السكان القدماء

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: -مدخل الى الحضارات القديمة- الشرق
Livre: السكان القدماء
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Tuesday 7 May 2024, 14:40

1. القبائل المصرية

تنتسب قبائل وادي النيل إلى مجموعات أثينية مختلفة، وتثبت الأبحاث أيضا أن سكان مصر الأولين يضمون جماعات تنتسب إلى الليبيين والزنوج وإلى قبائل سامية من جنوب فلسطين ، وهناك من يعتبر أن الأمة المصرية تكونت في وادي النيل بعد اتصال جماعات أثينية أتت من الغرب والجنوب والشرق

 وفي الألف الرابعة قبل الميلاد ، حققت القبائل المصرية تقدما كبيرا في مختلف فروع الاقتصاد ، الأمر الذي دفع المصريين إلى إقامة علاقات مع البلدان المجاورة ، وهو ما أفضي إلى زيادة السكان وتعزيز وصنع القبائل من جهة، ومن جهة أخري إلى ظهور عدم المساواة وقسم المجتمع إلى طبقات يحظى فيها المصريون بالأولوية.فبعد أن كان لمصر دولتها وحدودها اندمجت معها شعوب أخرى ومنها

2. الليبيون

 لم نجد وثائق تبين ما إذا كان الليييون قد أطلقوا على أنفسهم إسما ما خصوصا في الفترة التي سبقت الفتوحات الإسلامية، ففي أثنائها سموا أنفسهم الأمازيغ أي الرجال الأحرار و هذا ما تشير إليه الوثائق التي ترجع إلى تلك الفترة.

 أما إسم اللييين فقد ظهر لأول مرة في الوثائق المصرية التي تعود إلى عهد ما قبل الأسرات أي في نهاية الألف الرابعة ق.م، حيث ظهر فوقها إسم ليبو أو ريبو و إسم تحنو و أسماء التمحو و المشوس، و هي أسماء لأربعة شعوب كانت تسكن الجزء الشرقي من ليبيا الممتد من غربي النيل إلى خليج قابس ربطت بينها و بين مصر علاقات لم تكن سليمة في كل الأوقات، و خصوصا خلال النصف الأول من الألف الثانية ق.م أي أثناء حكم زعمسيس الثاني وولده مرنبتاح.

كما ذكر الليبيون في العهد القديم و بالضبط في سفري التكوين و الوقائع ووصفوا بأنهم محاربون أقوياء و أشداء وقفوا ضد طغيان الملك العبراني رحبعام.

  أما البحارة الإيجيون و الإغريق فقد إستعملوا مصطلحا آخر هو ليبوس قاصدين به سكان الضفة  الجنوبية للبحر المتوسط ذوي البشرة الداكنة المائلة إلى السمرة.

وقد إستخدم مصطلح ليبو للدلالة على الأرض أيضا، حيث أطلق المؤرخ الإغريقي هيرودوت إسم لوبة أو ليبيا واصفا إياها بأنها القارة الثالثة من قارات العالم القديم المأهولة بالسكان بعد أوربا و آسيا و هي تشغل المساحة المحصورة بين الحدود الغربية لمصر إلى المحيط الأطلسي، و أنها منطقة مستقلة بثقافتها وعاداتها و تقاليدها و أعرافها و أزيائها و معروفة بقبائلها و بمميزاتها المختلفة. وذكر مصطلح "لوبة" في أوديسة هوميروس حيث تغنى هذا الأخير بخيراتها الطبيعية العجيبة، و كان يقصد بلوبة منطقة أفريقيا التي يسكنها البيض و التي تأخذ شكلا رباعي الأضلاع.

أما عن معنى مصطلح ليبيا فقد اختلف الباحثون حول تفسيره و أصله، حيث يحتمل أن يكون أصله محليا بدليل إستمراريته في الزمن، و ربما  يكون مشتقا من اللغة السامية أي من كلمة لبؤة أنثى الأسد، و تكون بذلك لوبة هي أرض السباع، كما لا يستبعد أيضا أن يكون الاسم قد اشتق من الكلمة العربية " لوب" التي تعني العطش أو الجفاف، و ذلك نظرا لعدم توفر الوديان الدائمة الجريان في المنطقة.

إستمرت كلمة ليبيا في الدلالة على منطقة كبيرة من أفريقيا الشمالية، أما إسم الليبين فقد تطور مع الزمن، فبعد أن كان يطلق على سكان شمال أفريقيا- فالنوميد و المور كانوا لييين- بدأ ذلك المصطلح ينحصر شيئا فشيئا حتى أصبح موازيا لمصطلح أفري الذي كان يعني السكان الأصليين الخاضعين لقرطاج.

