تعد العملية التربوية من أصعب العمليات لأنها عملية تسعي إلي تأهيل الفرد للوصول إلي ارقي مستويات الإنسانية، وهو الشيء الذي يجعل من مختلف العناصر التي تندرج فيها عمليات صعبة وهو ما يظهر في عملية التقويم لكونها عملية تحاول كشف سمات وخصائص من خلال رقم أو عدد وإصدار الحكم. ورغم تطور وسائل التقويم ، وتقدم علماء القياس إسهامات كبيرة  إلا أن هناك من الدراسات التي تأكد  هذه المشكلات لارتباطه بالعوامل الداخلية المتعلقة  بالفرد المقيم والمقوم ، والعوامل الخارجية منها ما ذكره  كل من "نوازات" "G.noizet" 1961، و"بيرون" "H.pieron" 1963. على صعوبة القضاء على الذاتية والعلاقة القوية الموجودة بين تفوق التلاميذ والحالة النفسية التي يكون عليها المقوم.

1- مشكلات مرتبطة بطبيعة التقويم :

- صعوبة التقويم عند التعامل مع السلوك الإنساني ويعود ذلك إلى الطبيعة البشرية باعتبار الإنسان كائن حي وفي تفاعل وتغير مستمر. هذا ما يجعل التقويم عملية مركبة تتداخل فيها عدة متغيرات دخيلة كتغير حالة الفرد وتغير نموه حسب ما تمليه عليه الفطرة والوراثة، ويمليه عليه أيضا الوسط الذي يعيش فيه.

- القياس في مجال التربية لا يخضع لنفس الشروط والوسائل التي يخضع لها القياس في الميادين الأخرى كالأطوال والأوزان وغيرهما. لأنه ينطلق من قياس غير مباشر، بينما تنطلق الأخرى من القياس المباشر، ولأن قياس الشخصية والتغيرات السلوكية ليست كقياس الأطوال.

- العمليات التي تستهدف التربية تغييرها ويقوم التقويم بتقييمها والحكم عليها وتعديلها هي عمليات باطنية غير ملموسة وخاصة ما تعلق منها بالجانبين المعرفي والانفعالي.( الدريج،1991،ص10).

- يكتفي لقياس هذه الظواهر بالمستوي الاسمي والرتبي ، وقياس الفئات المتساوية في حين يجعله بعيدا عن القياس النسبي واستعماله في وصف وقياس الظواهر السلوكية الناتجة عن عملية التعلم أمرا صعبا. – عدم تعبير التقديرات الكمية عن المستوي الفعلي للمتعلمين.

- تحويل نقطة المتعلم من تقدير كمي إلى صيغتها الكيفية ليس مطابقا تماما. لان العدد لا يوضح بدقة المسافة التي تفصل بين مجال السلوك الذي ينتمي إلى معطي بيداغوجي ومجال النقطة التي هي معطيعددي   (Pieron ،1963، p63).

 - صعوبة الصدق التام لأدوات القياس المستعملة خاصة مع مختلف المقاييس التي تقيس الدافعية والقدرة والاتجاهات والميول. وهذا ما يجعل كثيرا من التغيرات التي تحدث نتيجة العملية التعليمية ناجمة عن  عامل الخطأ أو خطأ القياس.( 21(Pieron ،1963، p

2- مشكلات نفسية:

- تخلق الامتحانات حالة من القلق لدي المتعلمين وهي حالة نفسية أو حالة انفعالية تكون نتيجة الضغوط الناتجة عن مواقف التقويم .حيث يشعر المتعلم أن المواقف الاختباربة عناصرا  مهددة للفرد  فيشعر بانعدام الراحة النفسية، ويتوقع العقاب ، مما يؤدي إلي قرارات سلبية كاالرغبة في الهروب من الموقف. وحدوث اضطرابات في الجوانب الفسيولوجية كاستثارة وتنشيط للجهاز العصبي المستقل (اللاإرادي) مما يؤدي إلى تغيرات فيزيولوجية عديدة مثل : ارتفاع ضغط الدم ، انقباض الشرايين ، العرق ويصاحب هذه التغيرات ردود فعل جسدية مثل : ارتعاش الأيدي ، الغثيان ، الألم في الأكتاف والظهر والرقبة ، جفاف الفم ، ارتباك. (الصافي ، 1998 ، ص: 122 )

-  الذاتية التي يصعب عل القائم بالعملية التقويمية التخلص منها كان يجد نفسه يفضل مجموعة على أخرى ويتساهل في تقييم سلوكهم . زهز ما يخلق أثارا نفسية وشعورا بالنقص. .

