المحاضرة الخامسة: صعوبات تدريس النحو
المحاضرة الخامسة
صعوبات تدريس النحو
عرّف ابن جنّي النّحو بقوله:" هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرّفه من إعراب وغيره كالتثنية والجمع والتحقير والتكسير والإضافة وغير ذلك ليلحق من ليس من أهل العربيّة بأهلها في الفصاحة."[1]
كان يومئ إلى أنّ النّحو وضع لغير العرب، لكنّنا اليوم بتعليم النحو لأولادنا كأنّنا صرنا من غير أهل العربية.
ويدرّس علم النحو لغايتين:
-غاية نظرية حيث يتمّ فيها تزويد المتعلّم بمعلومات عن اللغة.
-وغاية وظيفية: حيث تهدف إلى استعمال المتعلّم القواعد التي تعلّمها في كلامه وكتاباته.
ويمكن تقسيم أسباب صعوبة تدريس النحو إلى:
-أسباب تتعلّق بالنّحو:
إنّ أهمّ سبب يتعلّق بمنهاج النحو، فكثرة أبوابه وتفريعاته وأبنيته وصيغه الافتراضية، وشواذّه كلّ هذا يرهق المتعلّم.
إنّنا ندرّس النحو على أساس أنّه غاية، لكن الأصل أنّه وسيلة لتقويم اللسان.
إنّنا نركّز على الأمثلة المبتورة، لكن الأصل هو التركيز على النصوص.
لا ينبغي حصر مادّة النحو في ساعة واحدة أسبوعيّا، بل على المعلّمين أن يسألوا المتعلّمين عن أسباب رفع كلمات أو نصبها أو جرّها في كلّ النصوص التي يقرؤونها.
-أسباب تتعلّق بالمعلّم:
ونقصد هنا جميع المعلّمين الذين يدرسّون المتعلّم، فينبغي أن يحرص معلّم الرياضيات والعلوم والفيزياء...على أن يتكلّموا بالفصحى، ولا يكونوا معاول هدم، حيث ما يبنيه معلّم العربية يهدّمه معلّم آخر...
أمّا إن كان النقص في معلّم العربية –وهذا شيء موجود لا يمكن نكرانه-فلا ننتظر من فاقد الشيء أن يعطيه.
-أسباب تتعلّق بالمتعلّم:
إنّ وجود لغتين معا لغة عاميّة ينشأ معها المتعلّم، وتبقى معه للتواصل مع غيره، ولغة فصيحة يتعلّمها في المدرسة فقط، وتكون متأخّرة عن الأولى، يجعل اللغة الأولى مهيمنة.
كذلك نجد الكثير من المتعلّمين يحفظون القواعد النحويّة، ويحسنون إعراب الكلمات والجمل، لكنّهم في حديثهم لا يستطيعون كتابة فقرة سليمة خالية من الأخطاء.