-القلب وأثره في الميزان الصّرفي

القلب المكاني: هو تغييرٌ في ترتيب حروف الكلمة المفردة عن الصّيغة المعروفة لها بواسطة تقديم بعض الحروف وتأخير بعضها الآخر.

- كيفية معرفته:
يُعرف القلب المكاني بـ[1]:
1- أصله: أي الرّجوع إلى المصدر، فمثلا الفعل ناءَ – يَناء حدث فيه قلبٌ لأنّ مصدره : النّأيٌ، وفعله نأى، وعلى هذا يكون وزنُه فَلَعَ.
2- أمثلة اشتقاقه: أي الرّجوع إلى الكلماتِ الّتي اشتُقّت من نفسِ مادّة الكلمة، فمثلا كلمة: جاه فيها قلب مكاني ، وذلك لورود كلمات مثل: وَجْه، وَجاهَة، وجهة، وإذن فكلمة :جاه مقلوب وجْه الذي وزنه فَعْل، لهذا وزنها هو: عَفْل.
3-صحّته: أي أن يكون في الكلمة حرفُ علّة يستحقّ الإعلال[2]،ومع ذلك يبقى هذا الحرف صحيحا أي دون إعلال. فيكون ذلك دليلا على حدوث قلب في الكلمة، فمثلا الفعل: أيِسَ فيه حرف علّة هو الياء، وهو متحرّك بكسرة وقبله فتحة، وحرف العلّة إذا تحرّك وانفتح ما قبله قلب ألفا.

     وعلى ذلك كان ينبغي أن يكون الفعلُ هكذا : آس، أمّا وقد بقي على أيِسَ ، فهذا دليل على أنّ هذه الياء ليس مكانها هنا، وإنما في مكان آخر، فإذا عدنا إلى المصدر وهو اليأس، عرفنا أنّ هذا الفعل مقلوب عن يَئِسَ .وإذن فوزن أيِسَ هو عَفِلَ.
4-  أداء تركه إلى همزتين عند الخليل: أي أن يترتّب على عدم القلب وجود همزتين في الطّرف، فكما هو معلوم  أنّ الفعل الأجوف أي الّذي عينه حرف علّة، تُقلب عينه همزة في اسم الفاعل؛ أي يُقلب حرف العلّة همزة تبعاً لقواعد الإعلال، فنقول:
قال = قائل، على وزن فاعل.
باع = بائع، على وزن فاعل.
وإذا طبّقنا القاعدة على فعل أجوف مهموز اللام قلنا:
جاءَ = جائئ، على وزن فاعل.
واجتماع الهمزتين في نهاية الكلمة حدث فيها قلبٌ مكاني، و ذلك بأن انتقلت اللّام - الّتي هي الهمزة -مكان العين قبل قلبها همزة، فتكون الكلمة :
جائي على وزن فالع.
ثم نحذف الياء كما نفعل في كلّ اسم منقوص إذا كان نكرة، فتصير:
جاءٍ = فالٍ.
5-منع الصّرف بغير علّة: أي أن نجد كلمةً ما ممنوعة من الصّرف دون سبب ظاهر، ومثال ذلك كلمة: أشياء، هذه الكلمة ممنوعة من الصّرف كما هو معروف ، إذ تقول:
هذه أشياءُ – أحضرتُ أشياءَ – جئتُ بأشياءَ.
و المعروف أيضا أنّ وزن (أفعال) ليس ممنوعا من الصّرف، بدليل كلمة (أسماء) الّتي تشبه كلمة(أشياء) فأنت تقول:
أسماءٌ - أسماءً - بأسماءٍ.
إذن ما سببُ منع كلمة (أشياء) من الصّرف؟
    يقول الصرفيون إنّ هذه الكلمة ليست على وزن (أفعال ) ، وإنّما هي على وزن آخر من الأوزان التي تمنع من الصّرف، وذلك لأنّ مفردها هو: شيء .وأنّ الجمع منها هو شيئاء، على وزن فعلاء، والمعلوم أنّ ألف التّأنيث الممدودة تمنع الاسم من الصّرف، وهم يقولون إنّ كلمة شيئاء في آخرها همزتان بينهما ألف، ووجود همزتين في آخر الكلمة ثقيل، لذلك قُدّمت الهمزة الأولى الّتي هي لام الكلمة مكان الفاء ، ويكون القلب على الوجه التّالي:
شيئاء = فعلاء.
أشياء = لفعاء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2-الحذف وأثره في الميزان الصّرفي

تعريف الحذف:

   الحذف أو الإعلال بالحذف، هو حذف حرف العلّة بتعويض أو دون تعويض، وقد يحذف غير العلّة.

