6. المدرسة الإمكانية
المدرسة الإمكانية: Possibilism
وهي مدرسة تناهض مدرسة الحتمية البيئية ، وتتلخص فلسفتها في أن الإنسان ليس مجرد مخلوق سلبي غير مفكر، خاضع تماما لمؤثرات وضوابط البيئة الطبيعية ، ولكنه قوة إيجابية فعالة ومفكرة، وذا خاصية دينامكية قادرة على التطوير والتغيير ، تؤمن هذه المدرسة بحرية الإنسان في الاختيار ، فالبيئة لا تحتوي على ضروريات أو حتميات ، وإنما تقدم للإنسان عددا من الإختيارات ، فالإنسان بمحض إرادته يختار منها ما يتلاءم مع قدراته وأهدافه وطموحاته وتقاليده ، فما من بيئة لم تمتد لها ، يد الإنسان بالتعديل أو التغيير أو التحوير ، فالإنسان قوة إيجابية فعالة في تهيئته لمطالبه وتعديلها أو تغييرها وفقا لمشيئته ، وعلى ذلك ليست هناك حتمية مطلقة صارمة ، بل هناك إمكانية مرنة .
ويرى أصحاب المدرسة الإمكانية أن الإنسان ليس مجرد مخلوق سلبي، غير مفكر أو خاضع تماما لمؤثرات البيئة الطبيعية ، ولكنه سيد البيئة والمسيطر عليها ، فهو الذي يحدد نمط استغلاله لموارد بيئته فلو كانت البيئة الطبيعية هي العنصر الحاكم في هذه العلاقات لتشابهت وتجانست الأنشطة البشرية بين البيئات الطبيعية المتشابهة
والواقع يقول أن هذه الفرضية السابقة غير قائمة ، فالبيئة الجافة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ، وصحراء الجزيرة العربية ، وصحراء كلها ري تتشابه مكوناتها الطبيعية ومع ذلك فإن الأنشطة البشرية في كل من هذه المناطق تختلف عن المناطق الأخرى
وتذهب المدرسة الإمكانية إلى أن التأثير المركزي لمكونات البيئة هو الذي يقرر مصيرها فتتشكل البيئة وتترقى بها الكائنات الحية والمجتمعات الإنسانية من تأثير دائم ، بمعنى أن الكائنات الحية بما فيها الإنسان هي التي تشكل بيئتها من خلال نشاطها المختلفة والواقع أن المدرسة الإمكانية قد غالت بعض الشيء في أن البيئة هي التي تقدم للإنسان عددا من الاختيارات ، والإنسات يختار منها ما يتلائم مع قدراته وأهدافه ، وهو المسيطر على البيئة ، والقادر على تحديد نمط استهلاكه لمواردها، إلا أنه في الواقع يقع عاجزا أحيانا عند مواجهة المشكلات البيئية أو تسخير معظم الموارد البيئية لصالحه ، ولو كان الأمر كذلك لتجانست الأنشطة البشرية بين البيئات الطبيعية المتشابهة
فيديو عن البيئة في السويد
https://www.youtube.com/watch?v=NywhOc3FMfo&list=PLb7ihAV5a9WFo4eouz06lO4IQ4CVjGqLi&nohtml5=False