المحاضرة الاولى:        مدخل الى اشكالية الحداثة

     تمهيد: أخذ مفهوم الحداثة حيزا كبيرا في الفكر الحديث والمعاصر بمختلف اتجاهاته خاصة وأنه من المفاهيم الغامضة على مستوى المفهوم أو التسمية لأنه يقع في مفترق الطرق الابحاث الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وقبل الخوض في مفهوم الحداثة لابد ان يعرج في مفهومها اللغوي والاصطلاحي.

   الحداثة لغة: جاء في لسان العرب لابن منظور الحديث نقيض القديم والحدوث نقيضه القدم وحدث الشيء اي حدث حدوثا أو حداثة وأحدثه هو، فهو محدث وحديث وكذلك استحدثه.

       وقد استخدمت العرب مقابل قدم أي ما يعني أن الحداثة حدة.

    أما في الثقافة الغربية فيقع اللبس بين مصطلحين modermite/ modermisine إذ تتم ترجمة كل منهما إلى اللغة العربية مقابلا مصطلح الحداثة moderm الذي يختلف من التحديث modermisine ويشير البعض على أن الاولى modermite مشتقة من جذر mode وهي الصدفة والشكل أو هي ما يبتدأ به الشيء فاللفظ العربية ترتبط بما له أكثر من دلالة عما يقع أنه يحدث.

    مفهوم الحداثة عامة:

ـ هي عبارة عن ثورة اقتصادية واجتماعية وسياسية وفكرية وعلمية تروج لمفاهيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والانفتاح الجديد.

 ـ أو هي مجموعة من التحولات السياسية والاجتماعية والديمقراطية.

       ما نستنتجه أن مفهوم الحداثة موجود في الواقع المعيشي أكثر ما هو موجود في الاذهان، والحداثة موجودة في كل مكان في فضائنا الاجتماعي في مدننا العصرية المتقدمة، موجودة وحاضرة في الممارسة اليومية، وبما أن الحداثة رائجة في العالم المعاصر إلى جانب مفاهيم أخرى كالعولمة والتنمية والديمقراطية وغيرها.

   كما يشير مصطلح الحداثة إلى مرحلة تاريخية طويلة نسبيا بدأت في أوربا في القرن16 ويعد الفيلسوف هيجل أول شخص اهتم بمفهوم الحداثة وربطها مع التطورات الفكرية التي ظهرت في أوربا والتي اتسمت تيارات أدبية وفنية لم تكن موجودة سابقا ولذلك تعرف الحداثة على أنها فترة تاريخية وفنية امتدت من عام 1865 حتى نهاية الحرب العالمية 2 وتزامنت مع تقدم الصناعة والتكنولوجيا، وقد ظهرت استجابة لآراء المفكرين والفلاسفة أمثال سيغموند فريد وكارل ماكس وفريدريك  نيتشه والعالم البريطاني تشالز دارمين مما جعلهم يعيدون النظر في الكثير من المعتقدات القديمة من أجل تغييرها.

 الحداثة في الادب: بما أن فلسفة الحداثة قائمة على التغيير والرفض والتجديد فهي في الادب قد اهتمت بتمرد الكتاب على الطريقة المعتمدة في سرد القصص وهذا الشعر العمودي الذي كان ساندا وتبنى الشعر الحر كبديل عن ذلك بما استعملوا تيار الوعي الذي يتجاهل التركيب المعتادة للجملة ويتميز بتشتيت افكار النص ليمثل حالات الذهنية المشتتة لشخصيات الموجودة في القصة والرواية أو القصيدة وذلك ليعكس الحالة النفسية للأفراد بعد الحرب العالمية 2 وما خلفته من اثار نفسية على الفرد والمجتمع واعتقد أن أدب العبث واللامعقول خبر مثال على هذا القول.

Modifié le: Saturday 23 March 2024, 22:18