والحذف قسمان:[3]

-قياسيّ: وهو ما كان لعلّة تصريفيّة سوى التّخفيف؛ كالاستثقال والتقاء السّاكنين.

-غير قياسيّ: وهو ما كان اعتباطا.

صور الحذف:

للحذف صور كثيرة،  منها:

1-حذف الهمزة الزّائدة في أوّل الماضي الرّباعيّ:

-تحذف في المضارع: فالفعل (أكرم) فعل ماض رباعيّ، مضارعه: أُكرم، والأصل (أُأكرم).

-تحذف في اسم الفاعل: اسم الفاعل من الفعل (أكرم) هو (مُكرِم)والأصل (مُؤكرِم).

 -تحذف في اسم المفعول: اسم المفعول من الفعل (أكرم) هو مُكرَم) والأصل (مُؤكرَم).

2-حذف الواو التي هي فاء الماضي الثّلاثيّ المفتوح العين في الماضي، والمكسورة في المضارع[4]:

-تحذف الواو في مضارع المثال الواوي، مثل: وزن، يزن/وقف، يقف/ وصل، يصل/وجد، يجد، قال الله تعالى:﴿يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضرا﴾.[آل عمران، 30].

-تحذف الواو في أمر المثال الواوي، مثل: وصف، صف/وعد، عد/وزن، زن، قال الله تعالى:(‹وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم﴾.[الإسراء، 35].

-تحذف الواو في المصدر المزيد بتاء مربوطة: وصف، صفة/وهب، هبة/ وصل، صلة.

3-حذف حرف العلّة إذا كان عينا لاسم المفعول، كما هو عين للفعل، وقد يرافقه نقل الحركة أحيانا:

-إذا كان الفعل واويّ العين، وصيغ على وزن مفعول، مثل: (مَصُوم)، أصله (مَصْوُوم)،  نُقلت ضمّة الواو الأولى إلى الصّاد، فالتقى واوان ساكنان، فحذف أحدهما.

-إذا كان الفعل يائيّ العين، وصيغ على وزن مفعول، مثل: (مبيع)، أصله (مَبيوع)، نقلت حركة الياء إلى الباء، وحذفت الواو لالتقاء السّاكنين ثمّ كسرت الباء. 



[1] - ينظر الشّافية في علم التّصريف، ص: 12-13.

[2] -الإعلال: تغيير يطرأ على أحرف العلّة(ا، و، ي) بحيث يؤدّي هذا التّغيير إلى حذف الحرف، أو تسكينه، أو قلبه حرفا آخر:

الحذف: حذف حرف العلّة: قال، مقوول، مقول.

التسكين(النقل): هو جعل حرف العلّة ساكنا بنقل حركته إلى ما قبلها مثل: مقْوُول، مقُول، أو إلغائها مثل: يمشيُ، يمشي.

القلب: تحويل حرف العلّة إلى حرف آخر: بيع، باع، قول، قال.

الإبدال: حذف حرف ووضع آخر مكانه بحيث يختفي الأوّل ويحلّ محلّه آخر، وحروفه هي:(هدأت موطيا) صدم، اصتدم، اصطدم، افتعل.

القلب: سماو، سماء، بناي، بناء.

[3] -ينظر شذا العرف في فنّ الصّرف، الشّيخ أحمد بن محمّد بن أحمد الحملاوي، شرحه وفهرسه واعتنى به: الدّكتور عبد الحميد هنداوي، منشورات محمّد علي بيضون، الطّبعة الثّالثة، 2000، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان، ص: 208.

[4] - لا تحذف الواو في مثل قوله تعالى: ﴿ لم يلد ولم يولد ﴾ لم تحذف في ( يُولَد) لأنّ عين الفعل ليست مكسورة.

 

 


 

Modifié le: Monday 29 May 2023, 19:26