Résumé de section

  • - المنهج لغة واصطلاحا:

     

           جاء في لسان العرب لابن منظور قوله:" نَهَج: طريق نَهِج، بيِّن واضح، وهو النّهج، والجمع نهجات ونُهَج ونُهوج... وأُنهِج الطريق: وضُح واستَبانَ، و صار نهجا واضحا بيِّنا. و المنهاج: الطريق الواضح. ونهـَّجْتُ الطريق: أَبنْته و أوضَحتُه. ونهجْتُ الطريق سَلكْتُه ... و النَّهْج: الطريق المستقيم، و نهج الأمر إذا وضُح."

       إذن   "نَهَج" يدلّ في اشتقاقاته المختلفة (نهْج – مَنهَج- مِنْهاج) على الطريق و الاستقامة و الوضوح و الاسْتِبانة، و هي كلّها شُروط واجبة التوَفُّر في المنهج العلمي. فقد ذكر في "المعجم الوسيط" أنّ " المنهج هو الخطّة المرسومة، و منه منهاج الدراسة و منهاج التعليم ونحوهما؛ أي الكيفية، أو الطريقة، أو الفعل، أو تعليم شيء معيّن وفقا لمبادئ معيَّنة بصورة مرتّبة و منسّقة و منظّمة".

     ورد في قوله تعالى :(( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ()المائدة:48، وفي طرقٍ وقال يزيد بن الخَذَّاق العبدي:

    ولقد أضاءَ لك الطريقُ وأنْهَجَت    سبلُ المكارم والهُدَى تعْدي

    «أنْهَجَت أو أنْهَجَ» :الاتضاح،  وشق الطريق الواضح: اتخذه وسلكه.

     

          أمّا  لدى الغرب فكلمة "منهج" (method) (مُشتقّة من "méthédos" اليونانية أو "méthodus" اللاّتينية) والتي تعني طريقة البحث عن المعرفة والاستِقْصاء. استعملها "أرسطو" بمعنى البحث ،النظر، أو المعرفة ليشير إلى   السّبيل المؤدّي إلى الغرض المطلوب من خلال المصاعب و العَقَبات. و استُعمل في عصر النّهضة للدّلالة على طائفة من القواعد العامة الـمُصاغَة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم.

         ظهر هذا المصطلح ببروز  المنهج التّجريبي  إبّان القرن السابع عشر (17)يعرفه  عبد  الرحمان بدوي في كتابه مناهج البحث العلمي قائلا :"الطّريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة  في العلوم  بواسطة طائفة من القواعد العامة ، تهيمن على سير العقل وتحدّد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة " ص5

    ويكمل قوله بأنّ المنهج بهذا المفهوم قد يكون مُحدَّدا بطريقة تأمليّة مقصودة ،وقد يكون حركة عقلية طبيعية  تلقائية كون الإنسان يمكنه أن يرتب أفكاره فيما بينها حتى تتجانس دون قواعد معلومة .

       ولقد أُثيرت قضية حول من يمكنه وضع الاسس والقواعد الخاصة بالمناهج العلمية ،هل  هو الفيلسوف أم هو العالم ؟

         إنّ مهمة الفيلسوف  الباحث في المناهج الكشف عن " الطّرائق العامة التي يسلكها العقل الإنساني في بحثه عن الحقيقة " وليس من مهامه فرض أوامروتوجيهات   على العالم المتخصّص الذي له الحرية في اتباعها أو تعديلها حسب موضوع دراسته . كما أن المناهج بطبيعتها تفقد خصوبتها الاولى  -كما قال " اربان " URBAN" تحتاج التعديل وإعادة الصياغة مواكبة للتّقدّم العلمي .

      أنواع مناهج البحث العلمي :

    تصنيف ويتني Whitney:  سبعة أنواعٍ رئيسيّة : المنهج التاريخي -  المنهج الوصفي - المنهج التجريبي  -  المنهج الفلسفي  -  المنهج التنبؤي  - المنهج الإبداعي  -   المنهج الاجتماعي.

    تصنيف ماركيزMarguis : ستة ُرئيسيّةُ : المنهج الفلسفي  -  المنهج التاريخي  -   المنهج الانثروبولوجي  -  منهج دراسة الحالة  - المنهج التجريبي - منهج الدراسات المسحيّة.

    تصنيف جودGood وسكيتس Scates: خمسة أنواعٍ رئيسيّةٍ، وهي كالآتي: المنهج التاريخي    -  المنهج التجريبي  -  المنهج الوصفي  -  منهج دراسة النمو والتطوّر  -  منهج دراسة الحالة.

    المنهج الوصفي: يشمل المنهج الوصفي دراسة الحالة، ، تحليل الوظائف، دراسة التطوّر، والبحث المكتبي . يعتمد على دراسة الظواهر ووصفها كما تحدث تماماً وبشكلٍ دقيق، والتعبير عنها بشكلٍ كميٍّ أو كيفيٍّ  .يُعدُّ  هذا المنهج من أهم المناهج المستخدمة في مجال البحوث الإنسانيّة والاجتماعيّة.

