Section outline
-
المفهوم :
مادَّة (ف هـ م) في معجم العين ولسان العرب لها معان مختلفة هي: المعرفة، والعقل، والعلم،: فهمتُ الشيء، أي: عرَفتُه وعقَلتُه وعلمته.
والمفهوم ليس محصورًا فيما عبر عنه باللفظ؛ فهو أوسع، فيمكن أن يكون لفظًا، أو نصًّا، أو حدثًا
حسب نيتشه ( ت1900م: " فإن الاستعارات هي التي توجد في بداية كل فكر وكل علم... وأن هذه الاستعارات تتحول إلى مفاهيم، ومن هنا السؤال التالي: ألا يتكون المفهوم من الصور والمجازات والأحاسيس؟، أي ألا يمتلئ المفهوم بالحياة والمعيش والمفترضات الذاتية والمجازية؟ حتى وإن اتخذ طابعا تجريديا ومغرقا في التجريد أحيانا؟"
المفهوم بصفة عامة: هو نتاج ذهني أو عقلي، يختصر مجموعة من المواضيع والأشياء التجريبية أو الذهنية بواسطة التجريد والتعميم.أمثلة :
في الرياضيات: المفهوم تصور محدد بشكل صارم ، مثل مفهوم الدائرة والمثلث والعدد .
في العلوم التجريبية: المفهوم هو فكرة مفسرة ناتجة عن نظرية عامة، ويتم التأكّد من صحتها عبر التجربة (مفهوم الثقل والجاذبية والكتلة1- المفاهيم مجموعه من الأفكار يمتلكها مجموعه من الأفراد, وهي نوع من الرمزية تتمثل في الكلمات, والمعادلات والنماذج, ورموز الأفكار.
2- مدلولات المفاهيم ليست ثابتة .
3- تتشكل ا لمفاهيم من الخبرة بالأشياء أو الظواهر أو الحقائق.
4- المفاهيم قد تنتج أيضا ًمن التفكير المجرد
5- ليست المفاهيم صورا (فوتوغرافيه) للواقع وإنّما تمثل رؤيتننا لهذا الواقع .
6- المفاهيم المرتبطة بفرع من فروع العلوم تابعة للنمط الثقافي و الاجتماعي , وإذا ما تغير هذا النمط تغير المدلول(المفهوم ).
7- -ليست مدلولات المفاهيم صادقة أو غير صادقة, ولكنها قد تكون كافية أو غير كافية للقيام بوظائفها, ولا يمكن إثبات صحتها أو عدم صحتها, ولكن بمكن التحقق من مدى الثقة فيها.
8- مدلولات المفاهيم قابلة للمراجعة والتعديل نتيجة لنمو المعرفة العلمية وتقدم أساليبها وتطور أدواتها.
مما ذُكر يمكن استخلاص أهم الخصائص التي تميّز المفهوم .
خصائص المفاهيم
التجريد، وهو مستويات
المستوى الأول: ويمثِّل المفاهيم التي تكون أبعادها المميزة أقربَ ما تكون إلى التجربة، وتسمى محسوسًا؛مثل الباب ، الكرسي فوجوده في الواقع مادي لكنه في الذهن تجريدي ...
المستوى الثاني: ويتكوَّن من المفاهيم التي تفقد الجانب الحسّي المادي وتسمَّى "مجردة"، مثل: الأمانة، العدل، الصِّدق...
2- التعميم: وهو عمليَّة جمع خصائص مشتركة بين موضوعات داخل مفهوم واحد، وسحبها على فئات لا متناهية من الموضوعات الممكنة المشابهة لها. مثلا :مفهوم المدرسة
3- ا لتعقّد: تختلف المفاهيم من حيث تعقدها وفي عدد أبعادها اللازمة لتعريفها، مثال:
مفهوم (الدُّخان) بسيط؛ لأنَّ قوامه مثلا : (رماد)، (هش)، خفيف يرتفع .
أما المجتمع مثلًا؛ فهو معقَّد لاحتوائه على أبعاد كثيرة؛ مثل: مدارس، معابد، عادات وتاريخ مشترك، قوانين، أسر..، ولكلّ منها مفهوم مركب.
4 - تمركز الأبعاد: بعض المفاهيم تستمد معناها الأصلي من بُعْدٍ واحد، أو بُعدين مركزيين دقيقين، وبعضها الآخر يقوم على مجموعة كبيرة من الأبعاد كلها ذات أهمية متساوية، مثال ذلك:
مفهوم الطفل:
قوامه: البعد المركزي اّلسن، أما الأبعاد الأخرى فهي كلها أبعاد ثانوية، مثل: (الحجم، طوله، وزنه، نوع الطعام الذي يتناوله...)، رغم أنها وثيقة الصلة بمفهوم الطفل إلا أنها غير حاسمة.
أمَّا مفهوم الحيوان: فهو يرتكز على مجموعة من الأبعاد ذات دلالة متساوية تقريبًا.
قوامه: تحويل الأكسجين، ذاتية الحركة، تناول الطعام، إخراج الفضلات التزاوج . . .
5- التمايز: تختلف المفاهيم في عدد المفاهيم المتشابهة التي تمثلها:
فمفهوم المطر مثلًا: تمايزه محدود وقليل؛ لأنَّ ثمَّة كلمات قليلة جدًّا تصف أنواع المطر غيث ،رذاذ ،وابل ( هذا في القاموس اللغوي المتداول بين الطلبة ) أما عند العرب قديما فأسماء و صفات المطر كثيرة كما يثبتها الثعالبي في كتابه" فقه اللغة ".
أما مفهوم البيت، فهو يتمايز كثيرًا حين تختلف أنواع البيوت؛ من كوخ، شقَّة، قصر، خيمة.
ملاحظة :
" كلَّما اتَّسع المفهوم، ضاق الماصدق".
ويقصد بـ "الماصدق": هو ما يصدق عليه التصوُّر في الواقع ، مثلًا" الشجرة " تصدق على جميع الأشجار، لكن إذا قلنا: (شجرة استوائية)، فهي لا تصدق على جميع الأشجار؛ وإنما على الاستوائيَّة فقط؛ وبذلك يكون مفهوم الشجرة اتَّسع، لكن ما تصدق عليه ضاق.
"الإنسان "لفظ يصدق على جميع ا النّاس، لكن إذا قلنا "جزائري " ضاق الماصدق واتَّسع مفهوم الإنسان، ويمكن أن يضيق الماصدق أكثر إذا قلنا"قسنطيني" . " .