مكمـلاـت التحقيق:
أولا: الضبط
على المحقق أن يعتني بضبط الكلمات، والكلمات التي يحتاج إلى ضبطها بالشكل هي:
1- الكلمات الغريبة، وهي التي تحتاج إلى شرح، ولا يدرك المتخصص معناها إلا باستعمال المعاجم، مثال ذلك: الوهل بمعنى: الفزع، والرفاء: الالتحام والاتفاق.
2- الكلمات التي يشيع استعمال الناس إياها خطأ، مثل: العِيّ للعجز عن الإفهام، والقِمع للإناء الذي تصب فيه السوائل.
3- الكلمات التي تتفق صورتها، وتختلف معانيها باختلاف شكل حركاتها مثل: البِر و البَر والبُر
5- ضبط وسط الفعل في الماضي والمضارع من الثلاثي، لأن أكثره سماعي، مثل: فشِل في الأمر، وقبَض المال، ومثل: يفشَل في الأمر، ويقبِض المال.
كذلك ضبط الأفعال التي تلزم البناء للمجهول.
6- أعلام الأشخاص وألقابهم، وأسماء الأماكن والقبائل والبلدان، ويكون ذلك بالرجوع إلى كتب الرجال، ومعاجم البلدان.
7- الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأمثال، وأبيات الشعر والرجز...
ولا يضبط المحقق شيئا أو يشكله بالاجتهاد، اعتمادا على الذاكرة، بل يجب الرجوع دائما في ضبط الكلمات إلى المصادر والمراجع المتخصصة.
ثانيا: التخريج
من أهم الأعمال التي تبذل في خدمة النص وتوثيقه، تخريج النصوص التي يستشهد بها المؤلف.
والنصوص التي يحتاج إلى تخريجها:
1- الآيات القرآنية:
تخرج الآيات القرآنية من المعاجم المعدة لذلك، مثل: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي.
2- الأحاديث النبوية:
تخريج الأحاديث يكون بالرجوع إلى كتب السنة
3- تخريج الشعر والأمثال:
إذا لم يكن البيت منسوبا، نسبه المحقق لقائله، وبين بحره، وخرجه من ديوان الشاعر، فإذا لم يكن للشاعر ديوان، بحث عنه في المجاميع الشعرية مثل: المفضليات للمفضل الضبي، والأصمعيات اختيار الأصمعي، والحماسة لأبي تمام، والحماسة للبحتري، ومعجم شواهد العربية لعبد السلام هارون، وكذالك كتب اللغة والأدب .
أما الأمثال فتخرج من كتب الأمثال، مثل: جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري، ومجمع الأمثال للميداني.
4- التعريف بالأعلام:
يقتصر في التعريف بالأعلام على غير المشهورين منهم، فلا يشغل المحقق نفسه بالتعريف بكبار الصحابة، ولا المشهورين من الأئمة والعلماء، على أن يكون التعريف بمن يعرف به مختصرا، بحيث يميزه عن غيره، باسمه ونسبه ولقبه، وتاريخ وفاته، وشهرته، وعلمه وأهم مؤلفاته.
5- تخريج النصوص المقتبسة:
الرجوع إلى مصادر المؤلف أمر ضروري، لأنه يضيف اطمئنانا إلى صحة النص المحقق، ومزيدا من الوثوق بسلامته.
ثالثا- شرح الغريب
ينبغي شرح الكلمات الغريبة، ولا يسرف المحقق في ذلك، بل يقتصر على شرح الكلمات التي لا يدرك معناها إلا باستعمال المعاجم، فإن توضيح الواضح تزيُد لا طائل من ورائه.
رابعا- التغييرات التي يسمح بها للمحقق
يسمح للمحقق بالتغييرات الآتية: الرسم الإملائي – تكميل الاختصارات والرموز- وضع العناوين –علامات الترقيم
أ- الرسم الإملائي:
الكتابة في المخطوطات القديمة، تختلف في كثير من مظاهرها عن طريقة الإملاء الحديثة، ولذا يجب اعتماد الطريقة الحديثة في الإملاء.
ب- تكميل الاختصارات والرموز:
الاختصارات التي يجدها المحقق يكملها، ويرجعها إلى أصلها، مثل: تع، يكتبها: تعالى، وصلعم، يكتبها:صلى الله عليه وسلم ...
ج- وضع العناوين:
إذا كان المخطوط خاليا من العناوين، أو التقسيم إلى أبواب وفصول، ودعت الحاجة إلى ذلك، فإنه يوضع لكل طائفة من مسائله عنوان، ويقسم إلى فصول وأبواب، وتوضع هذه العناوين محددة بعلامة الزيادة: المعكوفتين .
د- علامات الترقيم:
وضع علامات الترقيم من الأمور المهمة، التي تساعد على توضيح النص، وتوجه إلى مقصوده ومعناه
سادسا- الفهارس
الفهرس، أو الفهرست (بكسر الفاء والراء) من الكلمات الفارسية المعربة كما جاء في كتاب المعرَب للجواليقي .
