1. مقدمة
1.3. الدوافع:
يرى فرويد أن الدوافع تنبع من طاقة بيولوجية عامة، وقسمها إلى دافع بنائي ودافع تدميري، وتعبر الدوافع البنائية أو قوى الحياة عن نفسها في دوافع الأنا ودوافع الجنس تحافظ دوافع الأنا على الذات عن طريق إشباع الحاجات الغذائية، وتعبر دوافع الجنس(الليبدو) عن نفسها في نشاطات وجدانية وجنسية مختلفة، وأما الدوافع التدميرية فتعبر عن نفسها في دفاعات العداء الموجهة نحو الذات وكذلك نحو الآخرين، هذه الدفاعات قد تأخذ شكل العدوان أو الكراهية أو القتل أو الانتحار.
طبقا لفرويد تؤدي دوافع الحياة ودوافع الموت هذه إلى التوتر الذي يراه الفرد توترا كئيبا أو غير سار، والسلوك الهادف في معظمه هو محاولات الفرد لخفض هذا التوتر، ويفترض أن دوافع الموت والحياة هذه تستمر طوال حياة الإنسان وبالإضافة إلى ذلك فإنها تميلان إلى الامتزاج وتصبحان غاية في التعقيد حتى أنهما كثيرا ما يوجهان معا إلى نفس موضوع الحب، ويسمى هذا الخلط بين دوافع الحياة والموت بالثنائية الوجدانية، وغالبا ما تلاحظ المشاعر الثنائية إكلينيكيا نحو الآباء والأشقاء والأزواج.
وتسير نشاطات الإنسان على أساس مبدأين آخرين: مبدأ اللذة و مبدأ الواقع، ففي الطفولة يكون الفرد مدفوعا باللذة فقط، ولكن بمرور الوقت تجبره ضغوط الحياة على أن ينمي إحساسا بالواقع وهنا يظهر مبدأ الواقع الذي يعدل من مبدأ اللذة ويؤدي إلى ظهور قوى القمع والكف التي تسيطر على نشاطات البحث عن اللذة.