مفهوم الميلودراما:

      الميلودراما و تسمى أيضا باللغة العربية المشجاة تتألف من Melo  و تعني أغنية (لحن موسيقي) و  Drama التي تعني فعل، و هي المسرحية الغنائية أو الدراما الموسيقية وقد كانت في بداياتها الأولى شعرية تحتوي على الغناء و الموسيقى واستمرت كذلك إلى أن ظهر المسرح النثري فخلت منهما  و تحولت إلى نوع من الأنواع المسرحية في القرن التاسع عشر

ظهور الميلودراما

        ظهرت الميلودراما في إيطاليا في البداية ضمن المحاولات التي جرت  لاستعادة التراجيديا  القديمة و تحقيق التوازن بين الجوقة و الحوار الدرامي لكن هذه المحاولات أدت إلى ميلاد نوع جديد سمي الميلودراما( الدراما الغنائية)، و بدأت الميلودراما تتبلور كنوع مسرحي له أعرافه الخاصة في فرنسا في فترة الثورة الفرنسية  ( 1789) التي أعطت لهذا النوع مبرر وجوده ومعالمه

و بعد أن وصلت الميلودراما إلى أوجها في منتصف القرن 19م بدأت تستوحي مواضيعها من الدراما الرومانسية خاصة من أعمال الفرنسي ألكسندر دوماس الأب (1802- 1870) و من الأعمال الروائية الرائجة مثل "سجين زندا" 1896 للبريطاني أنتوني هوب  و قصة مدينتين لتشارلز ديكنز.

أعراف و بنية الميلودراما

    للميلودراما أعراف محددة تولدت عن البنية الثابتة التي اكتسبتها مع الزمن، تقوم هذه البنية على وجود حبكة معقدة تدور في إطار العائلة  و تنجم عن الصراع بين قوى هي قوى الخير أو قوى الشر،

       إنّ الخط العام لمسار الفعل الدرامي في الميلودراما هو بناء الحدث الدرامي على وجود ظلم أو شقاء يسبق بداية الحدث، أو يأتي ضمن الأحداث و يؤدي إلى انقلاب، تتطور الأحداث بعد ذلك بحيث يتم الانتقال من حالة الهدوء و الاستقرار إلى حالة الخوف و الترقب و المعاناة الناجمة عن أزمة ما، ثم تعود الأوضاع من جديد إلى الاستقرار في نهاية المسرحية، هذه النهاية السعيدة تدافع عن المجتمع و قوانينه الأخلاقية و تعيد الاعتبار للقوى التي تمثل النظام الأخلاقي فيه.

أمّا شخصيات الميلودراما فهي شخصيات نمطية تمثل أنماطا اجتماعية

الفرق بين التراتجيديا والميلودراما:

     تتميز الميلودراما عن التراجيديا بأنّ عقدة هذه الأخيرة تظهر من داخل الشخصيات نفسها أما في الميلودراما فتفرض عليها فرضا من الخارج. و يجب على المخرج في الميلودراما أن يركز على عناصر التشويق والإدهاش ويمكن أيضا أن يستخدم المشاهد الكوميدية لغرض الترويح. معتمدا عامل السرعة في الإيقاع.

أعلام الميلودراما

- " أوجيست فريدريتش فيرناندو فون كوتزيبو"( 1761- 1819م) الذي كتب أكثر من مائتي مسرحية أشهرها مسرحيتا " الغريب" و"الإسبان في بيرو".

أما الكاتب الثاني فهو الفرنسي " جيلبيردو بيكسير يكورت"(1773- 1844) الذي كتب أكثر من مائة مسرحية لقت معظمها نجاحا كبيرا، أبرزها "المنتصر" أو " طفل الغابة"،

خصائص الميلو دراما:

      تتميز الميلو دراما بجملة من الخصائص منها:

- تتسم الميلودراما بالطابع الواضح مع مراعاة العدالة الأخلاقية التي تنتصر للفضيلة و تعاقب الرذيلة

-  التهويل والمبالغة في العرض التي تصل إلى حد اعتبار الرجل الشرير شيطانا والرجل الخير ملاكا.

- نمطية الشخصيات: شخصياتها تمثل أنماطا اجتماعية مثل مثل الأب النبيل الذي يقسو عليه الزمن ثم يسترد اعتباره في النهاية و الأم الفاضلة المعذبة.

- تتفق المیلودراما مع التراجیديا في الموقف الجاد، و مع الكومیديا في النهاية السعیدة  

- آلية الحبكة المسرحية: تتطور المیلودراما من موقف جاد، في البداية يحافظ على انفعال المتلقي بتصعید الخطط التي تدیرها القوى الشريرة، ثم الحل السعید في النهاية بتحطیم هذه القوى. 

- الاعتماد على الإثارة وعناصر التشويق

- دخول الموسيقى والألحان

- مساندة قضايا التقدم و الإصلاح الاجتماعيين و تحقيق الاتّزان النفسي أو التطهير الشعبي من خلال الخوف من الشرير الذي يتصدى دائما للخير.

-سيطرة الخطابية على الحوار

- أما على صعيد العرض فقد كانت تهدف إلى التأثير على حواس المتفرج و إبهاره من خلال الحيل المعقدة و الباهرة، وهذا ما أعطاها شكل الاستعراض الكبير على الرغم من أن الأحداث فيها تجري عادة في نطاق العائلة و المجتمع

 الميلودراما في المسرح العربي

      عرف المسرح العربي الميلودراما في بدايات ق20م ، فقدم المصري " يوسف وهبي"(1896-1980) مسرحية " أولاد الفقراء" أما مواطنه "نجيب الريحاني"(1891- 1949) فقدم ميلودراما عنيفة بعنوان " ريّا و سُكينة" عام 1921م مأخوذة عن قصة حقيقية، و قد أدى نجاحها إلى تقديمها في السنما لاحقا.

Modifié le: Saturday 20 April 2024, 08:57