مدخل إلى التّعليميّة

مفهوم التّعليميّة:

لغة:

   كلمة التعليمية مصدر صناعي لكلمة تعليم، والتعليم مصدر للفعل علّم، والفعل الثلاثي المجرّد هو علم، والعلم هو إدراك الشيء، وهو نقيض الجهل.

علَم الشيء: وسمه ووضع له علامة، وعلَم شفته: شقّها.

والعلَم: العلامة والأثر، وشيء منصوب يهتدى به، ورسم في الثوب، وسيّد القوم، والجبل، ولواء البلد ورايتها.

وعلّم على الشيء: جعل له علامة، وعلّم له علامة: جعل له أمارة، وعلّمه القراءة: جعله يعرفها. 

ب ــــ التّعليمية اصطلاحا:

   التعليمية هي الدراسة العلمية لتنظيم مواقف التعليم التي يعيشها المتعلّم لبلوغ هدف تربوي.

 والتعليمية ترجمة للكلمةDidactique   التي اشتقت من الكلمة اليونانية   Didaktikosوالتي تطلق على نوع من الشّعر يتناول شرح معارف علمية أو تقنية (الشعر التعليمي).   

  وتُعرّف بأنّها الدّراسة العلمية لطرق التّدريس وتقنياته، ولأشكال تنظيم مواقف التّعلّم التي يخضع لها المتعلّم، قصد بلوغ الأهداف المنشودة.

وعُرّفت بأنّها الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته، ولأشكال تنظيم مواقف التعليم التى يخضع لها المتعلّم، قصد بلوغ الأهداف المنشودة، سواء على المستوى المعرفي أو الوجداني أو الحس الحركي[1].

وأُطلق على هذا العلم عدّة مصطلحات: تعليمية، تعليميات، علم التدريس، علم التعليم، التدريسية، الديداكتيك.

أقطاب العملية التّعليميّة:

     "تتأسّس العملية التّعليمية على ثلاثة عناصر أساسية يتمحور حولها الفعل التّربوي، الذي ينشأ من مجموع العلاقات التّفاعلية المُتداخلة بين هذه الأطراف، حيثُ يشهد الفعل التربوي أهمية من ذلك التّفاعل".[2]

    وتفاعل هذه العناصر يؤدّي إلى تحقيق الأهداف المُراد الوصول إليها، والانتقال من مرحلة اللّامعرفة إلى مرحلة المعرفة، ومن مرحلة الجهل إلى مرحلة العلم، وهذه العناصر هي: المُعلّم، المُتعلّم، المُحتوى أو المادّة التّعليمية:

1 _ المُتعلّم:

     "المتعلّم هو ذلك الشّخص الذي يمتلك قدرات وعادات واهتمامات، فهو مهيّأ سلفا للانتباه والاستيعاب، ودور المعلّم بالدرجة الأولى هو أن يحرص على التدعيم المستمرّ لاهتماماته وتحريرها، ليتمّ تقدّمه وارتقاؤه الطّبيعي الذي يقتضيه استعداده للتّعلّم".[3]

     وبناءً على هذا فإنّ المتعلّم هو المحور الأساسي في العملية التّعليمية، حيث يسعى المعلّم إلى إعداده وتنشئته، مما يؤدّي إلى تغيّر في أدائه، وذلك باكتساب سلوك جديد.

     كما يمكننا القول إنّ المتعلّم مطالب بالامتثال والاستجابة لمطالب وأوامر معلّمه، وحتّى لأعضاء الأسرة التربوية، والنظام التربوي للمؤسسة بصفة عامة، فالمتعلم الكفء

هو الذي تكون لديه رغبة وميل ودافع نحو التعلّم، والذي يكون قادرا على إدماج كلّ المواد المختلفة، ويسعى إلى تطبيق معارفه واستغلال تعلّمه في حياته اليومية.[4]

2 _ المُعلّم:

     يُعد المُعلّم الطّرف الثّاني والأساسي في العملية التّعليمية، حيثُ إنّه يلعب دورا كبيرا في بناء تعلّمات المتعلّم من خلال مناهج معينّة وأنشطة متنوّعة، ويعمل كمنشّط ومنظّم للعملية التّعليمية، ومن ثمَّ فهو يسهّل عملية التّعلّم ويحفّز على الجهد والابتكار.

