المحاضرة: مفهوم التسويق الإلكترني

المحاضرة

قبل أن نحدد مفهوم التسويق الإلكتروني يجب أن نفرق بين التسويق الإلكتروني e-marketing والتسوق الإلكتروني e- shoping حيث يحدث الخلط بين المفهومين في الكثير من الأحيان، وهناك من يسميه أيضا التسويق عبر الويب (web marketing). لكن هناك من يرى أن e-marketing أوسع من webmarketing و cybermarketing. فالتسوق الإلكتروني هي عملية تصفح لصفحات الويب المتخصصة في بيع مختلف السلع والخدمات عبر ما يعرف بالمتاجر الإلكترونية من أجل اقتناء بعض حاجيات يمكن أن تكلل بعملية بيع وشراء كاملة الأركان، ولكن بشكل افتراضي عن طريق الدفع الإلكتروني الذي يتم بواسطة المقاصة الإلكتروني la télécompensation باستخدام بطاقات الإئتمان على الأرضيات الآمنة المخصصة لهذا الغرض في كثير من المواقع الإلكترونية. وثمة مسألة أخرى وهو أن التسوق الإلكتروني يكون من جهة المستهلك أما التسويق الإلكتروني يكون من جهة المؤسسةالمسوقة للمنتجات عبر النت[1]. إذن فالتسوق في هذه الحالة واضح يتمثل في سلوك تصفح صفحات الويب من أجل إقتناء السلع والخدمات التي تعرضها المنظمات عبر مواقعها الإلكترونية ويكون الفعل إلكتروني بامتياز عدا التسليم الذي يمكن أن يكون مادي ولامادي.

ويصنف التسويق الإلكتروني ضمن المفاهيم الجديدة في مجال التسويق كنتيجة للتحول الذي حدث في هذا المجال بفعل متغير تكنولوجيات الإعلام والاتصال. والملفت للانتباه أن هذا المفهوم يعتريه التباس ويرجع السبب في ذلك إلى الاعتقاد بأن التسويق لا يتم إلا عبر الانترنت؛ ولتجاوز ذلك يجب التأكيد على ثلاث حقائق من أجل بناء هذا المفهوم:[2]

- تتم عمليات التسويق الإلكتروني ووظائفه عبر التقنيات الرقمية كافة مثل الانترنت، شبكات الاكسترانت والانترانت، وجهاز النقال، وعبر وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية كافة.

- إن التسوق الإلكتروني (e-shopping) لا تعني التسويق الإلكتروني؛ فالأول يعني البيع والشراء عبر التقنيات الرقمية والتي يمثل الإنترنت أبرزها، بينما يشتمل التسويق الإلكتروني على كل العمليات التي تسبق العملية الإنتاجية وأثناءها وبعد الحصول على السلع والخدمات، وعليه فالتسوق الإلكتروني جزء منها مثله مثل التسويق عبر الانترنت.

- هناك من يعتقد أن التجارة الإلكترونية هي تسويق إلكتروني وهذا غير صحيح؛ فالتجارة الإلكترونية هي أقرب إلى المتاجرة (trading) منه إلى التسويق الذي هو في النهاية فلسفة إرشادية لوظائف المؤسسة كافة، ولا يقتصر على عملية البيع والشراء.

وعلى هذا الأساس فإن التسويق الإلكتروني هو: " الاستخدام الأمثل للتقنيات الرقمية، بما في ذلك تقنيات المعلومات والاتصالات لتفعيل إنتاجية التسويق وعملياته المتمثلة في الوظائف التنظيمية والعمليات والنشاطات الموجهة لتحديد حاجات الأسواق المستهدفة وتقديم السلع والخدمات إلى العملاء وذوي المصلحة في المنظمة"[3].

كما يعرف كذلك على أنه مفهوم واسع متكامل يغطي الإعلان والتواصل مع الزبون، وتعزيز المكانة التجارية للمنظمة من أجل لفت نظر الزبون وكسبه والاحتفاظ به ولأطول مدة ممكنة [4]. ويعبر كذلك عن مجموعة الأنشطة التسويقية التي تعتمد على الوسائط الإلكترونية وشبكات الحاسبات الآلية والإنترنت[5].