     

    ثانيا :المنهج التاريخي: يهدف المنهج التاريخي إلى فهم الماضي، وعكس ذلك الفهم على الحاضر والمستقبل من أجل وضع تنبؤاتٍ مستقبلية (  الاستشراف

    خطوات تطبيق المنهج التاريخي:
    هناك عدة خطوات متسلسلة للمنهج التطبيقي، يمكن حصرها فيما يلي:

    1تحديد المشكلة  يراعى  فيها البعد الزماني والمكاني.

    2إعداد فرضيات البحث:    التي تساعد الباحث العلمي في تحديد وجهته في جمع المعلومات و البيانات  ، ويمكن أن تتعدّد  الفرضيات  لتعدد الأحداث التي لا يمكن تفسيرها تبعًا لسبب واحد.

    3جمع المعلومات حول مشكلة البحث:  البعد الزماني يصعّب على الباحث العلمي - غالبا -إخضاع البيانات والمعلومات للملاحظة المباشرة، لذا يلجأ إلى :

    - السجلات والوثائق، وجميع البيانات والمعلومات  الصّادرة عن الجهات الرسمية .

    - نتائج الدراسات السابقة المماثلة للدراسة الآنية.

    - مصادر شخصية  ،شهادات حيّة لمن عاصر الاحداث .

    4 نقد البيانات والمعلومات: يجب على الباحث العلمي اتباع مبدأ الشك في جمع البيانات والمعلومات   حرصا على الموضوعية والأمانة العلمية .

      تحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشكلة:  و هي الخطوة الأخيرة و الأهم في أي منهج علمي . فيها  تصاغ النتيجة و  تربط بالتساؤلات و الفرضيات  المقترحة أولا . يقدم من خلالها الباحث  الحجج المقنعة لهذه النتيجة و يوضح الفائدة التي عادت بها على  الفرد و المجتمع .

    ***عيوب المنهج التاريخي:

    صعوبة إعادة  تطبيق التجربة على المشاكل القديمة التي تتعلق بزمن ما للتأكد من صحتها و بناء الدراسة على أساسها. 

    - الدراسات القديمة قد لا تكون موثقة أو معتمدة  مما يسبب ضعفا في القدرة على التأكد من صحتها . 

    - صعوبة وضع التوصيات لبعض النتائج لارتباطها  بمتغيرات زمنية سريعة، أوعينات متعدّدة .

    ثالثا :المنهج التجريبي: يتميّز بوضع فرضياتٍ حول ظاهرةٍ معيّنة وإجراء التجارب وضبط المتغيرات التي لها علاقة بالموضوع لاختبار صحّة تلك الفرضيات والتوصّل إلى النتائج الدّقيقة ؛ وعليه فهو يعدُّ من أقرب المناهج التي تتّبع الطريقة العلمية في البحث.

    يعتمد بالاساس على التجربة العلمية مما يتيح فرصة عملية لمعرفة الحقائق وسن القوانين عن طريق هذه التجارب. و المنهج التجريبى قديم قدم الانسان لانه منذ ان اوجده الله  تعالى بدأ في التعامل مع الطبيعة عن طريق الملاحظة والتجريب .

    من رواده  : -روجر بيكون Bacon Roger (1213-1294م) الذي كان شديد الاهتمام بالمنهج التجريبي وله تأملاته في خطواته ومبادئه المنطقية ،حيث كان من الذين نقلوا روح التجربة العلمية من بلاد المسلمين إلى الغرب.

      -فرانسيس بيكون (1561 -1626) م وهو فيلسوف إنجليزي أول من حاول إقامة منهج علمي جديد يرتكز إلى الفهم المادي للطبيعة وظواهرها، وهو مؤسس المادية الجديدة والعلم التجريبي وواضع أسس الاستقراء العلمي، فالغرض من التعلم عنده هو زيادة سيطرة الإنسان على الطبيعة وهذا لا يمكن تحقيقه إلاَ عن طريق التعليم الذي يكشف العلل الخفية.

      أمّا علماء العرب فكثير منهم اعتمد التجربة طريقا للوصول إلى المعرفة،  أمثال : جابر بن حيان في القرن الثاني للهجرة. والحسن بن الهيثم،  الذي اشتهر في الغرب بمؤلفاته في حقل البصريات .

    خطوات المنهج التجريبي

    أولا- الملاحظة

     ملاحظة الظاهرة ايجابية أوسلبية .

    ويعرف محمود قاسم الملاحظة بأنها (( المشاهدة الدقيقة لظاهرة مع الاستعانة بأساليب البحث والدراسة ، التى تتلاءم مع طبيعية هذه الظاهرة ))  وذلك دون تعديل لها أو للظروف المحيطة بها .  كما أنّها ا تكشف عن بعض الحقائق التى يمكن استخدامها لاستنباط معرفةجديدة

    •