تعريف الحضارة:
تشمل الحضارة كل ما أنتجه الإنسان من النواحي المادية والمعنوية، ويرتبط الإنتاج الحضاري بتطور حياة الإنسان واستجابته لبيئته وتطور تجاربه المتوارثة والمكتسبة والمؤثرات الخارجية
والحضارة في اللغة خلاف البداوة لأنها تدل على سكنى الحضر، وهي مظاهر الرقي العلمي والفني والاجتماعي.ثم أجاز مجمعُ اللغة بالقاهرة أن يطلق لفظ الحضارة على كل "مرحلة سامية من مراحل التطور الإنساني"، وعلى "مظاهر الرقي العلمي والفني والأدبي والاجتماعي في الحَضَر، إضافةً إلى المعني المتقدم، أما في الانكليزية فالحضارة civilization فتشير إلى"مرحلة متقدمة من التنمية الاجتماعية الإنسانية مع مستوًى عالٍ من الفن والدين والعلم والحُكم واللغة المكتوبة ...إلخ"، كما تشير إلى "سمة المجتمع المتقدم في مكان وزمان معينين".
وإلى المعني السابق نفسه يذهب الدكتور أحمد زكي بدوي، وطائفة من مفكري العلوم أنه ليس ثمة فارق بين تعريفي الثقافة والحضارة من الوجهة الأنثروبولوجية المُطْلَقة، إلا أن الاجتماعية، غير أن البعض يرى الحضارة ثقافة معممة، امتدت خارج خصوصيتها المجتمعية المحددة، وأخذت تتسيّد وتفرض نفسها بالمعنى الشامل في عصر أو مرحلة تاريخية معينة
فالحضارة تمثل كل مظهر من مظاهر الإنتاج البشري، ويحددها سلوك الإنسان وطرق معيشته وتفاعله مع البيئة، ولذا كان من الطبيعي أن يختلف المظاهر الحضارية لكل بلد عن المظاهر الحضارية للبلاد الأخرى، والحضارة تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمن الإنسان من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والابتكار، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها.