بعملية التصنيف إلى فئات، وهذه القوالب النمطية تنشأ أثناء قيامنا بعملية التصنيف إلى فئات، وهذه القوالب النمطية تساعدنا على مواجهة مواقف التفاعل الاجتماعي مع الجماعات الأخرى، وذلك إذا تحولت الفروق الغامضة في الخصائص بين الجماعات إلى فروق واضحة. (معتز سيد عبد الله، عبد اللطيف محمد خليفة، 2001، 444- 445)

كما يعتمد إدراكنا لطبيعة الجماعة التي ننتمي إليها على مقارنتها بجماعة أخرى مغايرة لها. كما نسعى إلى صيانة وحفظ وإبراز الفروق القائمة بيننا وبين الجماعات الأخرى من خلال طريقتنا في التفكير والنظر إلى الجماعات الأخرى والتصرف نحوها. ومن هذه الأساليب زيادة الفروق بين الجماعات، وتفضيل جماعتنا دائما على الجماعة الأخرى، ونمتنع عن رؤية مشاكلها أو أخطائها ونتنافس مع أعضائها. وعليه يتأثر تقديرها لذاتنا، نتيجة هذه الإجراءات بنجاح جماعتنا أو فشلها. (فارس حلمي، 2012، 65)

ونموذج التوحد الاجتماعي حسب (2012) Claude Louche يسمح بشرح ظاهرة معروفة جيدا في المؤسسات والتي تتمثل في وجود شكلين هامين من التجمع وهما التجمع على أساس الوظيفة، والتجمع على أساس السوق

في التجمع على أساس الوظيفة تظهر الصراعات بين الهياكل الموجودة بالمؤسسة انطلاقا من التخصصات،

هذه الصراعات يمكن تفسيرها بالرجوع إلى الهوية الاجتماعية، إذن فالهوية الاجتماعية الإيجابية تم الحصول عليها في إطار علاقة بمجموعات أخرى. كذلك، مصلحة الصيانة لها صورة سلبية على الإنتاج، والعكس صحيح بالنسبة للتجمع في إطار السوق. يتم تحصيل الهوية الاجتماعية الإيجابية من خلال مقارنة جماعته الخاصة والتي هي في السوق بجماعة أخرى التي هي متواجدة في سوق أخرى. أو أن هاتين الجماعتين ليستا في تفاعل على مستوى المهام في ظل هذه الظروف، العلاقات التي تكون عرضيا سلبية لا يكون لها أي تأثير على تحقيق الهوية الاجتماعية الإيجابية. والعكس صحيح عندما يتعلق الأمر بمنظمة في إطار الوظيفة، فإن الجماعات تكون في وضعية تبعية، وبالتالي، فإن عملية البحث عن الهويات الاجتماعية الإيجابية من طرف كل مصلحة تؤثر سلبا على التفاعلات. الصراعات المعروفة بكثرة بين الإنتاج والصيانة يمكنها أن تستند إلى قواعد نفسية حتى لو تعلق الأمر بالصراعات الموضوعية حول اهتمام أو مصلحة. (Claude Louche, 2012, 140- 141