2. الليبيون
لم نجد وثائق تبين ما إذا كان الليييون قد أطلقوا على أنفسهم إسما ما خصوصا في الفترة التي سبقت الفتوحات الإسلامية، ففي أثنائها سموا أنفسهم الأمازيغ أي الرجال الأحرار و هذا ما تشير إليه الوثائق التي ترجع إلى تلك الفترة.
أما إسم اللييين فقد ظهر لأول مرة في الوثائق المصرية التي تعود إلى عهد ما قبل الأسرات أي في نهاية الألف الرابعة ق.م، حيث ظهر فوقها إسم ليبو أو ريبو و إسم تحنو و أسماء التمحو و المشوس، و هي أسماء لأربعة شعوب كانت تسكن الجزء الشرقي من ليبيا الممتد من غربي النيل إلى خليج قابس ربطت بينها و بين مصر علاقات لم تكن سليمة في كل الأوقات، و خصوصا خلال النصف الأول من الألف الثانية ق.م أي أثناء حكم زعمسيس الثاني وولده مرنبتاح.
كما ذكر الليبيون في العهد القديم و بالضبط في سفري التكوين و الوقائع ووصفوا بأنهم محاربون أقوياء و أشداء وقفوا ضد طغيان الملك العبراني رحبعام.
أما البحارة الإيجيون و الإغريق فقد إستعملوا مصطلحا آخر هو ليبوس قاصدين به سكان الضفة الجنوبية للبحر المتوسط ذوي البشرة الداكنة المائلة إلى السمرة.
وقد إستخدم مصطلح ليبو للدلالة على الأرض أيضا، حيث أطلق المؤرخ الإغريقي هيرودوت إسم لوبة أو ليبيا واصفا إياها بأنها القارة الثالثة من قارات العالم القديم المأهولة بالسكان بعد أوربا و آسيا و هي تشغل المساحة المحصورة بين الحدود الغربية لمصر إلى المحيط الأطلسي، و أنها منطقة مستقلة بثقافتها وعاداتها و تقاليدها و أعرافها و أزيائها و معروفة بقبائلها و بمميزاتها المختلفة. وذكر مصطلح "لوبة" في أوديسة هوميروس حيث تغنى هذا الأخير بخيراتها الطبيعية العجيبة، و كان يقصد بلوبة منطقة أفريقيا التي يسكنها البيض و التي تأخذ شكلا رباعي الأضلاع.
أما عن معنى مصطلح ليبيا فقد اختلف الباحثون حول تفسيره و أصله، حيث يحتمل أن يكون أصله محليا بدليل إستمراريته في الزمن، و ربما يكون مشتقا من اللغة السامية أي من كلمة لبؤة أنثى الأسد، و تكون بذلك لوبة هي أرض السباع، كما لا يستبعد أيضا أن يكون الاسم قد اشتق من الكلمة العربية " لوب" التي تعني العطش أو الجفاف، و ذلك نظرا لعدم توفر الوديان الدائمة الجريان في المنطقة.
إستمرت كلمة ليبيا في الدلالة على منطقة كبيرة من أفريقيا الشمالية، أما إسم الليبين فقد تطور مع الزمن، فبعد أن كان يطلق على سكان شمال أفريقيا- فالنوميد و المور كانوا لييين- بدأ ذلك المصطلح ينحصر شيئا فشيئا حتى أصبح موازيا لمصطلح أفري الذي كان يعني السكان الأصليين الخاضعين لقرطاج.