المحاضرة الثالثة

طرائق تدريس النحو العربي 1

عرفنا من قبل أنّ العملية التعليمية التعلّميّة تتكون من ثلاثة أقطاب، هي: المعلّم، والمتعلّم والمحتوى، لكن هناك من يلحّ على ضرورة إضافة قطب رابع مهمّ، وهو الطريقة المتبعة في التّدريس، لما تحمله من مسؤولية ضمان نجاح عملية التّعليم والتعلّم.

    فالطريقة ركن أساس من أركان التّدريس، فهي التي تضمن السير الحسن للدّروس، وتترجم المحتويات إلى مواقف وسلوكات، لأنّ نجاح التّعليم يرتبط بنجاح الطريقة المستخدمة فيه.

 وطرائق التدريس كثيرة:

1-الطريقة القياسية:

   وهي التي تبدأ بعرض القاعدة النحوية، ثمّ تقديم الشواهد والأمثلة لتوضيحها، وبعد ذلك تعزَّز وترسَّخ في أذهان التلاميذ بتطبيقها (أي تلك القاعدة) على حالات مماثلة، وتعدّ هذه الطريقة من أقدم الطرائق المعتمدة في تدريس النحو، وفيها ينتقل المعلّم من عرض الكلّ للحكم على الجزء، والقياس أسلوب عقلي يسير فيه الفكر من الحقائق العامة إلى الحقائق الجزئية، فهي بهذا تتطلب عمليات عقلية معقّدة.

– مزاياها:

تقديم المفاهيم مقترنة بشواهد وأمثلة توضيحية.

ربح الوقت.

تريح المعلمين من النقاش.

– عيوبها:

- تبدأ بالكليّات التي تكون غالبا صعبة الفهم والإدراك، ثم تنتهي بالجزئيات، أي أنها عكس قوانين الإدراك، حيث تبدأ بالصعب، وتنتهي بالسهل.

-تجعل المتعلّم لا يفهم جيّدا رغم حفظ القاعدة، وهذا ما يعيق التطبيق الجيّد.

-تؤدي إلى النفور من دراسة القواعد النحوية.

2-الطريقة الاستقرائية (الاستنباطية):

   تعدّ هذه الطريقة عكس الطريقة السابقة(القياسيّة)، حيث نبدأ فيها من الجزء للوصول إلى الكلّ، وهي طريقة طبيعية للوصول إلى النتائج، إذ يقوم المعلّم بفحص الجزئيات (الأمثلة النحوية) للوصول إلى الكليات (القاعدة)، وذلك بعرض الأمثلة المتنوّعة على اللوح، والتي تعالج موضوعا بعينه، ثم يتمّ شرحها بمشاركة المتعلمين، وبعدها تتمّ عملية الربط بين العبارات للوصول إلى القاعدة النحوية الشاملة.

وهذه الطريقة تتم وفق خمس خطوات:

أ- (التمهيد): وتهدف إلى تشويق المتعلّمين، ويكون ذلك بأمور كثيرة: القصّ أو الحوار أو مبدأ النقاش مع المتعلمين لتحقيق التهيئة الانفعالية والعقلية.

ب-العرض: ويتمّ فيه عرض المعلومات التي تضمن الأمثلة في هذه الأخيرة التي تنطوي على القاعدة النحوية المنشودة في ثناياها.

ج-الربط والموازنة: وهو عقد الخطوات، ففيه تحلّل الخبرات الجديدة بواسطة أسئلة هادفة لمعرفة الصفات المشتركة أو المختلفة، وربطها بما يشابهها من الدروس السابقة، وفيه تتمّ عمليات الاستقراء، والاستدلال، ومع الموازنة والتحليل.

د-القاعدة: وبها تنتهي خطوات الدرس إذ تستنتج الأحكام، والقواعد العامة للدرس بمشاركة المتعلمين.

ه-التطبيق: هو آخر خطوة تمثل عملية التقويم (التقييم) لاختبار مدى فهم المتعلّم للقاعدة، وقد يكون جزئيا بعد استنتاج كلّ حكم، أو كليا في نهاية الدرس، ويهدف إلى تثبيت المعلومات في أذهان المتعلمين من خلال الممارسة.

-مزايا الطريقة الاستنباطية:

-التلميذ فيها إيجابي، يسلك طريقا طبيعيا للفهم ويفكّر ويعمل.

-تنطلق من الواقع اللغوي نفسه، وتعتمد الملاحظة والتتبع، والموازنة، والاستنتاج والتطبيق.

 -بلجوء المعلم إلى هذه الطريقة فهو يحفز تلاميذه، ويدفعهم لمشاركتهم في بناء الدرس.

– عيوبها:

-بطيئة في التعليم وإيصال القاعدة النحوية إلى أذهان المتعلمين.

-يتمّ التوصّل إلى القواعد من خلال أمثلة مبتورة لا رابط بينها.

-تقديم القواعد بطريقة عقلية محضة بعيدا عن الجانب الجمالي للغة والتذوق الأدبي.

3-طريقة النّص الأدبي:

   كما أطلق عليها لفظ: الطريقة المعدّلة، أي أنّها تعديل للطريقة الاستقرائية من أسلوب الأمثلة إلى أسلوب النص، إذ تدرس القواعد النّحوية وفق هذه الطريقة من خلال الأفكار والأساليب المتصلة والمتضمّنة في نصوص مختارة يقرأها المتعلّمون ويفهمون معناها من شرح المعلّم، ثمّ يتعرّضون للموضوعات النحوية المقصودة من الدرس، وتنتهي باستنتاج القاعدة والتطبيق عليها.

-مزايا طريقة النص الأدبي:

-التلميذ يشعر باتصال القواعد النحوية بلغته، وهذا ما يجعله يحبّ هذه القواعد ولا ينفر منها.

-تعالج القواعد النحوية في سياق لغوي علمي، وأدائي متكامل.

-تكون القراءة مدخلا للنحو.

-تمزج النحو بالتعبير الصحيح.

-عيوبها:

رغم هذه المزايا إلا أنها انتقدت من بعضهم، وقيل عنها: إنّ المتعلّم يضيّع وقته في القراءة والتعلم ويشغل المعلم عن الهدف الأساس.

  

 

 

Modifié le: Sunday 25 February 2024, 21:10