والفهرس من مكملات التحقيق التي يتعين على المحقق عملها، فهو مفتاح الكتاب، ودليله الذي يأخذ بيد القارئ، ويرشده إلى حاجته منها.
ويحتاج الكتاب إلى عدد من الفهارس الفنية، يختلف كما ونوعا باختلاف موضوعه، وهو على الترتيب التالي:
فهرس الآيات القرآنية، فهرس الأحاديث النبوية، فهرس الأشعار والأرجاز،فهرس الأمثال والحكم، فهرس الأعلام والقبائل، فهرس الأماكن والبلدان، فهرس الطوائف والفرق والمذاهب، فهرس المصطلحات العلمية، فهرس الألفاظ اللغوية، فهرس الكتب الواردة في النص، فهرس المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.
سابعا- القسم الدراسي
بعد أن يفرغ المحقق من نسخ مخطوطته من الأصل، ومقابلته على النسخ الفرعية، وبيان فوارقها والتعليق عليها في الهوامش، يكون قد عاش فترة طويلة مع المخطوط وفهم كل ما يتعلق به، بعد ذلك يستطيع كتابة مقدمة التحقيق أو (الدراسة) والخاتمة.
ولكن ما هي الأمور التي يجب أن يضمنها الباحث مقدمة التحقيق ؟
المقدمة:
يذكر فيها المحقق خمسة أمور:
1- أسباب اختيار المخطوط.
2- أهميته.
3- موضوعه.
4- ذكر أهم المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق.
5- شكر وتقدير.
الدراسة:
يذكر فيها المحقق خمسة أمور بتوسع، وهي:
1- ترجمة المؤلف.
2- أهمية الكتاب.
3- كلمة عن موضوع الكتاب.
4- دراسة النسخ الخطية وعرض نماذج لها 5- منهج التحقيق
1- ترجمة المؤلف :
ويعرض فيها المحقق حياة المؤلف من مصادر التراجم والطبقات , ويذكر فيها ما يلي :
1- كلمة عن عصر المؤلف من النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية .
2- بيان اسم المؤلف ونسبه.
3- زمان ولادته ومكانها .
4- عائلته.
5- نشأته وطلبه للعلم .
6- شيوخه إجمالا , ومن تأثر بهم خاصة .
7- وظائفه ومناصبه التي تقلدها .
8- مؤلفاته .
9- تلاميذه .
10- أقوال العلماء في فضله.
11- وفاته.
ويوثق المحقق في الهامش كل معلومة بذكر مصادر نقله , ويعتمد الأقدم فالأقدم منها.
2- أهمية الكتاب:
ويعرض فيها قيمته وأهميته وتاريخ تأليفه وتوثيقه كما يلي:
1- توثيق نسبة الكتاب للمؤلف .
2- توثيق اسم الكتاب .
3- ضبط اسم المؤلف .
4- بيان موضوع الكتاب .
5- منهج تأليفه وأسلوب المؤلف فيه .
6- قيمته من بين الكتب المؤلفة في فنه.
7- مصادر المؤلف في كتابه .
8- اعتماد الناس عليه من بعده .
9- شروحه واختصاراته ومنظوماته .
3 - موضوع الكتاب:
كعلم النحو مثلا , أو الأدب , أو التفسير , أو الحديث , أو أي علم من العلوم الذي هو موضوع المخطوط , فيستعرض باختصار :
1- اسمه ونسبته.
2- نشأته وواضعه.
3- تطوره.
4- دور المؤلف فيه، وتطوره بعده إلى أيامنا هذه.
4- دراسة النسخ الخطية
ويعرض فيها المحقق نسخ الكتاب المخطوطة جميعا، ويستعرضها جميعا ببيان أرقامها وأماكن وجودها، وقيمتها، مقدما النسخة الأصل، ثم النسخ الفرعية، ويذكر بيانات النسخ واحدة واحدة (كما مر بنا في مواصفات المخطوط)
5- منهج التحقيق:
وأخيرا يكتب المحقق منهجه في التحقيق، وذلك ببيان مايلي:
1- انتساخه لنص المخطوط من النسخة الأصل ومقابلته لسائر النسخ، وطريقته التي اعتمد عليها في المتن، هل هي الالتزام حرفيا بالأصل، وبيان فوارق النسخ الفرعية في الهامش، أم أنه اختار الأصوب من جميع النسخ ووضعه في المتن، وأشار للفوارق بالهامش.
2- ضبطه لما أشكل من كلمات.
3- استخدامه للرسم الإملائي المعاصر، وعلامات الترقيم.
4- تعليقاته على النص في الهامش، وكيفية تخريجه للنصوص.
الخاتمة:
وفيها يحصر الباحث نتائج عمله تحديدا ببيان خلاصة ما توصل إليه بعد الجولة الطويلة في العمل بمخطوطه، وماذا يقدم هذا الكتاب للناس من فائدة، وما هي مميزاته، وبما ينفرد عما سواه.