- تأثير الهالة في إعطاء أحكام معبرة  عن مستوي المتعلمين، كما عبر عن ذلك المختصين في الدراسة المنهجية للامتحانات مثل "نوازات" "G.Noizet"1961. "بيرون" "H.Pieron" 1963. حيث أكدوا وجود علاقة مباشرة بين تفوق التلاميذ والحالة النفسية لكل من المتعلم والمعلم. فتصحيح المعلم  لنفس الورقة في ظرفين مختلفين ينجم عنها وضع نقطتين مختلفتين. فتقويمه  عند الشعور بالسعادة التامة قد لا يكون نفسه عند الشعور بالقلق وهو ما عبر عنه كل من "نوازات"           "G.Noizet"و"بونيول"J.J.Bonnial" 1969. حين اعتبرا أن التقويم المدرسي عبارة عن سلوك   يصدر حسب الوضعية التي يكون عليها المقوم) .  ( Derghal ،1995.p12.

- تأثير الآخرين علي القائم بالعملية التقويم من زملاء سبق وان قاموا بتعليم الفرد أو من خلال ملاحظة نقطة يقدمها معلم أخر لنفس ورقة الطالب وهو ما يسمي بعدوي التقويم.

3- مشكلات بيداغوجية :

- صعوبة التوصل إلي تنفيذ كل المقررات الدراسية في حالة الاستعمال الأمثل للتقويم وما يفرضه من عمليات التعديل ومسايرته لكل مراحل العملية التعليمية الشيء الذي يجعل من المربي يتخلى عن الكثير من الوحدات التدريسية باعتبار المادة التي يدرسها مرتبطة بمدة زمنية وبحجم ساعي محدد  لا يجب عليه تجاوزه. أما الخيار الثاني هو البحث بجدية إتمام البرنامج الدراسي وكل الوحدات التدريسية في برنامجه وهذا ما يجعله يحقق أهدافا سطحية ويليها تقويم سطحي .

- صعوبة تقويم كل المحتويات الدراسية وبالتالي اللجوء الي عينة منها مما قد لا يقدم الصورة الحقيقية لحدوث التعلم.

- صعوبة تحقيق مبدأ الفروق الفردية بين المتعلمين وخاصة من حيث تقييم الجميع ابنفس المستوي وهو ما يظهر خاصة عند لجوء المعلم الي الاختبارات الشفية حيث يستحيل بناء اسءبة تحمل نفس مستوي السهولة والصعوبة.

- صعوبة توحيد أدوات التقويم بين تلاميذ نقس المستو الدراسي لوجود فروق في الكثير من العناصر كاستحالة حدوث التعلم بنفس الطريقة وفي نفس الوقت.

- صعوبة مراقبة كل النشطات المدرسية والتمارين كالوجبات المنزلية مما يحيل دون الوصول الي تفريد التعليم حسب خصائص كل متعلم وهو ما تؤكد علية التربية .

 - صعوبة الكشف عن الأفراد اللذين يعانون صعوبات في التعلم مما يفقد حصص الدعم الي دورها الحقيقي في تصحيح وتنمية التعلم.

- صعوبة اللجوء ال بعض أساليب التقويم كقوائم الرصد.

4- مشكلات اجتماعية :

- تشكل عملية التقويم مصدر مشكلات اجتماعية لد بعض المتعلمين من خلال كونه مؤشرا للنجاح أو الرسوب وهو ما يعرض المتعلم للمساءلة الأسرية وما تتظمنه من قرارات إعادة التوجيه أو التوقف عن الدراسة.

- صعوبة  المتابعة بعد التخرج وما يقتضيه التقويم التتابعي في ظل غياب التنسيق بين المدرسة والأسرة.

-صعوبة تقويم بعض السلوكات بعد الخروج من المدرسة واستحالة خلق جو اسري متساوي لدي الجميع ومنه اللجوء الي الاستغناء علي العدديد من الانشطة التي تفرض وجود تعاون بين المدرسة والمحيط الاجتماعي.

Modifié le: Tuesday 7 March 2023, 11:07