7. المدرسة الإحتمالية التوافقية
المدرسة التوافقية أو الاحتمالية :
حاولت المدرسة التوافقية أو الاحتمالية أن توفق بين أراء المدرستين المدرسة الحتمية والمدرسة الإمكانية فهي لا تؤمن بالحتم المطلق ، ولا بالإمكانية المطلقة ، وإنما تؤمن بأن الاحتمالات قائمة في بعض البيئات لكي يتعاظم الجانب الطبيعي في مواجهة سلبيات الإنسان وقدراته المحدودة " حتمية" وفي بيئات أخرى يتعاظم دور الإنسان في مواجهة تحديات ومعوقات البيئة "إمكانية".
ومن ثم فهي مدرسة واقعية لأنها تصور واقع العلاقة بين الإنسان والمجتمع من ناحية ، وبين البيئة من ناحية أخرى ، وهي مدرسة موجودة فعلا دون تمييز أو تعصب لطرف على حساب الطرف الأخر .
تقوم فكرة هذه المدرسة على أساس أن البيئات الطبيعية ليست ذات تأثيرات واحدة على المجتمع والإنسان ، وذلك من منطق اختلاف تأثير واستجابة هذه البيئات من ناحية ، ومن خلا ل اختلاف قدرات الإنسان وإمكاناته في إستغلال موارد البيئة من ناحية أخرى ومن ثم يرون أن الحتمية قائمة في بعض البيئات ، والإمكانية قائمة في بيئات أخرى فإذا ما اقترنت بيئة صعبة مع إنسان متخلف تسود الحتمية على وإذا ما إقتربت بيئة سهلة مع إنسان متطور تسود ولاشك الإمكانية.
وقد صاغ المؤرخ الإنجليزي أرنولد توينبي إربع إستجابات للعلاقة بين الإنسان وبيئته وذلك من خلال الأنشطة البشرية التي يمارسها الإنسان وهي:
استجابة سلبية: ويكون الإنسان فيها متخلفا ولا يستطيع أن يطوع بيئته ، ويقف أمامها عاجزا ويتمثل هذا في بيئتي الجمع والصيد البدائي .
2- استجابة التأقلم: أوتي الإنسان ببعض المعرفة فيحاول أن يتأقلم جزئيا مع ظروف بيئته الطبيعية ويتمثل ذلك في حرفة بيئة الرعي البدائي أو المترحل حيث تعتمد تربية الحيوان ما توفره البيئة الطبيعية من مرعى وموارد مياه لسياقة الحيوانات وكذلك بيئة الزراعة البدائية
3- استجابة إيجابية: وفيها يحاول الإنسان أن يتغلب على معوقات البيئة وتحدياتها للوفاء باحتياجاته وهنا تظهر قدرته على تطويع عناصر البيئة الطبيعية الصالحة، ويتمثل ذلك في حرفة الزراعة غير البدائية ، والرعي المتطور، والصيد المتطور ، وهي حرفة تظهر إمكانيات الإنسان وقدراته .
4- استجابة إبداعية: وفيها لا يكتفي الإنسان بمجرد التأقلم والتقليد ، بل يبتكر ويبدع ليتفوق على بيئته ويتمثل ذلك في حرفة الصناعة ، إذ هي ابتكار وإبداع بشري .
فيديو عن وجود الحلول البيئية لكل شيئ