والتسويق الإلكتروني هو:" استخدام إمكانيات شبكة الإنترنت وشبكات الاتصال المختلفة والوسائط المتعددة في تحقيق الأهداف التسويقية مع ما يترتب على ذلك من مزايا جديدة وإمكانيات عديدة"[6].

ويرى Coviello,et al: "أن التسويق الإلكتروني هواستخدام الإنترنت وغيرها من الوسائل التفاعلية لبناء حوار بين المنظمة ومستهلكين معينين"[7].

وعرفته الجمعية الأمريكية للتسويق أنه:"وظيفة تنظيمية ويمثل مجموعة من العمليات التي تهدف تحقيق الاتصال وتسليم القمية إلى الزبون وإدارة علاقة الزبون بالطرق التي تحقق المنافع والأهداف للمنظمة وأصحاب الحصص والتي تتم من خلال الأدوات والوسائل الإلكترونية"[8]

ومن خلال قراءة متأنية لمختلف هذه التعريف والظاهر أنها متقاربة فيما بينها إلى حد ما؛ حيث تكررت فيها عناصر محددة لنشاط التسويق الإلكتروني وتمثلت في:

- أن التسويق الإلكتروني هو نشاط تقليدي للمؤسسة من أجل الاستجابة لرغبات الأفراد وتلبية حاجاتهم المختلفة من خلال أهدافها وتطلعاتها.

- أن التسويق الإلكتروني ماهو في النهاية إلى تسخير لجملة الوسائط الإلكترونية والرقمية(تكنولوجيات الإعلام والاتصال) من أجل تحقيق مكاسب للمنظمة.

- أن التسويق الإلكتروني أصبح في الوقت الراهن مرتبط أكثر بما يعرف بالشكبة العالمية للمعلومات( الأنترنت) ومختلف خياراتها وتطبيقاتها واتسغلالها في مجال التسويق.

[1] - علي عبدالرضا علي، وشفيق إبراهيم حداد، المخاطر المدركة وانعكاساتها في درجة تبني الزبون لتكنولوجيا التسوق عبر الإنترنت: دراسة ميدانية في البيئة الأردنية لخدمة التسوق عبر الإنترنت، مجلة كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، عمان، 2008، ص93.

[2] - بشير علاق، التسويق الإلكتروني، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، 2010، ص16.

[3] - المرجع نفسه، ص17.

[4] - منذر خضر يعقوب، الاتجاهات الحديثة في التسويق الحديث، الدار النموذجية للطباعة والنشر، بيروت، 2011، ص 145.

[5] - طارق طه، التسويق بالأنترنت والتجارة الإلكترونية، دار الفكر الجامعي، الإسكندرية، 2008، ص601.

[6] - عبد الله فرغلي علي موسي، تكنولوجيا المعلومات ودورها في التسويق التقليدي والإلكتروني، إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع، ط1 ، القاهرة، 2007، ص127.

[7] - المرجع نفسه، ص128.

[8] - علي فلاح الزغبي، الإعلان الإلكترونيي: منطلقات نظرية وتطبيقات عملية، دار الكتاب الجامعي، العين، ط،1، 2016، ص 32.

1. مفهوم التسويق الإلكترني

مازالت نظريات التسويق الإلكتروني محل اختلاف بين الباحثين والمتخصصين، لكن ما يمثل نقطة التقاء بينهم هو أن التسويق الإلكتروني بدأت تتشكل ملامحه الأولى مع بعض الممارسات التقنية من الطرف بعض المؤسسات كانت توزع منتجاتها عبر قنوات على الخط ( الإنترنت) والذي بدوره فتح المجال لما يعرف بالتجارة الإلكترونية e-commerce ومع مرور الوقت بدأ هؤلاء في تطوير فكرة التسويق الإلكتروني بدعم من شبكة الأنترنت من خلال مواقع لمؤسسات تجارية تنتهي بــــ: .com كإشارة للطابع التجاري لهذه المؤسسات. وفي هذا الإطار يجب التأكيد على أن الإنترنت لم تغير من قواعد الأساسية للتسويق بالمفهوم الكلاسيكي التقليدي، إنما كان التحول على مستوى التقنيات والمنهجية الناتجة عن التزاوج الحاصل بين العملية التسويقية والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال (NTIC) وتحديدا الإنترنت والتي ولّدت لنا ما بات يعرف بالتسويق الإلكتروني.