  "فأفضل المناهج وأحسن الأنشطة والطّرائق وأشكال التّقويم لا تحقّق أهدافها دون وجود المعلّم الفعّال المُعدّ إعدادًا جيّدًا والذي يمتلك الكفايات التّعليمية الجيّدة".[5] 

وعلى ضوء هذا نجد أنّ المعلّم يعمل دائما على تقويم معارف متعلّميه، واستيعاب مواقفهم وردود أفعالهم، وتندرج ضمن هذا طرق وأساليب وتقنيات للتّنسيق بين دوره وأدوارهم، وهذا ما يحقّق له الانسجام والتّكامل بينه وبين متعلّميه، وينبغي أن تتوافر فيه بعض الشروط: خَلقية، وخُلقية وعلمية، وثقافية...

     وبناءً على ما سبق يمكن القول إنّ المعلّم هو مصدر تخطيط التّدريس وتسييره وضبطه، بعدّه المرشد والمحفّز والموجّه للعملية التّعليمية، وذلك استنادًا إلى مبدأ أنه يمثّل سلطة معرفية وأخلاقية وتوجيهية.

3 _ المادّة التّعليمية: (أو المعرفة):

     المعرفة تشمل كلّ ما يتعلّمه الفرد من معارف وما يحصّله من مكتسبات، وما يوظّفه من موارد، وما يمتلكه من مهارات، وما يستثمره من قدرات وكفايات في عملية تعلّمه.

والمعرفة هي جملة الحقائق والمعلومات والمفاهيم والمبادئ والتّصميمات والمهارات الأدائية والعقلية والاتّجاهات والقيم التي تتضمّنها المادّة التّعليمية في الكتاب المدرسي وغيره...

وبما أنّ المادّة التّعليمية تُعدّ من أهمّ مصادر التّعلّم، فوجب هنا على المعلّم أن يكون على دراية في اختيار المادّة التّعليمية وذلك بمراعاة الغايات البيداغوجية للعملية التّعليمية، ومستوى المُتعلّم واهتماماته، ودرايته الذّاتية، والوقت المخصّص للمادّة.[6]

     فالمادّة التّعليمية عبارة عن قواعد وأفكار ومصطلحات تخضع للموقف التّعليمي وطبيعة المادّة المدروسة.

 

 

 



 1-محمد الدريج، مدخل الى علم التدريس العلمية التعليمية، دار الكتاب الجامعي، العين الامارات العربية المتحدة ط1، 2003، ص15

[2] _ محسن علي عطية، تدريس اللّغة العربية في ضوء الكفايات الأدائية، دار المناهج للنّشر والتّوزيع، عمان (الأردن)، ط1، 2003م، ص 25.

[3] _ أحمد حساني، دراسات في اللّسانيات التّطبيقية، جامعة وهران، الجزائر، د ط، 1996م، ص 142.

[4] _ خالد لبصيص، التدريس العلمي والفن الشفاف، بمقاربة الكفاءات والأهداف، دار التنوير، الجزائر، ط1، 2004، ص 105_106.

[5] _ عادل أبو العز سلامه وزملاؤه، طرائق التّدريس العامّة، مُعالجةٌ تطبيقية مُعاصرة، دار الثّقافة للنّشر والتّوزيع، عُمان، ط1، 2009م، ص 32.

[6] _ يُنظر: أحمد حساني، دراسات في اللّسانيات التّطبيقية، ص 143.

Modifié le: Saturday 10 February 2024, 10:34