معيار تمييز الأسلوب

 

يلجأ رولان بارت إلى معيار آخر في التفريق بين الأسلوب وما يسميه "درجة الصفر في الكتابة" (وهو تفريق) قائم على تطور مهمة الأدب منذ أواخر القرن18.. لم يعد الأسلوب ذا دلالة جماعية عامة، يمكن من خلالها ـ كما يرى جرينجر ـ تصنيف عمل ما في جنس أدبي معين، من خلال تعرف "ما فوق الرمز"، الذي يحدد السمات العامة للأجناس والأنواع الأدبية، وإنما أصبح الأسلوب أقرب إلى رصد الهروب من السمات العامة، نشدانا لتحقيق السمات الفردية للمؤلف، التي أشار بارت إلى أنها تلغي شفافية السمات العامة لكي تحل محلها الثقل والمسؤولية ورائحة الحلم والتهديد معا. فالأسلوب إذن عند بارت فردي، على حين أن الكتابة جماعية. وإذا كانت الكتابة عملية توصيلية تؤكد انتماء المتحدث إلى جماعة،  ومخاطبته إياها، وحرصه على أن يتخذ موقفا منها، فإن الأسلوب يمثل لغة تكتفي بذاتها، دون أن يكون لها بالضرورة أبعاد التوصيل الواضحة، التي تتوافر للكتابة. ومن هنا تتأكد غربة الكاتب وتفرده ووحشته، بدلا من تأكد انتمائه واتصاله في حالة الكتابة

                                         أحمد درويش:

            الأسلوب والأسلوبية، مدخل في المصطلح وحقول البحث ومناهجه

معيار تمييز الأسلوب

 

يلجأ رولان بارت إلى معيار آخر في التفريق بين الأسلوب وما يسميه "درجة الصفر في الكتابة" (وهو تفريق) قائم على تطور مهمة الأدب منذ أواخر القرن18.. لم يعد الأسلوب ذا دلالة جماعية عامة، يمكن من خلالها ـ كما يرى جرينجر ـ تصنيف عمل ما في جنس أدبي معين، من خلال تعرف "ما فوق الرمز"، الذي يحدد السمات العامة للأجناس والأنواع الأدبية، وإنما أصبح الأسلوب أقرب إلى رصد الهروب من السمات العامة، نشدانا لتحقيق السمات الفردية للمؤلف، التي أشار بارت إلى أنها تلغي شفافية السمات العامة لكي تحل محلها الثقل والمسؤولية ورائحة الحلم والتهديد معا. فالأسلوب إذن عند بارت فردي، على حين أن الكتابة جماعية. وإذا كانت الكتابة عملية توصيلية تؤكد انتماء المتحدث إلى جماعة،  ومخاطبته إياها، وحرصه على أن يتخذ موقفا منها، فإن الأسلوب يمثل لغة تكتفي بذاتها، دون أن يكون لها بالضرورة أبعاد التوصيل الواضحة، التي تتوافر للكتابة. ومن هنا تتأكد غربة الكاتب وتفرده ووحشته، بدلا من تأكد انتمائه واتصاله في حالة الكتابة

                                         أحمد درويش:

            الأسلوب والأسلوبية، مدخل في المصطلح وحقول البحث ومناهجه

مجلة فصول في النقد الأدبي، المجلد5، العدد1، أكتوبر - ديسمبر1984، ص62.

Modifié le: Monday 6 December 2021, 21:55