3. الهكسوس

اختلفت حولهم أراء المؤرخين وتضاربت في الموطن الأصلي لهم، فهناك من يعتبرهم قبائل عربية كانت تسكن سوريا وفلسطين وبلاد الجزيرة العربية نزحوا إلى مصر في نهاية الدولة الوسطى، ومن المؤرخين من يعتبرهم خليط من عدة أقوام غزت مصر من سوريا وفلسطين، وفي المقابل فإن كلمة الهكسوس هو لقب أطلقه المصريون القدماء على كل حاكم غريب يحكم بلاد غريبة، أي بالمعنى الواسع حكام المناطق الأجنبية، كما نجد هذا المصطلح يعنى عند الإغريق)هك-( بمعنى ملك و )سوس- (بمعنى راعي) أي الملوك الرعاة).

 ادخل الهكسوس إلى بلاد مصرالعربات والسيف المقوس والدروع وبعض فنون التعدين بالاضافة إلى الفنون العسكرية لاسيما بناء القلاع والتحصينات وحفر الخنادق حول المدن. وبالتالي ساعد وجودهم على جعل البعض من الشعب المصري محاربا وقادة عسكريين.

4. الأشوريون

أطلق اسم ''أشور'' في النصوص القديمة على كل من المدينة والإله والدولة نفسها وقد  وردت هذه الكلمة في المصادر الآرامية والعبرية بصيغة ''أثور''، أمّا في المصادر السومرية فقد عرفت بلاد الأشوريين باسم ''مات أشور''،أما مصطلح ''السوبارتو'' بالشمال الرافدي فقد كان يطلق على موطن الأشوريين لكن قبل تواجدهم به.كما نجد اسم أشور في المصادر التاريخية من أمثال هيرودت الذي استخدمه كمدلول لفظي شامل عندما قال ''في بلاد آشور مدناً كثيرة...، و منها بابل الأكثر شهرة والأقوى''

الأشوريون في الأصل فرع من الأقوام السّامية التي هاجرت من جزيرة العرب على  مايقول جمهور الباحثين، إِلاّ أنّهم لم يأتوا  من موطنهم الأصلي إلى شمال العراق مباشرة،  وإنّما حلّوا في موطن مؤقت، ثم انتقلوا منها إلى البلاد التي صارت فيما بعد موطنا ثابتا لهم، وحجّتهم في ذلك أن الأشوريين جاؤوا من جنوب أرض بابل، وربما يكون ذلك في العهد الأكادي معتمدين في ذلك على التقارب بين اللّغتين الأشورية والبابلية، وقد استطاع هذا العنصر التوسع شرقا وغربا حتى وصل الى بلاد المصريين وساهم في حضارتها.

5. الرومان

لايعرف المؤرخون عن الأيام الأولى لروما القديمة إلا القليل، وطبقًا للأسطورة الرومانية، التي تقول بوجود أخوان توأمان  هما (( رومولوس –ريموس)) قاما بدورهما بتأسيس مستوطنة سنة 753 ق .م، على تل البالاتين وهو أحد تلال روما المطلة على نهر التيبر.وتروى الأسطورة الإغريقية أن البطل الطروادي إينياس هو الذي أسس مستوطنة في إيطاليا الوسطى، وذلك بعد أن دمّر الإغريق طروادة، وتجمع بعض الروايات الأسطورتين الرومانية الإغريقية ، بحيث تجعل رومولوس وريموس منحدرين من صلب إينياس.

هذا و تتحدث الأساطير أن (( رومولوس)) هو الذي أنشا روما، وقد استوطن تل البلاتين وهو احد التلال السبعة التي أقيمت  عليها في روما، وهي مجموعة من التلال بالقرب من نهدر التيبر( على بعد حوالي عشرين كيلومترا من  مصب النهر، وقد ظهرت تورايخ عديدة لنشأة المدينة إلا ان اكثر التورايخ تداولا هو الحادي عشر منافريل عام 753 ق م، ولا يزال حتى الان  هو التاريخ الذي ينظر إليه باعتباره مولد روما.

منذ أن برزت روما كدولة قوية توسعت غربا وشرقا ووصلت إلى الشرق الأدنى القديم بوجه عام ومصر بشكل خاص خاصة خلال عصر البطالمة وبشكل ادق خلال حكم كليوبترا.